كشف نائب الأمين العام ل«الحركة الشعبية» في السودان ياسر عرمان أمس، عن مبادرة إثيوبية لتسوية الخلافات السودانية حول منطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط، إذ دعا الرئيس الإثيوبي ميليسي زيناوي شريكي الحكم في السودان الرئيس عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سيلفا كير إلى التباحث في أديس أبابا الأسبوع المقبل، حول مصير منطقة أبيي، وذلك بعد أن فشلت محادثات سابقة بين الزعيمين. وفي نفس السياق، اختتمت مساء أمس الأول، أعمال الحوار الجنوبي – الجنوبي، الذي استمر خمسة أيام متواصلة، بالتئام البيت الجنوبي في العاصمة الجنوبيةجوبا، حيث شارك في أعماله 25 حزباً سياسياً جنوبياً تحت رعاية «الحركة الشعبية». وأجمع المؤتمرون في توصيات الحوار على إجراء استفتاء حق تقرير مصير جنوب السودان متزامناً مع استفتاء أبيي في الموعد المقرر له في التاسع من يناير المقبل بحسب اتفاقية السلام، وأمنت القوى السياسية الجنوبية على ضرورة إجراء استفتاء حر ونزيه وإشراك منظمات المجتمع المدني والأحزاب في مراقبة الاستفتاء ودعوة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى تقديم الدعم والمساعدة لتذليل العقبات أمام إجراء الاستفتاء. وأعرب سيلفا كير عن سعادته ب»لمّ شمل القوى السياسية الجنوبية»، موجهاً خطابه إلى الانفصاليين أن الاستفتاء يحوي خياري الوحدة والانفصال، وأن مصير الجنوب سيختاره الشعب الجنوبي بنفسه. وأضاف أن «وحدة الصف الجنوبي تتيح الفرصة للعمل معاً بيد واحدة لقيام استفتاء حر وشفاف». ودعا كير الأحزاب الجنوبية الى «دعم عملية الاستفتاء وإنجاحها ببذل طاقات وجهود كبيرة في الحملات وتوعية وتعليم المقترعين، كما تعهد كير بحماية الشماليين في الجنوب»، مشدداً على حرصه على «إقامة علاقات جيرة طيبة تخدم المصالح المشتركة بين الشمال والجنوب». وتابع: «إذا انفصل الجنوب فلن يكون جنوب البرازيل وإنما جنوب السودان». وفي القاهرة، بحث وزير الخارجية المصرية أحمد أبوالغيط مع وزير الدفاع السوداني الفريق الركن عبدالرحيم محمد حسين أمس، عدداً من القضايا التي تخص الشأن السوداني منها قضية الاستفتاء في الجنوب والموقف الحالي وآليات الاستفتاء. وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن أبوالغيط «أكد حرص مصر على مواصلة جهودها واتصالاتها سواء مع شريكي السلام أو الأطراف الدولية المعنية للمساعدة في دعم استقرار الأوضاع في مختلف أنحاء السودان ومعالجة المسائل العالقة في استفتاء الجنوب والقضايا الأخرى ذات الصلة، وعلى رأسها عملية ترسيم الحدود والتوصل إلى تفاهم بشأن استفتاء أبيي، والتوصل إلى اتفاق حول قضايا ما بعد الاستفتاء كالأمن والمواطنة والمعاهدات والتكامل الاقتصادي بغض النظر عن نتائج الاستفتاء». جوبا، القاهرة - رفيدة ياسين، حمدي عامر