يزاول العديد من المغاربة هوايات طريفة وغريبة عن حب واقتناع، وأحياناً لرغبة في التميز أو بسبب نوع من الألفة مع هذه الهوايات، وربما تلبية لنزوات وحاجات نفسية لا يعلمها إلا أصحابها. وتبدأ هذه الهوايات من الاعتناء بالشوارب وإطالتها إلى تربية الأظافر، مروراً بجمع البطاقات المستعملة في شحن الهواتف المحمولة، وانتهاء بهواية جمع عظام الدجاج أو الوقوع في "غرام" الملابس الداخلية للنساء. ملابس داخلية وبطاقات شحن وغضبت عشرات النساء في أحد أحياء الرباط غضباً عارماً قبل أسابيع خلت حين اكتشفن أن ملابسهن الداخلية اختفت من على سطوح منازلهن، حيث يقمن بنشر الغسيل كل يوم. واعتقدن في أول الأمر أنها مجرد مصادفة أن تتعرض جارة لسرقة من هذا النوع، لكن بتوالي السرقات مع مرور الأيام تأكدت النساء أن في الأمر سراً ما، وبعد أن أبلغن الجهات الأمنية المسؤولة تم رصد كل التحركات المريبة، فتبين أن ابن الحي الخجول هو من كان يقوم بسرقة ملابسهن الداخلية خاصة منها المثيرة. واعترف الشاب أنه لا يسرق تلك الملابس الداخلية من أجل بيعها أو التكسب من ورائها، بل فقط هواية له لأنه يحاول أن يجمعها في دولابه الخاص ورؤيتها أمامه مما تشكل له هواية محبذة ما دام لا يستطيع الاقتراب من النساء ولا الزواج بسبب قصر ذات اليد. وتتمثل هوايات غريبة أخرى في جمع أشياء قد تبدو دون أهمية في نظر الكثيرين، لكن عند هؤلاء العاشقين لتلك الهوايات فإنها أمور هامة في حياتهم، ولا يشعرون بالرضا النفسي إلا حين يتمكنون من جمع أشيائهم الصغيرة والغريبة. "أكرم" ذو الأربعة عشر عاماً يحرص على جمع بطاقات الشحن الفارغة والمستعملة للهواتف المحمولة، ويفتخر بحمله العديد منها في محفظته الصغيرة. وحول هوايته الغريبة هذه، يقول أكرم إنه لم يعرف كيف "ابتلي" بهذه الهواية التي جعلت رأسه أكثر انحناء وهو يتعمد النظر إلى الأرض، خصوصاً قرب الهواتف العمومية، مضيفاً أن تلك البطاقات ليست كلها فارغة، فكثيراً ما يجد بعضها لا تزال صالحة وبإمكانه استغلالها من جديد. كروت الدعوات وعظام الدجاج بالمقابل، تحرص بعض النساء على جمع بطاقات الدعوات لحضور حفلات الزفاف، وتكون فرصة للفتيات اللواتي يستهويهن جمع بطاقات الدعوات الجميلة من باب الهواية. وتعمد فتيات أخريات إلى جمع "سدادات" عبوات المشروبات الغازية، حتى أن فتاة مثل "سارة" تجمع العشرات منها في غرفتها الصغيرة رغم احتجاج والدتها على ذلك الركام الكبير من السدادات بمختلف الألوان والأحجام. ويحب عبد الغني، وهو شاب في الثلاثين من عمره، أن يزاول مهنة غريبة تتمثل في جمع تذاكر الحافلات والقطارات التي يستخدمها ذهاباً إلى العمل أو للسفر، ويحرص أشد الحرص على عدم إلقاء تلك التذاكر رغم صغر حجمها، بل يجمعها بعناية فائقة في محفظة خاصة. ويقول هذا الشاب إنه يجمع التذاكر منذ أن كان سعر ركوب الحافلة زهيداً، وظل يحتفظ بها إلى اليوم بعد أن تضاعف السعر أكثر من مرتين. ويعترف صاحب هذه الهواية أنه لا يجد تفسيراً مقنعاً لهوايته هذه، وكل ما يمكن التعبير عنه أنه يشعر بمتعة وهو يحتفظ بهذه التذاكر. وتحكي فريدة عن هواية غريبة لإحدى صديقاتها، وتتلخص في كونها تهوى جمع عظام الدجاج بعد أكله في وجبة غذاء أو عشاء، فهي تجد لذة في جمع تلك العظام الصغيرة في علبة كبيرة، دون أن يكون لهذه الهواية أي تفسير منطقي. الكتابة على الجبص ومن الهوايات الغريبة ما يُفصح عنه فؤاد، وهو موظف في القطاع الخاص، من الكتابة على مادة الجبص التي تغطي رجل أو يد مصاب بكسر. ويجد هذا الرجل متعة كبيرة في كتابة اسمه وتوقيعه على "الجبص" على رجل أو يد المصاب سواء كان صديقه أو من معارفه أو حتى ممن لا يعرف، حيث لا يتردد في طلب إمكانية كتابة اسمه أو دعاء صغير على الجبص من أي شخص يراه مصاباً بكسر. وتحب بشرى، وهي أم لطفلين، أن تكتب اسمها بالعربية مقروناً بالفرنسية على أي شيء تجده أمامها، ورقاً كان أو دفاتر أو مائدة أو أي شيء يتضمن مساحة للكتابة. أما محسن، وهو عامل، فيحب أن يكتب حرف النون، وهو آخر حرف من اسمه، على الأوراق التي أمامه، ويشعر براحة نفسية كبيرة وهو يخط حرف النون بخط بديع أمامه، وقد يمكث مدة زمنية غير قصيرة وهو يخط هذا الحرف بالذات دون غيره.