يواجه فيلم النجم احمد حلمي الجديد "على جثتي" هجوما حادا من النقاد إلى جانب تعرضه للسرقة الالكترونية بالتزامن مع طرحه في دور العرض السينمائي مما يجعله مهددا بخسائر مالية فادحة. ويعتبر توقيت طرح الفيلم في دور العرض السينمائي غير مناسب، بسبب دخول مصر في حالة توتر سياسي مع اقتراب الاحتفال بثورة 25 يناير/كانون الثاني، وحشد المعرضة انصارها لمحاسبة النظام الاخواني، بالإضافة إلى اعلان الفنان احمد عز عن طرح فيلمه الجديد "الحفلة" وكذلك فيلم خالد صالح "فبراير الاسود" في مطلع شهر فبراير/شباط وهو ما يغذي التوقعات بانخفاض الإقبال الجماهيري على فيلم "على جثتي". وتدور احداث فيلم "على جثتي" للمؤلف تامر ابراهيم وللمخرج محمد بكير، حول المهندس رؤوف المتسلط الذي يمتلك معرضا للأثاث ويتعرض لحادث يدخل على أثره في غيبوبة تامة، وتبقى روحه عالقة بين السماء والأرض ويتحول إلى شبح غير مرئي ولا يتذكر اسمه أو أي شيء عنه، ويقابل عن طريق الصدفة شخصا آخر يعاني من نفس حالته. وترى صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن تجربة حلمي الأخيرة في فيلم "على جثتي" كانت صادمة لجمهوره، مؤكدة على انها "ليست على نفس المستوى الذي تعودنا أن نرى فيه أحمد حلمي بعد ان اكتفى بتعليقاته الساخرة لتساند فكرة الفيلم الرئيسية التي تدور حولها أحداث العمل وهي الهيمنة والسيطرة التي يفرضها رجل على كل من حوله، سواء في العمل أو المنزل وشكوكه الدائمة التي تحيط بأي فعل أو تصرف يقوم به من حوله". وتضيف الصحيفة ان "تقارب 'على جثتى' مع فيلم '1000 مبروك' في الخط الدرامي المتعلق بوفاة بطل العمل وعودته للحياة، هو ما جعل الجمهور لا يلمس جديدا في قصة الفيلم وأفقدته عنصر المفاجأة، خصوصا أنهما يتشابهان أيضا في التفصيلة الدرامية المتعلقة بشكوك بطل العمل في كل من حوله إلى أن يكتشف أنه كان على خطأ منذ البداية وتتغير الأمور إلى الأفضل". وتؤكد الصحيفة ان "كروت الحظ التي استعان بها حلمي في الفيلم 'غادة عادل وحسن حسني' لم تشفع له في أن يظهر الفيلم بشكل مغاير وجديد، فغادة لم يمنحها السيناريو مساحة إبداع كافية لإخراج طاقتها، كما أن استعانة حلمي بالنجم الكوميدي حسن حسني لاستعادة بريقهما معا لم تكن موفقة أيضا"، لكن المفاجأة في الفيلم تتمثل في ظهور النجم أحمد السقا ضيف شرف على الفيلم، حيث يظهر بشخصيته الحقيقية في مشهدين فقط. وتؤكد صحيفة "المصري اليوم" ان فيلم حلمي الجديد "على جثتي" يمثل حاصل جمع فيلمين اميركيين شهيرين هما "على جثتها" بطولة إيفا لونغاريا، الذي يدور حول شبح فتاة تحاول أن تنتقم من حبيبها بعد أن ماتت، فأحب غيرها، والآخر هو "كأنها الجنة" لريز ويذرسبون، وهو الأقرب بالطبع لتجربة "حلمي"، لأن أحداثه قائمة على وجود روح فتاة معلقة بين السماء والأرض، بسبب كونها في غيبوبة، ولا أحد يراها باستثناء الشاب الذي يقيم في شقتها، حيث يكتشف أنها ليست شبحا، لكن روحا تنتظر الحبيب أن ينقذها. وتضيف الصحيفة في تقريرها ان هذه "ليست المرة الأولى التي يقتبس فيها حلمي تيمات أميركية شهيرة". فقد قدم من قبل لنا "آسف على الإزعاج" المقتبس من "عقل جميل"، وبعده "ألف مبروك" المأخوذ عن "يوم غراندهوج"، والاقتباس جائز فنيا لكنه يتحول لشيء ممجوج عندما يقترب من حافة النقل أو المطابقة، وهو ما لا يفرق "حلمي" وصناع أفلامه بينه وبين الاقتباس، معتمدين إما على جهل الجمهور الافتراضي أو نفوذ كاريزما "حلمي" وحب الناس له. وتشير الصحيفة إلى ان الاقتباس لم يفلح هذه المرة مع حلمي ليس نتيجة النقل وهو أهون الأسباب، ولكن نتيجة سماجة المواقف الدرامية وسطحيتها وتشوش مضمونها وهدفها على حد سواء. ويقول التقرير ان "حلمي يحشد في الفيلم قدراته التي صارت نمطية جدا، خاصة الاعتماد على خروج الإفيه الكوميدي بملامح جادة أو سلوك جاد، وهي أقدم مدارس الأداء الكوميدي التي ظهرت على يد باستر كيتون الذي سمي الضاحك الجاد، ولكن الفارق كبير، هنا تناقض سلوكي ودرامي غير مبرر، فكيف بشخص متزمت وعتيق مثل هذا لا يتوقف عن إطلاق الإفيهات طوال الوقت؟ التي تتحول تدريجيا إلى تعليقات سمجة نتيجة شخصيته ثقيلة الظل مما يجعلها مجرد استظراف وتهريج". وتوقع التقرير ان يسحب فيلم "على جثتي" كثيرا من رصيد النجم احمد حلمي لدى الجمهور، حيث يقول "مثلما كان فيلم 'كركر' بداية النهاية بالنسبة للأسطورة محمد سعد، نستطيع أن نجزم أن 'على جثتي' هو إشارة الوداع ل'حلمي'.