الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد بقمع حكومة المالكي لمظاهرات الفلوجة، والمحللون يؤكدون انها محاولة 'فاشلة' لاشعال حرب اهلية. بغداد حذر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي من اندلاع حرب اهلية في العراق قد يؤججها العنف المنظم من قبل حكومة المالكي ضد الاحتجاجات السنية في الفلوجة. وندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان اصدره السبت بالعنف الذي تمارسه الحكومة العراقية ضد المتظاهرين في الفلوجة. وقد أصدر من قبل بيانا يؤيد هذه التظاهرات في المناطق السُّنية من العراق، علما وان التظاهر حق يضمنه الدستور العراقي. ووعدت اللجنة البرلمانية العراقية برئاسة الشيخ خالد العطية بعد زيارتها مدينة الفلوجة الاحد بتقديم تقريرها خلال 48 ساعة، لكشف ملابسات الاشتباك الذي وقع بين قوات الجيش العراقي ومتظاهرين مناهضين للحكومة الجمعة واسفر عن مقتل ثمانية متظاهرين. وقال الشيخ العطية "نحن نقف على مسافة واحدة من الجميع، وجئنا لمساندة المظلوم" مؤكدا "اذا كان الجيش هو المخطىء سنقف معكم، لكن بعد دراسة الادلة كاملة". وقدم الشيخ خالد حمود الجملي احد وجهاء الفلوجة شريط فيديو يصور الاحداث التي وقع فيها ثمانية قتلى ونحو 60 جريحا الجمعة، تبين هجوما للمتظاهرين بالحجارة على قوات الجيش، التي بادرت بالرد باطلاق الرصاص. كما وتقدم عدد من شهود العيان ورجال الدين بافاداتهم بعد القسم امام اللجنة. وقال النائب العطية "سوف نقدم تقريرا لرئاسة البرلمان خلال 48 ساعة بعد دراسة الادلة بصورة كاملة". وجاء في بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"يندِّد الاتحاد بتوجيه السلاح العراقي إلى صدور العراقيين – أيًّا كانوا – ويشجب بشدة مقتل سبعة وجرح العشرات من المتظاهرين بالفلوجة، ويدعو الله تعالى أن يكتب قتلاهم شهداء، ويعجّل بشفاء جرحاهم، وأن يكتب الأجر والثواب والصبر لذويهم، ويطالب بتسليم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى قضاء عادل لينالوا جزاءهم المناسب". يذكر ان رئيس الاتحاد العالمي الشيخ القرضاوي لم يعلق على التظاهرات التي انطلقت قبل أكثر من عام في ساحة التحرير وسط بغداد مارست فيها قوات الامن العراقية اشد انواع العنف، ما اسفر عن مقتل أحد المتظاهرين هادي المهدي واعتقال وتعذيب آخرين، دون ان ان يتخذ اتحاد القرضاوي موقفا . ويرى محللون ان امر الشيخ يوسف القرضاوي بات مفضوحاً في الشارع العربي ككل، بعد أن كشفت تدخلاته الأخيرة في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية، فهو يخطب ويفتي وفقا لأجندة النظام القطري وحلفائه من جماعة الإخوان المسلمين، لا وفقا لأجندة وطنية تقوم على الحرية والعدالة والمساواة. وقد فسر مراقبون تناقض اتحاد القرضاوي بانه يتبع الموقف القطري المتناقض بدوره، فلو اتخذت قطر موقفاً ضد التظاهرات في المناطق الشمالية والغربية من العراق لكان القرضاوي أول المحرمين لها، وذلك الحال بالنسبة للتظاهرات ضد دستور الإخوان المسلمين، فلو اتخذت قطر موقفاً إيجابيا منها لكانت فتوى القرضاوي إيجابية أيضاً. ويحلل كتاب "وعاظ السلاطين"، الذي ألفه الباحث العراقي علي الوردي في بداية الخمسينيات من القرن الماضي مواقف فقهاء الدين السائرة في ركاب السلطات، ومازالت صورة القرضاوي حيَّة في الذاكرة وهو يزور ليبيا في عهد القذافي، ويثني على الرئيس السوري بشار الأسد عندما كانت قطر على وئام معه. ويعتبر المراقبون ان موقف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أو التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لا يخدم التظاهرات نفسها،بل يعتبرونه دعوة ضمنيةالى المصادمة مع المحافظات الشيعية ليشتعل الصراع بين السنة والشيعة معلنا حربا اهلية، ليظهر القرضاوي كممثل للتنظيم العالمي الإخواني، محاولا منع هذه الفتنة ، لكن الشارع الشيعي لا يحمل للقرضاوي وداً، بسبب أداء اتحاده الطائفي. وعبر تعاطف موقف المرجعية الشيعية مع تحرك المتظاهرين في الفلوجة عن افشال مخطط القرضاوي ومن وراءه، فقداصدر وكلاؤها مواقف إيجابية من التظاهرات، ودعوا إلى حلول سريعة، وتوقيف التمييز في تطبيق قانون الإرهاب وقانون المساءلة والعدالة، وقد امتنعت المرجعية الدينية الشيعية عن استقبال جماعة نوري المالكي، الذين وقفوا على بابها طالبين الدعم. كما اثارت دعوة يوسف القرضاوي من قبل مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق لزيارة الاقليم ردود فعل غاضبة في الشارع الكردي وذلك بسبب ارائه التي لاتتوافق اطلاقأ مع المبادئ والقِيَم الحضاريَّة والانسانية من جهة، ولمواقفه وخطاباته المعادية للشعب الكردي خاصة والشعب العراقي عامة من جهة اخرى. ويرى مراقبون ان تصريحات الشيخ القرضاوي موجهة سياسيا وفقا لأجندة انتمائية وتمويلية إخوانية وقطرية، فهو كما أصبح واضحا للعيان يعمل ويتاجر بالدين لحساب من ينتمي إليهم ومن يمولوه، وهذا يفسر تطابق موقفه مع النظام القطري من التدخل الفرنسي في مالي، فرنسا التي دعاها للتدخل العسكري إلى ضرب ليبيا وسوريا، يرفض تدخلها الآن داعما ومساندا وحاميا لتنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة والمنشقة عنها في جمهورية مالي، والتي كان بعضها يحمي نظام القذافي.