ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    شاهد بالفيديو.. شباب سودانيون ينقلون معهم عاداتهم في الأعراس إلى مصر.. عريس سوداني يقوم بجلد أصدقائه على أنغام أغنيات فنانة الحفل ميادة قمر الدين    الجزائر تتفوق على السودان بثلاثية نظيفة    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    البرهان يزور تركيا بدعوة من أردوغان    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    تقارير: الميليشيا تحشد مقاتلين في تخوم بلدتين    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    سيدة الأعمال رانيا الخضر تجبر بخاطر المعلم الذي تعرض للإهانة من طالبه وتقدم له "عُمرة" هدية شاملة التكاليف (امتناناً لدورك المشهود واعتذارا نيابة عنا جميعا)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    مكافحة التهريب بكسلا تضبط 13 ألف حبة مخدرات وذخيرة وسلاح كلاشنكوف    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    وفاة مسؤول بارز بناد بالدوري السوداني الممتاز    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صنعاء: توقيف امرأة أرسلت الطردين المفخخين إلى الولايات المتحدة..أوباما اتصل هاتفيا بخادم الحرمين الشريفين وقدم امتنانه للدور السعودي في كشف المؤامرة
نشر في الراكوبة يوم 31 - 10 - 2010

أبلغ مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة الإرهاب، الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، بأن الولايات المتحدة تقف على أهبة الاستعداد لمساعدة حكومته في مكافحة الفصيل التابع لتنظيم القاعدة هناك، في أعقاب مؤامرة فاشلة بطرود ناسفة منشأها اليمن. وقال البيت الأبيض في بيان إن جون برينان، معاون أوباما، أكد أيضا على «أهمية التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب بما في ذلك ضرورة العمل معا في التحقيقات الجارية في الأحداث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية». وطلب البيت الأبيض السبت من اليمن تعاونا وثيقا ضد الإرهاب في أعقاب العثور على طردين مفخخين مصدرهما هذا البلد على متن طائرتي شحن في طريقهما إلى الولايات المتحدة.
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية عن اعتقال فتاة يمنية بتهمة الاشتباه في صلتها بعملية تسليم الطردين المشبوهين إلى الشركتين الأميركيتين، وأشارت إلى أن عملية الاعتقال هذه تأتي في إطار حملة ملاحقة مشتبهين بالتورط في إرسال الطرود المشبوهة إلى خارج اليمن. وذكرت مصادر محلية ل«الشرق الأوسط» أن عملية اعتقال الفتاة تمت بعد محاصرة أحد المنازل في أحد أحياء العاصمة صنعاء التي تشهد إجراءات أمنية مشددة للغاية. هذا ولم تكشف السلطات اليمنية عن هوية الفتاة حتى اللحظة، غير أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أعلن للصحافيين أن قوات الأمن حاصرت منزل الفتاة قبل اعتقالها، في حين تشير مصادر إلى أن الاستنفار الأمني في صنعاء ربما يرفع عدد المشتبهين في هذه القضية التي أثارت هلعا ومخاوف دولية.
وكشف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مساء أمس، عن تحركات أمنية واسعة النطاق لملاحقة المتورطين في تسليم الطردين المشبوهين إلى شركتي الشحن الأميركيتين، وأكد أن جهاز الأمن القومي (المخابرات) يقوم بجمع كافة المعلومات ويجري التحريات بشأن الحادث الذي قال إن كل ما نُشر عنه لا يزال في إطار التناولات الإعلامية, وإن بلاده لم تتلق تأكيدا قطعيا من الولايات المتحدة أو بريطانيا أن الطردين المشتبهين يحملان متفجرات، باستثناء احتمالات تلقتها السلطات اليمنية في إطار التواصل القائم، منذ أول من أمس، بهذا الخصوص.
وذكر صالح أنه في إطار الاتصالات التي جرت وتجري بهذا الخصوص، اتفق مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، على إرسال فريق أمني إلى اليمن، للتحقيق في ملابسات الحادثة، كما كشف الرئيس اليمني، لأول مرة، عن وجود فرع للمخابرات الأميركية في اليمن، وذلك عندما قال إن المعلومات حول الطردين جاءت من واشنطن وإن صنعاء تواصلت مع فرع ال«سي.آي.إيه» في اليمن من أجل هذه المعلومات.
وجدد الرئيس اليمني تأكيد بلاده وتصميمها على محاربة الإرهاب بالتعاون مع المجتمع الدولي وأيضا الدول الشقيقة، وكذا وجود الإرادة السياسية لمحاربة الإرهاب، وعبر عن امتنان مسبق لمن يقدم معلومات إلى بلاده. وقال إن اليمن سيكون شاكرا للحصول على مزيد من التعاون مع حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية في مسائل الاستخبارات. وأشار إلى الافتقار إلى التنسيق مع الأجهزة الأمنية لهذه الدول.
وقال الرئيس اليمني، في مؤتمر صحافي لم يعلن عنه إلا قبيل انعقاده بأقل من ساعة: إن اليمن يدفع ثمنا باهظا لمحاربة الإرهاب وإن أكثر من 70 ضابطا ورجل أمن قُتلوا خلال الأسابيع القليلة الماضية على يد تنظيم القاعدة.
وقال صالح، في مؤتمر صحافي قصير لم تُتَح فيه فرصة للصحافيين لتوجيه أسئلة: «اليمن عازم على الاستمرار في مكافحة الإرهاب والقاعدة بالتعاون مع شركائه، لكننا لا نريد أن يتدخل أحد في الشؤون اليمنية عن طريق ملاحقة القاعدة».
إلى ذلك، أغلقت السلطات الأمنية اليمنية، أمس، مكتبي شركتي «يو بي إس» و«فيدكس» بأمر من القضاء، وذلك بعدما أعلن عن اكتشاف شحنات مشبوهة في رحلتين للشركتين. وجاء هذا الإجراء في ظل فرض السلطات اليمنية لإجراءات أمنية مشددة في العاصمة صنعاء وقيامها بحملة ملاحقة مشتبهين بالتورط في إرسال الطرود الملغومة، رغم أن السلطات اليمنية نفت خروج تلك الشحنات من البلاد. وقال مصادر محلية وشهود عيان في صنعاء ل«الشرق الأوسط» إن قوة أمنية داهمت مقري الشركتين، ظهر أمس، وصادرت 26 طردا من الطرود المعدة للشحن للاشتباه في محتوياتها، وإحالتها للفحص، قبل أن تباشر التحقيق مع عدد من موظفي الشركتين في واقعة الطرود المشتبه بوجود مواد متفجرة بداخلها. وجاء إغلاق مقري الشركتين في صنعاء، بعد أقل من يوم واحد من إعلان الشركتين تعليق رحلات الشحن التي تنفذها من اليمن، على خليفة قضية الطرود. وشددت السلطات اليمنية من إجراءاتها الأمنية في العاصمة صنعاء بصورة غير مسبوقة، وقال شهود عيان ل«الشرق الأوسط» إن جميع شوارع المدينة شهدت انتشارا أمنيا مكثفا وحملات تفتيش للسيارات وعمليات تدقيق في الهويات، وتحدثت مصادر محلية عن قيام السلطات الأمنية بملاحقة عدد من المطلوبين والمشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، على خلفية قضية الطرود المشبوهة، وإمكانية تورط بعضهم فيها.
وفتحت السلطات اليمنية تحقيقا مشتركا بين أجهزة الأمن وهيئة الطيران المدني، وبالتنسيق مع الأجهزة المختصة في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وقال مصدر يمني إنه «فور التوصل إلى نتائج سيتم الإعلان عنها في حينها». ورغم الإعلان عن فتح تحقيق في المعلومات، فإن السلطات اليمنية باشرت، وعقب الأنباء الصحافية التي تواترت عن اكتشاف الطرود المفخخة، إلى نفي ما نشر، حيث عبر مصدر يمني مسؤول عن استغرابه ودهشته من «قيام بعض الوسائل الإعلامية بالزج باسم اليمن في ما زعم عن اكتشاف طرود متفجرة على متن طائرة شحن أميركية تابعة لشركة (يو بي إس) كانت قادمة من اليمن إلى لندن». ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن المصدر قوله إنه لا توجد لتلك الشركة «أي طائرات شحن أو غيرها أقلعت أو تقلع من اليمن»، كما أنه «لا يوجد أي طيران مباشر أو غير مباشر سواء للركاب أو الشحن من أي من المطارات اليمنية إلى مطارات المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأميركية». وشدد المصدر اليمني التأكيد على أن الإجراءات الأمنية التي تتخذ في المطارات اليمنية لتفتيش الركاب أو الحقائب أو طرود الشحن «صارمة ودقيقة، وتتم عبر أجهزة رقابية حديثة ومتطورة زودت بها تلك المطارات للكشف عن أي أشياء مشبوهة تمس بسلامة الطيران وأمن الركاب، وطبقا للشروط والإجراءات المقرة من الوكالة الدولية للنقل الجوي (إياتا)»، وطالب المصدر المسؤول الذي لم تعلن هويته أو منصبه، بعدم التسرع «في إصدار الأحكام في قضية حساسة كهذه قبل أن تتكشف نتائج التحقيقات وتظهر الحقيقة»، مؤكدا استمرار اليمن ومواصلته جهوده في محاربة الإرهاب بالتعاون مع المجتمع الدولي، لأن «الإرهاب آفة تهدد أمن وسلامة الجميع»، حسب المصدر.
وقد أجرى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مساء أمس، اتصالا هاتفيا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وتلقى صالح، في نفس الوقت، اتصالا هاتفيا مماثلا من رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وآخر من مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان. وقالت مصادر يمنية إن هذه الاتصالات تتعلق بالتطورات الأخيرة والخاصة باكتشاف طردين مفخخين في دبي ولندن كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة. وعلى الشق الآخر، تلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما، لذات الشأن، جرى فيه توجيه الشكر للمملكة العربية السعودية على المعلومات التي قدمتها لواشنطن والتي كشفت الطردين الملغمين. وفي ذات السياق هاتف أوباما رئيس الوزراء البريطاني، من دون أن تتكشف طبيعة معظم الاتصالات التي جرت بهذا الخصوص.
أوباما اتصل هاتفيا بخادم الحرمين الشريفين وقدم امتنانه للدور السعودي في كشف المؤامرة
واشنطن: محمد علي صالح الرياض:
أعلن البيت الأبيض امتنان الرئيس باراك أوباما والحكومة الأميركية للسعودية لدورها في كشف طردين متفجرين شحنا من اليمن إلى الولايات المتحدة. وأصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن الرئيس أوباما اتصل هاتفيا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأثنى على جهود المملكة في الكشف عن الطردين المتفجرين. وإنه أطلع الملك على آخر التطورات واستمرار التحقيقات في الموضوع.
وقال بيان البيت الأبيض: «إن الولايات المتحدة ممتنة للمملكة العربية السعودية لمساعدتها في توفير معلومات ساعدت على تأكيد الخطر الوشيك الصادر من اليمن. إن مساعدة المملكة، إلى جانب العمل المكثف من مجتمع مكافحة الإرهاب والمملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة وأصدقاء وشركاء آخرين، ساعدت على زيادة يقظتنا، والتعرف على الطرود المشبوهة في دبي وبريطانيا».
وقالت وكالة الأنباء السعودية: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تلقى أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما، تم خلاله بحث المستجدات على الساحة الدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين.
كما تلقى خادم الحرمين أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، تم فيه استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن جانبه قال النائب بيتر كينغ، الجمهوري من نيويورك والجمهوري البارز في لجنة الأمن الداخلي الذي جاء لمكتبه تقرير عن الحادث، إن التحذيرات بشأن المواد المتفجرة كانت دقيقة. وأضاف: «عرفنا ما نبحث عنه، وعرفنا أين نبحث عن ذلك».
وقال كينغ، الذي غالبا ما يوجه انتقادات للإدارة الأميركية وهيئات استخباراتية لأنها لم تنتبه في بعض الأحيان إلى أشياء تدلل على احتمالية وقوع هجمات: «لقد سار كل شيء حتى الآن بالصورة الصحيحة».
وقال جون برنان، مستشار الرئيس الأميركي الأبرز المختص بشؤون مكافحة الإرهاب، إن العبوات كانت تحتوي على مواد متفجرة قال إنها تشبه في الحجم «صندوق خبز»، مشيرا إلى أنها تخضع لفحص وأن التحقيق لا يزال في المرحلة الأولى. وقال إن المحققين لم يعرفوا حتى الآن الطريقة التي كانت ستستخدم من أجل تنشيط المتفجرات، منوها بأن البحث عن مواد متفجرة أخرى لا يزال جاريا. وقال برنان: «لا نريد افتراض أننا نعرف حدود هذه المؤامرة، ولذا نفحص كل العبوات».
وتظهر هذه المؤامرة الأخيرة من جديد التهديد القادم من اليمن ويطرحه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الذي يتخذ من اليمن مقرا له. وقال برنان إن هذا التنظيم «أنشط كيان يتبع (القاعدة) في تنفيذ عمليات».
وفي الواقع أصبح اليمن، الذي لم يكن يعرفه الكثير من الأميركيين، مصدرا لبعض أهم محاولات تنفيذ هجمات إرهابية خلال الأعوام الأخيرة. ويقول مسؤولون استخباراتيون أميركيون إن أنور العولقي، وهو رجل متطرف ولد في أميركا، يختبئ حاليا داخل اليمن وإنه لعب دورا مباشرا في محاولة تفجير طائرة عيد الميلاد، ودعا علنا إلى تنفيذ المزيد من الهجمات ضد الولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد تواصل طبيب نفسي من الجيش الأميركي متهم بقتل 13 شخصا داخل «فورت هود» في تكساس قبل عام عبر البريد الإلكتروني مع العولقي قبل ذلك الحادث. وتم الربط بين محاضرات وخطب للعولقي بأكثر من 12 تحقيقا تتناول حوادث إرهابية داخل الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا. وذكر فيصل شاه زاد، الذي حاول تفجير سيارة بميدان «تايمز سكوير» في شهر مايو (أيار)، أن العولقي مصدر إلهام بالنسبة إليه.
وقد استهدفت غارات يمنية وهجمات صاروخية أميركية أكثر من مرة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ ديسمبر (كانون الأول)، وفي وقت سابق من العالم الحالي أصبح العولقي أول مواطن أميركي يوضع على قائمة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للإرهابيين المشتبه فيهم المطلوب اعتقالهم أو قتلهم. وحتى الآن لم يعلن عن دليل يربط بين العولقي والمؤامرة الأخيرة.
وقال محمد الباشا متحدث باسم السفارة اليمنية داخل واشنطن إن الحكومة اليمنية «بدأت تحقيقا شاملا» وتعمل عن قرب مع الولايات المتحدة ودول أخرى من أجل دراسة هذا الحادث.
وقال برنان، الذي تحدث في وقت مبكر من يوم الجمعة مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، إن تعاون اليمن في الحرب ضد الإرهاب يتحسن بصورة مطردة. وأضاف: «نعمل عن قرب شديد معهم، وقد وجدنا أنهم شركاء شجعان».
كما أثنى برنان على السعوديين، قائلا: «كان تصرفهم السريع سببا في منع ما كان يحتمل أن تصبح هجمات إرهابية كبرى تنتج عنها خسائر كبيرة في الأرواح». وقد تم الكشف عن المؤامرة بصورة درامية في قنوات تلفزيونية دولية مع مشهد فرق الأمن تحيط بطائرات شحن داخل الكثير من الدول ومقاتلات عسكرية تصحب طائرة ركاب إلى نيويورك وظهر الرئيس متجهما ولم ينم الكثير من مساعديه ليلا.
وقد عثر على إحدى العبوات على متن طائرة شحن تابعة لشركة «يو بي إس» داخل مطار إيست ميدلاندز بالقرب من نوتنغام داخل إنجلترا، بحسب ما يقوله مسؤولون، وأضافوا أنه كُشف عن عبوة ثانية مشابهة داخل طائرة تابعة ل«فيد إكس» في دبي.
ولا تسيِّر أي من الشركتين رحلات جوية إلى أو من اليمن، ولكن تقدمان خدمة الشحن من اليمن وتتعاقدان مع شركات أخرى لنقل الشحنات من هناك إلى مراكز داخل أوروبا وأماكن أخرى داخل الشرق الأوسط.
وقالت فرانسو تاوتسند، مسؤولة مكافحة الإرهاب في إدارة الرئيس السابق بوش، إن الفضل يعود للمخابرات السعودية في اكتشاف شحنات الطرود المتفجرة من اليمن. وأوضحت: «قال لي مسؤولون في الإدارة الحالية إنهم يدرسون الخطوات التي ستتخذ ضد (القاعدة)، وإنهم يتشاورون مع الدول الصديقة في هذا الموضوع». وأضافت: «لا أعتقد أننا سنتخذ أي خطوة من دون استشارة الدول الصديقة وعلى رأسها الحكومة السعودية». وقالت: «نعم، كنا نتوقع عملا عدوانيا من نوع ما من اليمن. لكننا لم نكن نملك خيطا يقودنا إلى نوع العمل الذي كنا ننتظره. لكن، بفضل السعودية، وصلت إلينا معلومات محددة ومفيدة جدا». وأثنت على دور السعودية في كشف الطردين المتفجرين اللذين أرسلا من اليمن إلى بريطانيا. وقالت: «لولا المعلومات السعودية، ما كان في إمكاننا كشف الطردين». وأشارت إلى «سنوات كثيرة من التعاون الأميركي - السعودي منذ أن كنت مستشارة الرئيس بوش». وقالت إنها، بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) قامت بزيارات كثيرة إلى السعودية، وأثنت على التعاون السعودي في الحرب ضد الإرهاب. وقالت إن التعاون الأميركي - السعودي يشمل متابعة النشاطات الإرهابية في اليمن. وإن «الاهتمام الأميركي جاء متأخرا، بينما ظل الاهتمام السعودي مستمرا منذ سنوات كثيرة». وإن «السعوديين يفهمون الوضع هناك أكثر منا». إلى ذلك قال مسؤولون أميركيون إن مسؤولين استخباراتيين داخل السعودية حذروا الولايات المتحدة من مؤامرة تستهدف نقل مواد متفجرة من العاصمة اليمنية صنعاء. وتراقب السعودية، التي لها حدود مع اليمن، مسلحين هناك عن قرب، علما بأن هؤلاء المسلحين تآمروا ضد السعودية وأرسلوا مفجرا انتحاريا العام الماضي في محاولة فاشلة لاغتيال نائب وزير الداخلية رئيس مكافحة الإرهاب السعودي.
ومن شأن هذا الحادث أن يثير مجددا النقاش القديم بشأن فحص الشحنات على متن طائرات الشحن. ولا يتم فحص سوى نسبة صغيرة من هذه الشحنات في الوقت الحالي على الرغم من أنه في عام 2007 أمر الكونغرس إدارة أمن المواصلات بفحص جميع الشحنات على رحلات الركاب بداية من العام الحالي.
وقال مسؤولون في الإدارة إنه لا يوجد ما يدفعهم إلى اعتقاد أن العناوين داخل شيكاغو لها علاقة بخطط أوباما للذهاب إلى شيكاغو ليلة السبت. وقالوا إن قرار جعل الرئيس يتحدث علنا عن المؤامرة يعود جزئيا إلى تقارير متضاربة ومتخبطة ظهرت على شاشات التلفزيون يوم الجمعة.
وبعد الكشف عن عبوة مشتبه فيها على متن طائرة متجهة من الإمارات إلى نيويورك، سارعت مقاتلات أميركية وكندية إلى اصطحابها. وهبطت الطائرة داخل مدينة نيويورك ظهيرة الجمعة من دون حدوث شيء، ولم يتم العثور على متفجرات.
ويقول ديفيد باكلز (23 عاما)، وهو محلل مالي من نيويورك كان على متن الطائرة الإماراتية التي كانت تحمل الرحلة رقم 201 والقادمة من دبي، إنه لم ير أي طائرات حربية ولم يلاحظ أي إجراءات أمنية غير معتادة، فيما عدا تأجيل لمدة 20 دقيقة قبل السماح للركاب بمغادرة الطائرة. وأضاف: «التفكير في أن هناك مقاتلات كانت تصطحب الطائرة يثيرني للغاية حاليا».
وتم نقل طائرتي شحن تتبعان «يو بي إس» داخل مطار فيلادلفيا وأخرى في نيوارك إلى مناطق آمنة بعيدا عن المحطات وجرى تفتيشهما. وأوقفت شاحنة تابعة ل«يو بي إس» داخل مدينة نيويورك، وجرى تفتيشها أيضا مع معاينة شحنتين من اليمن، بحسب ما ذكرته الشرطة.
ورفض مسؤولون في مكافحة الإرهاب ذكر المعابد التي كان يُفترض ذهاب العبوات المشتبه فيها إليها وعثر عليها داخل دبي وبريطانيا، وقالوا إنه ليس من بينها «كي إم إيه آشعيا إسرائيل»، الذي يقع قريبا من منزل أوباما داخل هايد بارك.
وقال الحاخام مايكل بالينسكي، نائب الرئيس التنفيذي لمجلس حاخامات شيكاغو، إنه كان من المخطط أن تقيم معابد يهودية داخل شيكاغو طقوس عبادة يوم السبت. وقال معلقا على أخبار تقول إن شيكاغو ربما كانت هدفا للمؤامرة: «يبعث ذلك على القلق، ولكن من المؤكد أن الطائفة اليهودية ستستمر على نفس النهج، ولكن سنتوخى الحذر».
* خدمة «نيويورك تايمز»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.