فاينهايم (ألمانيا) - أشار الكاتب الألماني هاينريش تسانكل في كتاب له صدر مؤخرا إلى أن هناك وجها سيئا للعلماء غير الوجه المثالي الذي تعارف عليه الناس من الذكاء وحب العلم والدأب في تحصيله وعدم اليأس من حل المعضلات العلمية وقال تسانكل في كتابه الجديد "مكائد العلماء" إن هذه الصورة المثالية لم تتفق على طول الخط وبشكل دائم مع الواقع الذي ساد بين علماء كبار وعلاقتهم ببعضهم البعض ، وإن هذا الواقع يبرز وجها قبيحا لهم مما كبح البحث العلمي على مدى عقود. وأضاف تسانكل في كتابه أن "من أبرز الأمثلة على مثل هذا الخلاف الحاد بين العلماء هو بلا شك الخلاف الذي امتد عقودا بين اسحق نيوتن و جوتفريد فيلهلم لايبنيتس بشأن علم الحساب التفاضلي.. لقد اتهم نيوتن بأنانيته العالم لايبنيتس بسرقة الأفكار ودبر له الكثير من المكائد التي ضايقته في حياته كثيرا مستخدما في ذلك منصبه كرئيس للجمعية الملكية ذات المكانة المرموقة عالميا". وأكد الكاتب الألماني أن الدراسات أظهرت فيما بعد أن الاتهامات التي وجهها نيوتن ضد مواطنه لايبنيتس الذي عاش سنواته الأخيرة وحيدا وحزينا في مدينة هانوفر كانت عارية تماما من الصحة في حين أن نيوتن حصل على الكثير من التكريم في حياته. وأشار تسانكل إلى أن عالم الآثار الجيولوجيا الفرنسي جاك ديبرا "كان محظوظا من بين ضحايا آخرين لمكائد العلماء" وذلك عندما شرح موقفه وسيرته الذاتية في رواية حققت نجاحا كبيرا وتوجت بجائزة "جونجور" ، أهم جائزة أدبية في فرنسا. وأشار الكاتب الألماني إلى أن النابغة الصغير ويليام تومسون الذي عرف ب" لورد كيلفن" وحقق نجاحا متتاليا في شبابه أصبح ضحية إصراره على أن عمر الأرض يقاس بملايين السنين ، أي أقل بكثير من تقديرات العلماء ، وظل على هذا الاعتقاد حتى وفاته عن 83 عاما مما عرقل الأبحاث العلمية في هذا الجانب مدة طويلة إلى أن أكد العلماء بشكل قاطع بعد نحو عشر سنوات أن عمر الأرض أكثر بكثير مما افترضه لورد كيلفن. وأوصت أنيت كليمبل ، الصحفية بوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الذين يفضلون الاحتفاظ بالصورة المثالية للعلماء في أذهانهم بعدم قراءة الكتاب "حتى لا يخيب ظنهم في مثل عليا علمية مثل اسحق نيوتن".