العالم اسحاق نيوتن المولود فى يناير 1643م صاحب الفضل فى علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات والبصريات . ترك نظريات وقواعد تدرس الى يومنا هذا ، ومن ضمن نظرياته ( لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار ومعاكس له فى الاتجاة ) وقاعدته ( يظل الجسم ساكنا ساكنا ومتحركا متحركا ما لم تؤثر علية قوة خارجية ) . حكومتنا لم تأخذ بالنظريات العلمية ولا بالحسابات التكاملية التفاضلية لنيوتن حتى تسلم من التدخلات الخارجية ومضايقات الداخلية . لقد اصبح الرئيس يتحدث بكل عفوية ناسيا بأن العالم يستمع له ويحسب تحركات شفاه وأن اى كلمة دارجية او لغوية لها معنى فى عالم السياسة وخاصة من الرؤساء والوزراء . كلمة الجهاد معناه السياسى الارهاب وكلمة تحت جزمتى( أكرمكم الله ) عندنا فى السودان الحقارة وأستصغار وعندهم الاستفذاذ والتقليل من مكانهم وكلمة اكسح امسح معناها التطهير العرقى . لهذا نجد مشاكلنا مع العالم وخاصة الدول الكبرى التى ترانا بأننا عصابة ارهابية متكبرة ومتجبرة تسعى فى الارض فسادا . رغم انها كلمات لا تتعدى شفاهنا وهم يعلمون قدرتنا واقتصادنا وقوتنا لكنهم يحسبون حساباتهم لقرون طويلة عندما يتعافى السودان ويصبح منتج نفطيا ومصدر ذهبيا ومكتفى زراعيا وحيوانيا يكون له شأن كبير فى وسط القارة الافريقية التى تسببوا فى تخلفها وتأخرها . فلا بدا لرئيسنا أن يحسب كلماته ويوزن مخارجها . والا تطبق فيه نظرية نيوتن وتنهار حكومتنا اقتصاديا وسياسيا وتنمويا ويتحرك الشعب ويُنصب علينا كرزاى سودانى لينفذ ما يُملى عليه كما يفعل سلفاكير حاليا . بعض الوزراء عندنا يتحدثون كأنهم وزراء خارجية دول متقدمة ومستقرة سياسيا واقتصاديا وبعضهم يرى انه ولد من اجل هذه الوزارة ولا أحد غيره ينافسه عليها وبعضهم يفكر فى الوزارة بأنها ليلة القدر التى أتته فلا يضيعها قبل ان تغادره وبعضهم ظل تشريفا وتلميعا وبعضهم ينطبق عليه المثل الذى يقول صحى من نومة ولقى كومة . الباعوضة التى تعضى الناس لتمتص دمهم لم تكتفى بذلك بل تدس فيهم سمها الذى يصبح حرارة ومرارة على الضحية . لماذا لاتكتفى بامتصاص الدمهم فقط بدل تهلكهم بسمها لانها لاتريد ان يقضوا عليها وهى تعلم ايامها معدودة ، تلك هى الانانية والغدر والحسد . لقد طالت تلك النظرية الانقاذية الوزارية بعض الولاة وهم يتصرفون فى الولايات كأنهم يمتلكونها وأن مواطنيها هم لخدمتهم وان دخل الولاية يوزع حسب شرعهم للعاملين عليها اولا ثم المركز ثانيا ثم اما تبقى للولاية . لهذا نجد بعض الولايات ظلت حالها كما كانت قبل الانقاذ بل أقل وأن تمثيلها فى المركز لا يتعدى سمعا وطاعتا ويظل سكانها يلهثون لتوفير جرعة ماء وقطعة خبز وحبة بندول لهذا تجدهم مهلوكين صحيا ومتدنين تعليميا ومتأثرين ضريبيا ومتأخرين عالميا لانهم لايطبقون نظرية نيوتن .