* كان الشاعر الراحل إسماعيل حسن من أقرب الشعراء إلى نفسي، أذكر إنه حين إستمع أول مرة إلى أغنيتي «جرّبت هواهم» للفنان محمد وردي قال لي: إن كلمات هذه الأغنية تحتاج إلى عمق أكثر في بعض المقاطع.. إلا أنك تحايلت عليّ بالتدفق العفوي في الإيقاع الموسيقي للأحرف المنغّمة، مما جعلني أشعر أنها تحمل بعضاً من ملامحي الجميلة عدا هذا الأنف الضخم.. وأشار إلى أنفه وهو يضحك عالياً. كان هذا المبدع شامخاً كأنه مسكنه السحاب، بسيطاً كظلال أشجار الأراك.. كان أول من أعلن أنه لن يقبل هواناً من إمرأة أحبهاً فكتب أغنية «بعد إيه جيت تصالحني» مما دفع عدداً من شعراء الحقيبة إلى الهجوم عليه حيث أنهم لم يتركوه يستريح ساعة واحدة.. بإعتبار أنه أعلن عصياناً على الشعر الطويل والخصر النحيل وليل يا ليل.. إلا أن الشاعر الكبير واصل عصيانه فكتب أغنية «غلطة كانت غرامي ليك» ثم أعقبها بأغنية «يا ما بكره تندم».. لقد تعلم شعراء تلك المرحلة من «أبو السباع» أن يموت الإنسان واقفاً خير له ألف مرةً من أن يموت راكعاً. * ظل الموسيقار «بليغ حمدي» يردد في كثير من مقابلاته الفنية أنه يعتبر الموسيقار «محمد عبدالوهاب» أكبر مقتبس للألحان الموسيقية في مصر.. وقال أنه يتميز بقدرة هائلة على الصيد السهل للجملة الموسيقية التي تعجبه الصادرة عن أي لحن غربي.. ثم يعمل على مزجها بحسه الشرقي ثم يخرج بها للناس لحناً يتفجر طرباً.. وبما أن معظم الموسيقيين في مصر كانوا يعلمون عن عداء خفي يكنّه «بليغ» للموسيقار الكبير فإن أحداً منهم لم يصدقه.. بل كانوا يتندّرون عليه بإعتبار أنه يسعى لبيع الطماطم في سوق باريس المعبأ بالثريات. * هاتفت والدة وزير سابق أحد الصحافيين المعارضين لسياسة إبنها.. هاتفته قائلة: لقد لاحظت أنك لا تنشر إلا صوراً عليها تكشيرة حادة لوجه إبني الوزير.. ترى ما هو الذنب الذي جناه حتى تتعامل معه بهذه الطريقة التي لا تليق بمنصبه المخملي؟.. رد عليها الأستاذ الصحافي قائلاً: يا سيدتي أرجو أن تنصحي إبنك الوزير أن يبتسم أمام الكاميرا حتى يتسنى لنا أن نتحصل له على وجه باسم.. وأضاف: هل تعلمين يا سيدتي أن إبنك الوزير وعد ناخبيه من أبناء قريته أن يبني لهم المدارس والمستشفيات ويعمل على تلبية رغباتهم للحصول على حياة كريمة.. إلا أن آمال المواطنين تحوَّلت كلها إلا «كرش» ممتدة محشوة بألوان من الدجاج المحمّر والمنام على حضن المكيفات الباردة. عسل شرقي جداً: نجمة.. نجمة الليل نعدو والسنين يا حليلنا عدو وإنت ما عارف عيونك لما تسرح وين بودو للسمحين معاك ما خليت سماحه وشتلات الأماني إنت عقود صباحا دايرين تبكي ليك وما لاقين صراحه الصراح كيف يبقى بينا قبل ما الأيام يعدو فنون