اتهم الاستاذ محمد الفكي سليمان القيادي بالحزب الاتحادي الاصل الوزراء المشاركون في الحكومة من قبل الاتحادي بأنهم انفسهم من يطلقون شائعات تقديم الاستقالات ويروجون لها في الاعلام واضاف ان هؤلاء الدستوريين تمت مواجهتم بالطرد في كل موقع قصدوه ، وابان الفكي ان السيد الميرغني أمر بتكوين لجنة لتقييم المشاركة وقطع بأن قرارها سيكون نهائي وفاصل في المشاركة او التنازل عنها،وقال يجب ان يخضع وزير التجارة للمحاسبة من داخل الحزب لتعيين طاقم مكتبه من اسرته، مالذي يرتب له مولانا محمد عثمان الميرغني الان؟ وماهو رأي شباب الاتحادي فيما وصل له الحزب الان ووصفه البعض بالضعف بعد مشاركتهم في الحكومة؟ اسئلة ومحاور عديدة طرحتها المشهد الان على الاستاذ محمد الفكي سليمان القيادي بالاتحادي الاصل وعضو المكتب السياسي وقائد التيار الرافض للمشاركة...الى التفاصيل.... حوار :نفيسة محمد الحسن *مشاركة الاتحادي في الحكومة وصفها البعض بالصورية بدليل ماتناقلته وسائل الاعلام بتقديم منسوبي الحزب لاستقالات جماعية؟ صحيح ان المشاركة صورية ...لكن لم يقدم احد استقالته ومن اخرج مثل تلك الشائعات هم الوزراء المشاركين انفسهم، لانهم يريدون ان يكون بالجو ارتباك بأعتبار ان حلقة التيار الرافض للمشاركة اصبحت تضيق حولهم يوماً بعد يوم ،وفي تقديري انهم المتهمون الاوائل في تأخير المؤتمر خاصة ان مجموعة منهم موجودة في لجان فاعلة لقيام هذا المؤتمر والمعلوم ان المؤتمر سيأتي بكلمة فاصلة وهي رفض الجميع لهم لانهم اينما ذهبوا واجههم الجميع (بالطرد) في امدرمان بنادي الخريجين والقضارف ، لذلك هم يعلمون ان خروجهم من الحكومة بإرادة الجماهير مسألة ذمن فقط ، لذلك يؤجلون الكثير من الاشياء بدءً من لجنة تقييم المشاركة الذي امر الحزب بتكوينها. في تقديرك مالذي جناه الحزب من المشاركة حتى الان؟ تمت المشاركة بناءً على برنامج مكتوب لم ينفذ منه ولا سطر بل العكس، واتضح لنا كرافضين ان تلك المشاركة لن تكون حقيقية بدليل رسالة نافع لعثمان عمر الشريف في النادي بعدم وجود جديد سوى المشاركة للاتحادي فقط، واعتقد ان من شارك وتولى موقع في الحكومة عن الاتحادي هي النهاية السياسية . *لماذا؟ لان القائد الحزبي الذي قدم خدماته للحزب لاكثر من 40 عاماً لايستطيع الوقوف في منصة لمخاطبة قواعد الحزب يعني ان هذا وضع جديد ، مثلاً احمد سعد عمر يتم حجزه وحمايته من جماهيره. بعد التقييم السالب للمشاركة في الحكومة هل اذداد عدد الرافضين وسط الاتحاديين؟ بإلتأكيد اذداد عددهم، والسبب المباشر ان رفض المشاركة كان من اغلبية عضوية الحزب واقتحم الطلاب والشباب وعدد من الجماهير من بعض الولايات، لكن عندما جاء قرار قبول المشاركة انفض الجميع، واصبحت معركتنا نحن كيف تجميع واستردادها الى الملعب،الدستوريين المشاركين في الولايات والمركز ان كان لديهم القناعة أن المؤتمر العام سيتركهم في نفس مواقعهم لسارعوا لعقد هذا المؤتمر لكنهم يعلمون ان هذا المؤتمر هو المحكمة السياسية النهائية. *وماهو رأي السيد الميرغني في تقييم مشاركة حزبه ؟ هو من امر بتكوين لجنة تقييم المشاركة لان الضغط اصبح واضح داخل الحزب وربما يحدث انفلات يؤدي الى اشكلات كبيرة ، ووجه بتكوين اللجنة وطالب بأن يكون قرار هذه اللجنة نهائي. لكن لماذا لم يكتمل الترتيب لعمل هذه اللجنة حتى الان؟ هذه هي الحلقة الضائعة ، حدث احتقان للجنة لاعتقاد المشاركين ان قرار اللجنة تؤثر عليه المجموعة الرافضة للمشاركة ويسيطرون عليها،وفي كل مؤتمرات الحزب بدءً من مؤتمر الشباب العام ومؤتمرات المحليات لم تكن هناك ايجابية لتلك المشاركة،لذلك اصبح لهم ان النهايه بقرار تلك اللجنة واصبحوا يعرقلون عملها.لكن نحن نقوم بعمل سياسي يومي لتعبئة الجماهير لاكمال عقد المؤتمرات وضغط الحزب في اتجاه اكتمال اللجنة. واذا اكتمل عمل اللجنة واصدرت توصياتها بضرورة اكمال مشوار المشاركة هل ستنصاعون لهذا القرار؟ لن نقبل ذلك ولابد السير في طريق المواجهة، اضافة الى ان امر المشاركة اصبح معارضيه اكثر من مؤيديه في عضوية الحزب، خاصة الى ان هناك محاكمة تأريخية قادمة لهؤلاء الدستوريين عن الاتحادي في السلطة لان هذا لايشبه تأريخ الحزب الكبير ولا جماهيره. هل تعمم حديث المحاكمة ليشمل مساعد الرئيس ابن آل الميرغني؟ نعم... كل من شارك سيحاكم لاداء الاتحاديين الموجودين في السلطة ، ومساعد الرئيس اداءه غير مؤثر على مجريات اوضاع البلاد ، فمنصب مساعد الرئيس دستورياً موازي لمنصب نافع لكن هل هذا حقيقي؟ وهل جعفر الميرغني كنافع في الامساك بملفات العمل السياسي في الحكومة؟ يجب ان نكون (شجعان) في قول الحقيقة فجعفر موجود على هامش ملفات العمل السياسي، وان وجد شخص يعمل في وظيفة دستورية ويغيب عن البلاد لاربعة اشهر ولا تتأثر مجريات الاداء السياسي، اذاً هذا الشخص لم توكل له ملفات حقيقية بحث تتأثر بغيابه، وبالمقابل هل يستطيع نافع الغياب لعشرة ايام دون ان يتأثر الاداء الدستوري؟ لكن عموماً لايعجبنا اداء وزير مجلس الوزراء ووزير التجارة ووزراء الولايات كذلك نسميهم( ديكوريين) فقط. ربما هذا لضعف في الاشخاص التي دفع بها الاتحادي؟ هذا غير صحيح ....بنية النظام لا تتحمل المشاركة العريضة فهو مركب ويجب ان تكون ( موظف) به ومن يتقلد فيه موقع كبير لن تكون له صلاحيات وليس له القدرة في توظيف او فصل شخص. *لكن يقال ان وزير التجارة بعد تسلمه لمهام الوزارة قام بتعيين بعض من افراد اسرته كطاقم لمكتبه كيف يتفق ذلك مع ماذكرت؟ هذا صحيح ... لكن الذي يعلمه الجميع ان طاقم المكتب يذهب بذهاب الوزير،وهو جزء من الخدعة وان اراد هذا الوزير تعيين هؤلاء في وظائف حكومية لا يستطيع،وتعيين افراد الاسرة في مكتب الوزير ممارسة سياسية غير رشيده وان كان هؤلاء يتمتعون بشهادات عليا تؤهلهم لتبؤ موقع عالي ويجب ان تخضع للمحاسبة بتكوين لجان من داخل الحزب لاستجلاء المواقف والحقائق. * هل يستطيع الاتحادي القيام بدور فاعل ومحاسبة المخطئين في ظل الانشقاقات والانشطارات التي يعاني منها؟ في الوقت الحالي لايستطيع ، لانه يعاني من اشكلات كبيرة تجعله غير قادر على التصدي لكن التحولات والامل الذي نراه امامنا يمكن من خلاله القيام بدور فاعل في القضية السودانية وقضايا الدولة، اضافة الى قيام المؤتمر العام الذي يرفضه البعض سيخلق قيادات للحزب ربما لايعرفهم المجتمع، وستحدث تحولات كبيرة من خلال هذا المؤتمر. *لكن الاحزاب السودانية التقليدية توصف بالضعف في القضايا الوطنية؟ ليست بالضعيفة بالقدر الذي يتحدث عنه الناس لكن ليس لها الجرأة مثل المؤتمر الوطني واثق تماماً ان الاتحادي والامة مهما بلغت بهم الجرأة لا يستطيعا على اتخاذ قارار بفصل جنوب السودان او اي جزء من السودان، وهذا يحتاج الى شخص رءيته للوطن مختلفة لاعتقاده ان الشمال او الشريعة والكراسي اهم من الوطن الموحد. كل الاحزاب تنادي بالديمقراطية بينما رؤساءها يتملكون المقاعد لاكثر من اربعين عاماً كيف تفسر ذلك؟ هذه مشكله حقيقية ويجب ان تتجدد القيادة لان الطموحات والتحديات اختلفت،وهذه معركتنا سنعمل على تغيير كل شئ داخل الحزب، ولا نستطيع الجلوس ولطم الخدود كما إن هيمنة القيادة الحزبية على أجهزة الحزب الموجودة أو حلها وتغييبها نهائياً من الوجود، هو الطريقة السودانية التاريخة لإدارة الحزب والتاريخ يشهد على أن هذه الهيمنة مورست في كل الأحزاب السياسية في السودان، ولا توجد انتخابات داخلية استطاعت تغيير رئيس الحزب الفعلي بخليفة له، إن الانتخابات داخل الأحزاب مهما قيل عنها تعد وسيلة لتعزيز هيمنة القيادة. لكن بناء حزب ديمقراطي لا يعتمد على رباط طائفي أو إثني أو عسكري في هذه اللحظة يعتبر أمر بالغ الصعوبة والتعقيد وكل المحاولات التي سارت في ذلك الطريق دخلت ذاكرة التاريخ بينما بقيت الأحزاب التاريخية بإشكالاتها التاريخية التي تحتاج بدون شك إلى قراءة في أسباب بقائها رغم كل ما أكتنف الأحزاب السودانية من مخاطر ومواجهات. و تحدي الزعيم القائد في الحزب السياسي في السودان يقود إلى طريقين لا ثالث لهما: ترك الحزب والسياسة معا. الخروج مع أنصارك في الحزب وتكوين فصيل باسم الحزب والدخول في صراعات مع الحزب في اسم وأصول الحزب وماقعه التاريخية، أو المواصلة بهذه المجموعة إلى حزب آخر. لم تنجح أي حركة اصلاحية أو مجموعة ضغط أو تيار في الوصول إلى منصب الزعيم في أي حزب سوداني على مر التاريخ وتتفق في هذه النقطة الأحزاب التاريخية مع أحزاب الإسميين واليسار جميعهم. وخير مثال على ذلك الحزب الشيوعي الذي بنى مجده السياسي على طرح المناقض المبني السياسية والاجتماعية القديمة في السودان يعجز بعد نصف قرن من الزمان عن تغيير سكرتيره السياسي ولذات الاشكالات التي تعاني منها الأحزاب التاريخية "كاريزما القائد" وما يتبعها من ضرورات المرحلة التي تتطلب وجود شخص بهذه المواصفات وصاحب تجربة تاريخية. وكذلك الجبهة الإسلامية القومية ومنذ نصف قرن من الزمان جلس على سدتها الدكتور حسن الترابي "والذي فسر بعض المراقبين خروجه العاصف من قيادة التنظيم بتبديل التنظيم لقيادته بقيادة جديدة وهذا خطأ، إذ ان التبديل الذي تم لزعيم الجبهة الإسلامية لم يتم وفق اجراء ديقمراطي فيما نقصده نحن بتبادل القيادة عبر الآلية الديمقراطية وانما حسمت بقوة السلاح ، كما أن بقاء التنظيم بعد إقالة زعيمه لا يمكن رده إلى فعالية المؤسسات التي ظلت تعمل حتى بعد خروج الرجل بقدر ما أن الراجح هو بقاء المؤسسات لأنها ارتبطعت بالدولة. كما ان فعالية هذه الأحزاب على مستوى البني التنظيمية وانضباط الكادر الحزبي هزمت عبر نقطتين: تغييب الديقمراطية داخل هذه الأحزاب لصالح فعالية الجهاز التنظيمي ومكافحة الاختراق وانتهت بأن وضعت الحزب في يد السكرتير العام الذي فوضت له أجهزة الحزب أن يكون الحزب فقادة ذلك إلى تصفيات حزبية وانقسامات متوالية. ركنت هذه الأحزاب على قدرتها على الحركة والتأثير في قطاعات محددة عبر كادر مدرب ومتمرس انتهت بعبادة التنظيم دون عبادة الفكرة وتطويرها لتبذل لعامة الناس فأصبحت حكراً على مجموعات صغيرة من الطلاب والمهنيين والنقابيين وصناع الرأي العام فظلت هذه الأحزاب فاعلة في التأثير ضئيلة العضوية والمناصرين وهذا بدوره قادها إلى الإنقلاب العسكري. *وان اجمعت الجماهير على اختيار الميرغني مره اخرى؟ هذه معركة اخري لمخاطبة الجماهير في تغيير الوعي ومطالبتهم بتجديد دمائهم وهذه هي الديمقراطية، وان استطعنا تقديم مرشح جديد لمواجه الميرغني هذا جيد وان اجمعت على الميرغني ليس هناك مناص للاستعداد لجولة اخرى،ولدينا النفس الطويل لمتابعة العمل السياسي. *بعد الصمت الطويل لمولانا الميرغني ....مالذي يرتب له الان في تقديرك؟ مايحدث داخل الاتحدي هو اهمية الترتيب للمؤتمر العام وان تقوم اللجان بما اوكلت لها من مهام، ويحاول الميرغني الان في اصلاح امر هذه اللجان لان قيام المؤتمر العام متوقف على اكمال هذه اللجان ، لاننا قدمنا سابقاً مقترح لمولانا بعقد مؤتمر استثنائي لكنه رفض. *لكن هل تعتقد ان بالحزب شخص يملك الكاريزمة التي يتمتع بها الميرغني؟ صحيح ان الميرغني يتمتع بكاريزمة خاصه فهو يمثل محور لكل الاتحاديين وانا حتى الان لاارى خليفة للميرغني بين الموجودين، فالميرغني اخر القيادات التأريخية في الحزب الاتحادي.وربما تحدث هيكلة جديدة داخل الحزب.