القاهرة - في مصر هناك سبعة ملايين طفل حرموا من دفء الأسرة وتعرضت طفولتهم لأزمة كبيرة تؤثر على صحتهم النفسية. قوانين ناقصة وأوضاع مغلوطة ومقلوبة.. نزاعات ومحاكم.. عناد وضغوط.. صراعات كثيرة يراها الطفل تدور بين والديه ولا حيلة له في النهاية. فقانون الرؤية الحالي يمنح الأب حوالي ثمانية ساعات لرؤية ابنه في الشهر بعد الطلاق. واعتبر مختار الغباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، ان قانون الرؤية من القوانين التي تحتاج إلى إعادة النظر وبشكل عاجل جدًّا، لأنها تمس قضية من أخطر القضايا الإنسانية، وهي حق الأب والأم في رؤية أبنائهما ورعايتهم وتربيتهم. وكلمة الرؤية كلمة ليست في محلها، فليس مطلوبًا من الأب أو الأم بعد حدوث الطلاق مجرد رؤية أبنائهما، لكن المطلوب منهم هو استمرار دورهما التربوي والأسري والمساهمة في نقل وتوجيه وتربية وتنشئة الأطفال. ويرى ناشطون في الحقل الحقوقي ان القانون الحالي به الكثير من الثغرات القانونية التي يتوجب تقويمها واعادة صياغتها. واضاف "أعتقد أن الحل هو تعديل قانون الرؤية مع إعادة تسميته للحد من كثير من المشاكل الأسرية، وسيتاح للصغير في نفس الوقت قضاء وقت أطول مع والده وهو شيء مهم جدًّا وضروري لتنشئته ولحالته النفسية قبل أن يكون مهمًا للوالد". ويقول شوقي الصياد، محاسب بأحد البنوك "أنا أب لطفلين صغيرين، حدثت مشاكل بيني وبين والدتهما لا حصر لها. واتفقنا في النهاية على الانفصال بعد أن أصبح الاستمرار مستحيلًا، وكان الاتفاق في البداية أن أقوم بدفع مبلغ شهري للطفلين وأن أراهما كلما أردت، لكن ما حدث بعد ذلك خالف كل الاتفاقيات المسبقة، حيث رفضت مطلقتي أن أراهما، بحجة أنني أسأت لها بعد الطلاق بقصص وحكايات ملفقة. ورغم أنني حاولت أكثر من مرة حل المشكلة بشكل سلمي بعيدًا عن المحاكم التي لا طائل منها، فإن كل المحاولات باءت بالفشل، خاصة عقب أن علمت مطلقتي أنني أنوي الزواج بعدها، فحاولت أن تضغط عليَّ بهذه الطريقة. وأضاف لم أجد أمامي سوى اللجوء إلى المحاكم التي عرفت من المحامي أنها ستطول لتصل لعدة سنوات، وعند الحكم فيها لصالحي فإنني لن أتمكن من رؤية الصغار سوى ساعتين أسبوعيًا! أي ذنب اقترفت لأحرم من أبنائي. وهيثم شاكر، مدرس بإحدى المدارس الخاصة، يعتبر انه مع ازدياد نسبة الطلاق بشكل كبير في مصر أصبح من الضروري إيجاد حل جذري لكثير من المشكلات التي تواجهها الأسر المصرية عند وقوع هذه المشكلة. فأخي مثلًا انفصل عن زوجته منذ عدة سنوات، ولا يراى ابنائه الا لمدة ساعتين أسبوعيًا في النادي، وأنا وإخوتي ووالدتي "أي أعمام الأولاد وجدتهم لا يحق لنا رؤيتهم ولا إشراكهم في مناسباتنا وأعيادنا، فالقانون العقيم عندنا أعطى الأم كل الحق في التحكم في الأب". وتطرح نيرفين كامل جانبًا آخر من المشكلة بقولها "المشكلة بعد الطلاق هي الإنفاق على الأولاد، فالأب غالبًا ما يريد أن يضغط على الأم ويذلها بالنقود، لذلك لابد من أن تعدل القوانين بصورة أكثر فاعلية لتعطي الحاضنة حقوقها وحقوق أبنائها المعونة من القريب والغريب: