الضفة الغربية رويترز: فازت الطفلة الفلسطينية صالحة حمدين (14 سنة) بجائزة هانز كريستيان أندرسن العالمية عن قصتها الخيالية (حنتوش). تنتمي صالحة إلى أسرة من بدو عرب الجهالين في غور الأردن بالضفة الغربية. وحنتوش هو اسم خروف صغير يصطحب الطفلة في الرواية في رحلات إلى أنحاء العالم. وترى صالحة أن التعليم هو أفضل سبيل نحو مستقبل أفضل للنشء الفلسطيني. وقالت 'كتبت قصة وكانت القصة تحكي عن خروف وطلعنا أنا وإياه على المكسيك ورحنا على مدريد ولعبنا مع برشلونة وغلبنا ميسي وحكالنا أنه نظل عنده بس احنا ما رضينا لأنه كنا بدنا نرجع على أبو هندي (منطقة في غور الأردن).' واكتسبت صالحة من خلال مدرستها مهارة الكتابة فبدأت تأليف قصص خيالية بتشجيع من معلميها. وأضافت المؤلفة الصغيرة 'وصل رسالة للأطفال أنهم يعني يتعلموا حتى أنهم يحققوا أشياء في فلسطين وفي الوطن العربي.' بدأت صالحة روايتها بكلمات وصفت بها حياتها في وادي الأردن حيث كتبت أنها تعيش وتدرس في وادي أبو هندي وهو جزء من مجمع عرب الجهالين البدوي الذي يعيش في المنطقة (ج) بالضفة الغربية الواقعة تحت السيطرة الإسرائيلية. والمدرسة يتعلم فيها أبناء البدو الذين يعيشون بين القدس وأريحا في الضفة الغربية داخل المنطقة (ج). وقالت صالحة 'كتبت القصة عشان كنت حابة أوصل وضع أبو هندي لبرة ((للخارج). بس ما قدرت أوصله إلا عن طريق كتابة القصة.' وتحمل الجائزة اسم هانز كريستيان أندرسن مؤلف قصص الأطفال الدنمركي الذي عاش في القرن التاسع عشر. وهذه هي المرة الأولى التي تفوز فيها قصة لطفلة فلسطينية بالجائزة العالمية المرموقة. وذكرت صالحة أنها تأمل أن يكون فوزها حافزا للفتيات الفلسطينيات لمواصلة الدراسة والحصول على درجات علمية. وقالت 'أحكي للبنات اللي يطلعوا من المدرسة ويعني أنهم يكملوا تعليمهم أحسن لأنه التعليم مفيد. ويعني في المستقبل ما بتقدر تعمل شي إذا ما كان معك شهادة أو ما كنت متعلم.' واكتشف المعلمون في مدرسة عرب الجهالين موهبة صالحة حمدين في كتابة القصص فأرسلوا روايتها للاشتراك في مسابقة جائزة هانز كريستيان أندرسن. وقال داود أسمر مدير المدرسة 'لاحظنا أنه هناك عندها إمكانيات هائلة في كتابة هذه القصص فوجهناها وأرشدناها بالمشاركة مع مؤسسة تامر. استطعنا الاتصال والتواصل مع هي المؤسسة في أخذ هذه الطالبة وأخذ كتاباتها الإبداعية من أجل تعزيزها والمشاركة في المسابقات.' وفي بيت عائلة حمدين الذي لا يزيد على عربتين متنقلتين مجهزتين للسكن تباهي الطفلة بشهادة الجائزة. وقال حمد حمدين عم الكاتبة الصغيرة 'كونا بدو ورحل زي ما شفت أنت والظروف الصعبة اللي بتحيط فينا أنه تطلع منا طالبة وتجيب هذه الجائزة العالمية.. الجائزة العلمية.. هي علمية يعني.. فيعني عندنا توجه للتعليم للاولاد وللبنات.. توجه كبير في جميع التجمعات البدوية الآن.. فيه تعليم.. فيه مدارس زي ما شفت أنت رغم كل الظروف أنها منطقة سي وأن الإسرائيليين بلاحقوا في المدارس بدهم يهدموها. وفيه رياض أطفال ما شاء الله.. يعني الوضع التعليمي يتحسن واحنا عندنا بدنا نعلم أولادنا.' وتسيطر إسرائيل بموجب اتفاقيات أوسلو على 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية هي المنطقة (ج) التي تضم المستوطنات اليهودية. ووالد صالحة أسير في السجون الإسرائيلية. وختمت الفتاة قصتها بأحداث خيالية عن تنظيم نهائيات كأس العالم المقبلة لكرة القدم في غور الأردن.