حيا دولة السيد علي عثمان محمد طه النائب الأول للرئيس السوداني، دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً على جهودها وصبرها من أجل إحلال السلام والاستقرار في دارفور، مؤكداً أن هذه الجهود الخيرة والطيبة كللت أمس بالتوقيع على اتفاق السلام النهائي بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة. وتابع نائب الرئيس السوداني قائلا في هذا السياق: «أحي دولة قطر، قيادة قطر على صبرها وحكمتها. قطر التي غدت دوحة فيحاء رمزاً للسلام بالصبر والجهد والمثابرة، فالشكر كل الشكر لسمو الأمير ولمعالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء على الجهود التي بذلت في تحقيق الوصول إلى ما نحن فيه الليلة». كما شكر كل الشركاء الإقليميين والدوليين لما قاموا به من عمل أفضى إلى اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة، مؤكداً أهمية هذا الاتفاق في تعزيز وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي بُذل من أجلها جهدٌ صادقٌ ومقدرٌ وأضحت حقيقة ماثلة على أرض الواقع وشجعت ودفعت الفرقاء لتوقيع اتفاق اليوم واللحاق بركب هذه الوثيقة. وأكد النائب الأول للرئيس السوداني في كلمته خلال حفل التوقيع على اتفاق السلام بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة السودانية أن وثيقة الدوحة لسلام دارفور قد تجسدت بالفعل على أرض الواقع من خلال قيام السلطة الإقليمية لدارفور وإنشاء إدارة تنفيذية ومشاركة واسعة في الحكم، وقال إن الوثيقة تحولت في الوقت ذاته أداة للحوار وجمع صف أبناء دارفور حيث عقدت مؤتمرات لأهل دارفور شارك فيها جميعهم لتتحول وثيقة الدوحة لسلام دارفور بذلك لآليات معتمدة وبرامج محددة وميزانية معلومة. وشدد دولة السيد علي عثمان محمد طه، النائب الأول للرئيس السوداني في كلمته على أن تجسيد وثيقة الدوحة لسلام دارفور على أرض الواقع، يؤكد جدية الحكومة السودانية وجدية حركة التحرير والعدالة بقيادة الدكتور التيجاني سيسي على الالتزام وتنفيذ بنود هذا الإنجاز، مشيراً إلى أنه بانضمام حركة العدل والمساواة لهذه الوثيقة أمر يوسع من مظلة السلام ويعزز فرصه. وحيّا بهذه المناسبة حركة العدل والمساواة ورئيسها محمد بشر لانضمامها بركب السلام والاستقرار في دارفور. وأكد النائب الأول للرئيس السوداني من جديد على أن دولة قطر بقيادة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى بفضل ما أبدته من صبر وجهد من أجل السلام في دارفور، أصبحت مدرسة للدبلوماسية وللحكمة والمثابرة والمصابرة حتى أعيت أصحاب المصلحة أنفسهم. وأشاد بما تم إنجازه في دارفور رغم التحديات التي كانت قائمة، وخاطب حركة العدل والمساواة قائلا: «ستجدون في الحكومة السودانية وفي السلطة الإقليمية لدارفور شركاء حقيقيين لهم إرادة حقيقية واستعداد تام لتحقيق السلام وإنزال اتفاق اليوم على أرض الواقع تعزيزاً للسلام وتوسيعاً لدائرته». وأعرب دولة السيد علي عثمان محمد طه عن تطلع بلاده لانعقاد مؤتمر المانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور غداً في الدوحة، مؤكداً أن المؤتمر يشكل علامة فارقة ومتجددة من حيث مشاركة المجتمع الدولي وإسهامه بفاعلية مع السودان في تحقيق التنمية والإعمار في دارفور والانتقال بها لأفق جديد. كما أكد أن مؤتمر المانحين ومشاركة المجتمع الدولي فيه بمثابة ضمانة أخرى وفأل حسن على طريق سلام دارفور حتى تصبح دارفور مدخلا مهماً للسلام في جوارها وليصبح السودان أكثر قدرة على المشاركة مع جواره الإفريقي لمحاصرة بؤر الاقتتال من أجل سلام واستقرار القارة. وهنأ المجتمع الدولي وأهل دارفور خاصة بما تحقق اليوم بالدوحة.. مشيراً إلى أن أكثر الناس سعادة وفرحة بهذا الاتفاق هم شعب السودان كله. ونقل في ختام كلمته للحاضرين تحيات الرئيس عمر البشير الذي ظل دوماً حريصاً على السلام في دارفور والتوصية باتخاذ كل ما يلزم من أجل التوصل إليه وتعزيز مساره. وأعرب النائب الأول لرئيس جمهورية السودان ل «قنا»: عن شكره وتقديره لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى على ما يقوم به من دور في دعم السودان في كافة المجالات، خاصة اهتمام سموه بقضية دارفور. ورداً على سؤال حول الاحتياجات المالية للسودان بشكل محدد لدعم عملية التنمية في إقليم دارفور، قال سعادة النائب الأول للرئيس السوداني: «إن التقديرات التي اشتملت عليها وثيقة المؤتمر والتي اشتركت في إعدادها جهات عديدة تقدر الاحتياجات الكلية بحدود 7 مليارات دولار». وأضاف سعادته قائلا «في تقديرنا أن هذا المؤتمر الآن سيحقق جانباً مقدراً من هذه المبالغ لأننا لا نتوقع أن يتم جمع المبلغ بأكمله، لكننا نعتبر أن هذه مرحلة أولى، وإذا ما توفرت هذه المجموعات من المبالغ في ظل الحماس الذي تبديه حكومة دولة قطر وحرصها على أن تقدم مساهمة تشجع الآخرين في هذا الصدد، فإننا نتوقع أن تتوفر بداية مشجعة ومعقولة لبدء انطلاقة عملية التنمية». ورداً على سؤال حول العلاقات القطرية–السودانية وآفاق تطورها، قال سعادة النائب الأول للرئيس السوداني: «إنها علاقات متميزة وهي تتقدم باطراد وتحظى برعاية مباشرة من قبل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخيه فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير، مما يعطي لها فرصة لتجاوز كل العقبات الإدارية وغيرها من الأمور التي تعترض عادة مسار هذه العلاقات. وأضاف أن هذه العلاقات تنوعت في مناحيها الآن وشملت مجالات الدعم السياسي للسودان في تجاوز عقبات الأمن مثل قضية دارفور، ولكن هناك آفاق أكبر في مجالات التنمية والاستثمار، حيث بدأت الشركات القطرية الآن تعمل وبجدية في مجالات الزراعة والبنى التحتية وفي مجالات الاستثمار العقاري وأخيراً في مجال المعادن، مما يبشر بمستقبل واسع ومتنوع للعلاقات القطرية-السودانية. ووصل طه إلى الدوحة أمس ، في زيارة للبلاد للمشاركة في مؤتمر المانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور الذي ستنطلق أعماله بالدوحة اليوم الأحد. وكان في استقبال سعادته لدى وصوله مطار الدوحة الدولي سعادة الشيخ أحمد بن محمد بن جبر آل ثاني مساعد وزير الخارجية للتعاون الدولي وسعادة السفير إبراهيم فخرو مدير إدارة المراسم بوزارة الخارجية وسعادة السفير راشد النعيمي سفير دولة قطر لدى السودان. الشرق