لاغارد تؤكد ان المفاوضات مع مصر حول قرض ال4.8 مليار دولار عادت الى المربع الأول. واشنطن - قالت كريستين لاغارد مديرة صندوق النقد الدولي الخميس إن الصندوق لم يتوصل لاتفاق مع مصر بخصوص برنامج قرض، في وقت يسعى فيه الرئيس المصري محمد مرسي الى الحصول على قرض من روسيا خلال زيارة لموسكو. وغادرت بعثة صندوق النقد القاهرة الثلاثاء بعد محادثات استمرت 12 يوما دون التوصل إلى اتفاق بشأن القرض المقترح بقيمة 4.8 مليار دولار والذي تحتاجه مصر لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلد العربي الأكبر من حيث عدد السكان. وكان قرض صندوق النقد مستعجلا، لكن تدفق خمسة مليارات دولار على مصر كتمويلات مؤقتة من قطر وليبيا الأسبوع الماضي وإمكانية حصول البلاد على أموال إضافية من أصدقاء عرب وربما من دول مجموعة بريكس دون شروط مزعجة كما في حالة قرض الصندوق أزالا الاستعجال وأعطيا لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي فرصة لتأخيره الى ما بعد الانتخابات التشريعية. وأبلغت لاغارد مؤتمرا صحفيا أن قرار مصر العام الماضي تعديل مسار تغييرات مزمعة في السياسة الاقتصادية عرقل تحقيق تقدم مع الصندوق بشأن محادثات اتفاق القرض. وقالت "عدنا إلي مرحلة البداية...من الواضح أن هناك حاجة لمزيد من العمل". وتتضمن شروط صندوق النقد فرض ضرائب جديدة وتعديل ضرائب قائمة بالاضافة الى تخفيض دعم السلع الاساسية الذي يمكن ان يطال شريحة واسعة من المصريين الفقراء. وتوصلت مصر إلى اتفاق مبدئي مع الصندوق في نوفمبر/ تشرين الثاني لكن الرئيس محمد مرسي علق الاتفاق بعد أقل من ثلاثة أسابيع من إبرامه حين أوقف تنفيذ زيادات لضريبة المبيعات وسط عنف سياسي اندلع اعتراضا على صلاحيات الرئيس. وقال مسؤول روسي الخميس ان مصر -أكبر مستورد للقمح في العالم- تسعى للحصول على قرض وحبوب من روسيا. وكان المسؤول الروسي يتحدث الى الصحفيين قبل اجتماع من المقرر ان يعقد الجمعة بين مرسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة التعاون الثنائي. وتسعى مصر جاهدة لتأمين امدادات من القمح في وقت تعاني فيه ازمة اقتصادية وسياسية تجعل من الصعب عليها ترتيب مدفوعات لواردات القمح. وقال المسؤول الروسي الذي يشارك في التحضير لاجتماع الرئيسين وطلب عدم الكشف عن هويته ان المصريين "يريدون حبوبا وأموالا." وامتنع المسؤول عن التعقيب على حجم القرض وقال انه لم يقدم بشكل رسمي لكن مصدرا مقره موسكو قال في وقت سابق ان مصر تخطط لمناقشة قرض محتمل بقيمة ملياري دولار. وأبلغ وزير المالية الروسي انطون سيلوانوف الصحفيين الاربعاء انه ليس لديه علم بأي طلبات لقرض من مصر. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين للصحفيين الخميس انه إذا طلبت مصر قرضا فان الطلب سينظر فيه. وروسيا التي لديها فوائض مالية تسعى إليها دول تواجه صعوبات مالية تريد شروطا ميسرة بشكل أكبر من الشروط التي يعرضها صندوق النقد الدولي. ومن بين أحدث الأمثلة قبرص وصربيا. وشهدت روسيا -وهي تاريخيا ثالث أكبر مصدر للقمح في العالم- جفافا العام الماضي خفض محصولها من الحبوب بمقدار الربع واستنفد بشكل سريع مخزوناتها. وتبلغ المخزونات الرسمية الان حوالي مليوني طن من الحبوب معظمها من القمح. ومن المتوقع ان يزود محصول العام الحالي روسيا بفائض يمكن تصديره يقدر بحوالي 20 مليون طن من الحبوب للسنة التسويقية 2014/2013 التي تبدأ اول يوليو/تموز.