بين معسكر لاجئين فى السودان ومنزل طبيب فى الدنمارك يتهدد زواجه بالانهيار، تدور كاميرا المخرجة الدنماركية «سوزان بير» فى فيلمها «فى عالم أفضل»، الذى تنافس به على جائزة أوسكار أحسن فيلم ناطق بلغة أجنبية لعام 2011، والذى تحدثت عنه لمجلة «Cinemagazine» الأمريكية، حيث يرصد الاختلافات بين دول العالم الأول والعالم الثالث من خلال نماذج بشرية من الاثنين، وتنطلق الأحداث من خلال طبيب دنماركى يدعى «أنطون» يتسم بالطيبة، وينتقل لمساعدة جرحى الحرب فى السودان، وهو ما يترك تأثيره السلبى عليه حين يتفقد الأهوال التى وقعت للمصابين والخسائر البشرية الكثيرة والمواطنين المشردين فى مخيمات اللاجئين. كتبت «بير» سيناريو الفيلم بالتعاون مع «أندريه توماس جينسن»، وتستعرض خلاله كيف مزقت الحرب البسطاء فى السودان، والمقارنة بين العنف الدائر هناك وأسبابه، وذلك الذى يستشرى فى المجتمع الدنماركى خاصة فى المدارس، حيث يعانى ابن «أنطون» من المعاملة السيئة من زملائه له ووصفهم له بالفأر السمين، رغم الصورة المتقدمة التى يبدو عليها المجتمع هناك. عن الفيلم الذى تدور أحداثه فى عالمين مختلفين تماما، من السودان (أفريقيا ) والدنمارك (أوروبا) قالت «بير»: يربط العنف بين العالمين، فكما يعانى السودان من الحروب الأهلية والتدخلات الأجنبية، ينتشر العنف فى الدنمارك، وليس العنف فقط بل الرغبة فى الانتقام، التى ينظر لها الكثيرون على أنها شىء سلبى، وفى الحقيقة هى أمر يجب تفهمه، لأن جميعنا يفكر فيها لحظة استيائنا من شخص ما أو تسببه فى مكروه لنا، ولذلك طرحنا الفيلم للعرض فى الدنمارك باسم «الانتقام»، وكان من الممكن أن أسميه «التسامح» لأن مع هدوئنا تجاه الرغبة فى الانتقام، قد تنشأ فضيلة التسامح، لكننى وجدت أن اسم «التسامح» سيكون تقليديا ومملا كعنوان لفيلم، كما أن له اسما آخر فى الولاياتالمتحدة هو «الحضارة». أضافت «بير»: اخترت أن يكون اسم الفيلم «فى عالم أفضل»، وهو الأنسب، لأنه يستعرض الصعوبات الكبيرة التى فى العالم المتمدين لكى يكون أفراده أكثر تطورا ويتمتعون بأكبر كم من الكماليات، بينما هناك كفاح فى العالم الثالث للحصول على الاحتياجات الأساسية. أضافت: أهتم بإبراز أننا- فى دول يطلقون عليها العالم الأول- لسنا مختلفين بهذا الشكل الكبير الذى يصوره الكثيرون عن الناس فى السودان، فالعالم الثالث جزء من عالمنا، ونحن لا نعيش فى جزيرة منعزلة عنه، ولا يمكننا ذلك، وفى النهاية كلنا بشر، ولا يهمنى تقديم فيلم سياسى، بل أقدم فيلما يتشارك فيه الناس وينصهرون معا فى عالم إنسانى واحد مهما كانت اختلافاتهم الثقافية والعرقية واللغوية، ورغم أن الاهتمام بالمضمون السياسى هو أساس كثير من الأفلام الأوروبية، فلطالما كرهت ذلك، ولا أحب الأفلام التى تعنى بالموضوع فقط أكثر من أى شىء، أو تلك التى تطرح إجابات جاهزة عن أسئلة بدهية، بل أهتم بتقديم الأعمال التى تمتع وتشركنى فيها وتجمل تفكيرى. وحول مدى اختلاف طريقة عملها عند تقديم أفلام فى هوليوود عن عملها فى أوروبا قالت: عملى فى الولاياتالمتحدة لا يختلف كثيرا عن عملى فى أوروبا، كمخرجة فكل ما يهمنى هو تقديم مشهد حى يعجب ويرضى الجمهور. يلعب بطولة الفيلم «مايكل بيرسبراندت» و«ترين ديرهولم»، و«أولريتش طومسون»، وعن الممثلين الأوروبيين قالت: لا أعرف لم يبد الممثلون الأوروبيون بهذا القبح فى أفلامهم، ولا يحرصون على جاذبيتهم والظهور بمظهر جيد، وهناك اتجاه سائد فى أوروبا بالظهور فى شكل بائس، لكننى لست من المعجبين بهذا أو المؤيدين له. القاهرة ريهام جودة