دشنت منظمة "أفعل من أجل السودان" حملة مركزة للضغط علي الرئيس أوباما ووزير الخارجية جون كيري ، بشكل خاص ، لالغاء الزيارة المقررة للدكتور نافع علي نافع ، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني السوداني لأمريكا !! تستخدم الحملة الصورة المرفقة للدكتور نافع وكتب عليها بألوان فاقعة " نافع علي نافع ليس مرحب به في أمريكا" . وبالرغم من ان الادارة الأمريكية لم تحدد موعدا للزيارة ، الا ان الحملة المضادة انطلقت بقوة وزخم يوم أمس الاربعاء . وأوضح محللون ان جماعة المؤتمر الوطني بدأوا في التسويق لهذه الزيارة وكأنها فتحا عظيما ستتدفق بركاته علي السودان قريبا وتقضي علي كل الازمات الخانقة التي سببتها الانقاذ للبلاد. أهم ما يروجون له هو أن واشنطن تبارك الانقاذ واستمرارها في الحكم ! بل ويجزمون بأن "مجرد "دعوة نافع تعني رضاهم عنه وعن صقوره وأن الأمور تسير باتجاه التطبيع العاجل للعلاقات السياسية مابين الخرطوموواشنطن ! هذه المقولات التحليلية لا يمثالهما واقعا الّا تصريحات التمني لا الحقائق التي يطلقها الوزير البلال والناطق الصوارمي ، روايات من نسج الخيال بلا أساس مثل اشاعة مقتل القائد عبدالعزيز الحلو بينما هو يهاجم ويضرب في عمق ولاية شمال كردفان !. يمضي التحليل للافادة بأنه حتي ولو "ذهب نافع وفي جرابه كل صقور وحمائم المؤتمر الوطني" ، الا ان أمريكا لا تزال تري بأن الانقاذ أمامها أشواط طويلة مستحقة قبل ان يتم التطبيع معها ، أهم تلك الاشواط التصالح مع شعبها قبل مطالبة الآخرين بالتصالح معها ! علي محور آخر أبلغت مصادر بالكونغرس "الراكوبة" ان القائمين علي الحملة نجحوا ، وفي وقت وجيز جدا ، من الحصول علي دعم ومساندة عدد من البرلمانيين بلغ عددهم حتي نهاية يوم انطلاق الحملة صباح الأمس 38 من اعضاء الكونغرس ينتمون للحزبين الجمهوري والديموقراطي . وذكروا أن كتله البرلمانيين السود ( بلاك كوكس) كانت في طليعة الموقعين علي دعم الحملة من المعترضين علي الزيارة ، وانضم للحملة في يومها الأول بعض التشريعيين ذوي النفوذ الواسع بالحزب الجمهوري مثل فرانك وولف الذي كرّس نفسه حملة ارسال الرسائل الاحتجاجية للوزير كيري ! ويعتقد ان السانتور الجمهوري ، ومرشح الرئاسة السابق ، جون ماكين ، سيرجح كفة الضغط متي ماأعلن انضمامه لهذه الحملة بالاعتراض علي زيارة نافع علي نافع لواشنطن ، من منظور سجله الردئ في حقوق الانسان وتعامله اللاانساني مع المعتقلين ابان توليه الجهاز في بداية التسعينات وتورطه المشهود في محاولة اغتيال حسني مبارك وتقربه الشخصي من الرجل الثاني في القاعدة ، أيمن الظواهري ، الذي كان يقيم معه بمنزله . يقولون أن أدوار نافع الدموية في النظام ومشاركاته كوزير لشؤون الرئاسة عند اندلاع التصفيات العرقية بدارفور في 2003 ، جعلت اسمه يرد ضمن القائمة السرية للمتهمين ال51 المطلوب مثولهم أمام محكمة الجنايات الدولية حتي ان ظل اسمه غير منشورا للآن ، مثل البشير وعبدالرحيم وأحمد هرون وغيرهم . يقول المراقبون أن جون ماكين اذا تكلم فسوف ينصاع كيري فورا ويلغي الزيارة لأن جون كيري ، السانتور السابق والصديق اللدود للجمهوري لجون ماكين ، مدين له بحصوله علي منصب وزير الخارجية ، ولو بطريق غير مباشر !فلولا الاعتراض المبرم لجون كيري وحملة الضغط العنيفة المناهضة لمرشحة أوباما " الأفضل " ، السفيرة سوزان رايس ، لتحل محل الوزيرة هلري كلينتون ، لما أصبح جون كيري وزيرا للخارجية كمرشح بديل لرايس المنسحبة بل ومدعوما من الجمهوريين بقيادة ماكين !ويذكر ان نجاح ناشطة سودانية هي السيدة نعمات أحمدي منسقة حملة ( بشير ووتش) ، أي "مراقبة البشير" فتحت شهية غيرها من المنظات المعادية للانقاذ للتصعيد في أي محور .ففي19 مارس الماضي نجحت حملة السيدة الأحمدي من تحقيق انتصار باهر حينما رضخت الحكومة التشادية للضغوطات اثر تدفق الملايين من الرسائل الاليكترونية علي بريد الرئيس أدريس دبي ووزير خارجيته وسفرائه بالامم المتحدةوواشنطن ! فأجبرت السيدة نعمات الاحمدي دولة تشاد علي الغاء زيارة الرئيس السوداني لأنجمينا حتي بعد الاعلان عنها وتصريح البشير بأنه ذاهب لأنجمينا لحضور القمة الاقليمية ! مثل الغاء الزيارة ، من جانب تشاد ، واعتذارها الرسمي عن استقبال البشير صفعة قاسية للنظامين المتحالفين الا ان الضربة كانت أكثر ألما لنظام البشير الذي يعتبر أن أدريس دبي هو أهم حلفائه الاستراتيجيين . أما النجاح الاخر للناشطين في حملة ( افعل من أجل السودان ) فقد تمثل في وشة العمل التي أقيمت يومي 10،11 مارس الماضي بجامعة حورج ميسون بولاية فيرجينيا والتي حضرها العشرات من الناشطين السودانيين والامريكيين وتقرر فيها تجميع مليون قطعة بشرية وعرضها أمام النصب التذكاري في الشهر القادم / يونيو . بل وأن المجتمعون أرسلوا برقية للوزير كيري يعترضون علي نيته تعيين السفير السابق ماكارني مبعوثا رئاسيا لأوباما بالسودان تهمين السفير باللين والرخاوة في منازلة الانقاذ ! وقد نجحوا في مسعاهم في تعطيل التعيين !