دُعي نحو خمسة ملايين سوداني جنوبي لتسجيل أسمائهم اعتباراً من أمس حتى الأول من ديسمبر المقبل على لوائح الناخبين، للمشاركة في الاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان المقرر في 9 يناير المقبل. ودعا رئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديث مواطنيه إلى التسجل بكثافة وتوجه بنفسه إلى مركز في عاصمة الجنوبجوبا، حيث قام بتسجيل اسمه على لوائح الناخبين. وقال سيلفاكير: 'الاستفتاء لا يحصل إلا مرة واحدة. يجب أن يخرج السكان بكثافة وإلا فسيعني ذلك أن الناس حاربوا وقتلوا بدون أي سبب'. وبدت الأجواء احتفالية في جوبا حيث جابت الشوارع سيارات مزودة بمكبرات للصوت تدعو الناخبين إلى تسجيل أنفسهم بكثافة على اللوائح وسط أناشيد حماسية. وخصصت اللجنة المشرفة على الاستفتاء 2794 مركز تسجيل في مختلف أنحاء البلاد من بينها 2629 في الجنوب و165 في الشمال. ويحق للجنوبيين المقيمين في شمال السودان الذين يتراوح عددهم بين 500 ألف ومليوني نسمة بحسب التقديرات، المشاركة في الاستفتاء. وقدمت الأممالمتحدة مساعدة لوجستية إلى اللجنة المشرفة على الاستفتاء، إذ أمدتها بلوائح تسجيل الناخبين. إلى ذلك، أعلن الاتحاد الإفريقي أمس أن 'شمال السودان وجنوبه سيتقاسمان حدوداً مفتوحة، سيتم رسمها بعد الاستفتاء على مصير الجنوب، أياً تكن نتيجة التصويت'، وذلك من أجل إتاحة انتقال السلع والأشخاص. (الخرطوم - أ ف ب) استفتاء السودان : الجنوبيون ينتظرونه بفارغ الصبر.. والشماليون يشعرون بالمرارة "الاقتصادية" من الرياض دعا الزعيم الجنوبي سلفا كير ميارديت مواطنيه في جنوب السودان أمس إلى الإقبال "بكثافة" على التسجيل على اللوائح الانتخابية للمشاركة في الاستفتاء التاريخي حول تقرير مصير المنطقة الذي سيجرى في كانون الثاني (يناير). وبعد تأخير لثلاثة أشهر، لم يعد كثيرون متفائلين بإجراء الاستفتاء في موعده. لكن حملة تسجيل الناخبين على اللوائح التي تستمر حتى الأول من كانون الأول (ديسمبر)، بدأت صباح الإثنين بأجواء احتفالية في جنوب السودان، لكن وسط لامبالاة في الشمال الذي يستعد لعيد الأضحى. وتوجه الفريق أول سلفا كير ميارديت النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب التي تتمتع بحكم ذاتي، بنفسه إلى مركز في عاصمة الجنوبجوبا، حيث قام بتسجيل اسمه على لوائح الناخبين، ليكون قدوة للآخرين. وقد قام بهذه الخطوة بعد زيارة إلى ضريح جون قرنق الزعيم التاريخي لحركة التمرد الجنوبية الذي توفي بعيد توقيع اتفاق السلام مع الشمال في 2005. وصرح سالفا كير بأن "الاستفتاء لا يحصل إلا مرة واحدة. يجب أن يخرج السكان بكثافة وإلا سيعني ذلك أن الناس حاربوا وقتلوا دون أي سبب". وقال صحافي من وكالة فرانس برس إن مئات من الجنوبيين ينتظرون دخول هذا المركز لتسجيل أنفسهم بعد مرور سلفا كير. وبدت الأجواء احتفالية نسبيا في جوبا حيث تجوب الشوارع سيارات مزودة بمكبرات للصوت تدعو الناخبين إلى تسجيل أسمائهم بكثافة على اللوائح وسط أناشيد حماسية، تقول: "نتوجه إلى أرض الميعاد". وقال غابرييل الو الجنوبي الذي يبلغ من العمر نحو 20 عاما، لفرانس برس: "إنها لحظة تاريخية لجنوب السودان. أنتظر بفارغ الصبر تسجيل اسمي على لائحة الاقتراع والتصويت في الاستفتاء". وينتظر الجنوبيون بفارغ الصبر الاستفتاء الذي يثير شعورا بالمرارة لدى الشماليين الذين يخشون تقسيم بلدهم. وفي الخرطوم بحري شمال العاصمة، فتح مركز للتسجيل في مدرسة خالد بن الوليد صباح الإثنين لكن لم يحضر أحد للتسجيل، كما ذكر صحافي من فرانس برس. وجلس جون اشوا الجنوبي البالغ من العمر 25 عاما على بعد 50 مترا من مدخل مركز آخر شرق العاصمة الخرطوم وهو يحتسي كوبا من الشاي ويدخن سيجارة وغير عابئ بالمركز. وردا على سؤال عما إذا ذهب لتسجيل اسمه للمشاركة في الاستفتاء، قال ضاحكا "لا علاقة لي بهذا الأمر. المشغولون به عليهم القيام بذلك". وداخل المركز الذي جلس بجواره اشوا، قال أحد موظفي التسجيل نيال موسى لفرانس برس "الساعة الآن العاشرة و45 دقيقة ولم يحضر أحد للتسجيل". أما في منطقة مايو التي تبعد 20 كلم جنوب العاصمة وكانت مخيما لنازحي الحرب من جنوب السودان وجبال النوبة، فقد أقيم مركز في مدرسة مبنية وسط بيوت من الطين يصعب الوصول إليها بالسيارة بسبب طرقها الوعرة. وجلس خمسة من أفراد الشرطة السودانية التي تحرس مراكز الاقتراع على الأرض ليتناولوا وجبة في صحن واحد. وقال رئيس موظفي المركز عثمان يوسف أبو القاسم لفرانس برس "على الرغم من مضي أربع ساعات على فتح مركز التسجيل لم يحضر أحد (...) وليس لدي تفسير لذلك". وقال دينيس كاديما رئيس إدارة الاستفتاء في الأممالمتحدة التي قدمت مساعدة لوجستية للجنة المشرفة عليه "نتوقع أن تبدأ العملية بهدوء وأن تستقر الأمور بعد يومين". وخصصت اللجنة المشرفة على الاستفتاء 2794 مركز تسجيل في مختلف أنحاء البلاد من بينها 2629 في الجنوب و165 في الشمال. ويحق للجنوبيين المقيمين في شمال السودان الذين يراوح عددهم بين 500 ألف ومليوني نسمة بحسب التقديرات، المشاركة في الاستفتاء. وقد دعي نحو خمسة ملايين سوداني جنوبي لتسجيل أسمائهم اعتبارا من اليوم الإثنين على اللوائح. وما زالت شائعات في السودان تتحدث عن احتمال تأجيل الاستفتاء نظرا للتأخير في برنامجه الزمني وخلافات سياسية بين الشماليين والجنوبيين. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين "نظمنا انتخابات في نيسان (أبريل) وتمكنا على الرغم من مشكلات الاتصالات والنقل والأمطار الغزيرة من درئها بنجاح ودون مشكلات". وأضاف: "لذلك أعتقد أننا نستطيع تنظيم الاستفتاء بنجاح". ولتهدئة الوضع بين الشمال والجنوب في اليوم الأول من عملية تسجيل الناخبين، أعلن الاتحاد الإفريقي الإثنين التوصل إلى اتفاق إطاري بين حزب المؤتمر الوطني والمتمردين السابقين في الحركة الشعبية لتحرير السودان حول سلسلة من الملفات الخلافية من أجل تأمين عملية انتقالية سلمية بعد الاستفتاء. وينص الاتفاق على التزام الجانبين على أن ترسم "فورا" الحدود البرية المتنازع عليها والتي تمتد على طول 2100 كيلومتر بين المنطقتين. وستبقى هذه المراكز مفتوحة حتى الأول من كانون الأول (ديسمبر) لهذا الاقتراع الذي سيجرى في التاسع من كانون الثاني (يناير) ويفترض أن يختار الناخبون فيه بين البقاء مع الشمال أو الانفصال عنه.