مازالت العمالة الاجنبية تتوافد الي السودان بكثافة عبر مكاتب الاستخدام التي انتشرت بشكل كبير في الاونة الاخيرة ، واصبحت خصما علي العمالة الوطنية اذ انها تعمل باجور اقل ولم تنحصر في مجالات معينة انما تمددت لتستولي علي الاعمال الهامشية التي تعتبر مصدر رزق لكثير من البسطاء ويلجأ اليها الكثير من الشباب العاطلين عن العمل كمهنة الطلبة . لقد بات العمل في شركات النظافة في الوقت الحالي حكرا للعمالة الاجنبية الامر الذي ترك تأثيرا واضحا علي دخول المواطنين المعتمدين علي الاعمال الحرة بشكل اساسي والتي غدت حكرا للعمالة الاجنبية وتحديدا العمالة الاسيوية التي تصل اجورها الي اقل من 50 % من اجر العامل الوطني ، ان شركات الاستخدام لم تعد تابه لغير الارباح الطائلة من جلب الاجانب الي البلاد دون ادني اهتمام الي ماخلفته من اضرار علي المجتمع جراء سياساتها ما ادي الي زيادة نسبة العطالة في وقت تركت فيه الجهات المختصة الباب مواربا امام شركات الاستخدام بل وانشأت مؤسسات تتبع لها اداريا بدعوي تنظيم دخول العمالة الاجنبية الي السودان . المواطنون الذين يعملون في مجال البناء اشتكوا من الوجود الكثيف للعمالة الاجنبية التي اصبحت مصدر خطر بالنسبة لهم فباتوا لايستطيعون المفاوضة في الاجور التي تعرض عليهم فالمقاولون يهددون باللجوء الي الاجانب ما يضطر العامل الوطني للعمل بالاجر الذي يعرضه المقاول... يحيي يمارس الاعمال الحرة قال ان عمال الطلبة - بضم الطاء- الذين يعملون معظمهم من الاجانب والطلب المحليين اما ان يوافقوا علي الاجور التي تعرض عليهم او ان يبحثوا عن مصادر رزق اخري ومضي يحيي في الحديث عن العمالة الاجنبية واعتبره سببا مباشرا لتشريد الخبرات المحلية مبديا خوفه من هذه الشريحة ،علما ان 75% منها لاتمتلك شهادات تؤهلها للعمل في مجالات اخري ما يعني توجهها الي ممارسة الاعمال غير المشروعة، فيما قال احد المقاولين بمنطقة السجانة انه يفضل العمالة المحلية ولكن في ظل وجود من يعمل بأجر اقل سيتعامل معه من باب ان الربح الذي سيحققه من العملية الواحدة مقارنة بالعمالة المحلية التي اصبحت اجورها عالية ، موضحا ان العمالة الاجنبية لم تنتشر بعد بصورة واسعة متوقعا ان تشهد الايام تدفق المزيد من العمالة الوافدة وايد بعض المواطنين وجود العمالة الاجنبية لاتقانها وجودة اعمالها في جانب النظافة داخل المؤسسات العامة ونظافة الشوارع فيما اختلف معهم الكثيرون بانها اثرت سلبا علي دخول الكثير من الذين يعتمدون علي الاعمال الحرة ، وقال محمد ابراهيم لا مانع لدينا بدخول العمالة الأجنبية ولكن علي الجهات المختصة ان تحد من اقبال العمال الاجانب الي داخل البلاد من خلال تفعيل القانون المنظم للعمالة الاجنبية بتحديد الاعداد التي يمكن استيعابها دون ان تؤثر علي دخل السكان المحليين اضافة لاثارها الاخري مثل زيادة الكثافة السكانية في العاصمة القومية، ورفض كمال محمود توجه شركات الاستخدام التي تريد ان تحول السودان ليصبح مثل دول الخليج ، وقال ان الفرص التي تتاح الي الاجانب اولي بها ابناء البلد «والزاد كان ماكفي اهل البيت يحرم علي الجيران» في وقت تضرب فيه العطالة بيد من حديد كل اطراف البلاد ومازال البعض يصر علي وجود العمالة الاجنبية ، وطالب كمال شركات الاستخدام والمؤسسات بالاعتماد علي العمالة المحلية بتوفير فرص اكبر لها في جانب الاعمال الحرة وبدلا من ان تساهم في زيادة العطالة تساهم في محاربتها باعطاء المواطنين الاولوية ومايفيض عن الحاجة يترك للاجانب الخرطوم: هند: