حينما يطلق حكم المباراة الودية على شرف اليوبيل الذهبي لمنظمة الوحدة الأفريقية, منتخب السودان ضد نظيره الإثيوبي عصر اليوم السبت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا, يكون جيل جديد من لاعبي السودان بدأ خطوة من ألف ميل للتعبير عن وجوده وقدرته على الدفاع عن علم السودان, وهو جيل جرت فيه ثلاث محاولات لتثبيت هيكل جديد لمنتخب صقور الجديان بداية من نهاية العام الماضي, وفي مارس من هذا العام مرورا بيوم 18 مايو الجاري, "" تعمق في المحاولات السودانية, وخرج بحقائق جديدة. ظل منتخب السودان ولسنوات تقارب النصف قرن حكرا على لاعبين بالهلال والمريخ بسبب تأثيرهما الفني والجماهيري والإعلامي في السودان, إلى الدرجة التي مازح فيها لاعبو المنتخب في عام 2006 مهاجم نادي الخرطوم كمال سيد ويقولون له "ممثل لاعبي الدوري الممتاز بالمنتخب" لأنه كان الوحيد الذي الذي تم إختياره من غير ناديي الهلال والمريخ. ولكن في السنوات الثماني الآخيرة نجحت بعض الأندية كالخرطوم الوطني, الأمل عطبرة, النيل والأهلي شندي في الظهور الأفريقي, وهنا ظهر جيل لاعبين أكتسب خبرة افريقية ودولية ما سمح بتوسيع فكرة تنويع الإختيار , ولكن المشكلة كانت دائما في التوقيت المناسب لإحداث في ظل زحمة المشاركات المتتالية للمنتخب نفسه والتي لا تتيح فرصة لإعداد جيل جديد. وظل الإتحاد يتصيد المشاركات الأقليمية كالبطولات العربية وبطولات سيكافا والبطولات القارية منذ عام 2003 في فترة رئاسته البروفيسور كمال شداد للإتحاد حتى عاد المنتخب لنهائيات كأس أمم أفريقيا عام 2008 بغانا, عن طريق جيل قاده الثنائي فيصل العجب وهيثم مصطفى وهيثم طمبل وآخرين ولأكثر من 10 سنوات قدم هذا الجيل كل شئ, وإنتبه إتحاد الكرة معدل أعمار المنتخب فوجده قد شاخ وقرر التغيير عبر ثلاث محطات: كانت المحطة الأولى من العاصمة الأوغندية كمبالا بالمشاركة في بطولة سيكافا للمنتخبات في ديسمبر 2012 فأعلنت قائمة وكان السبب في المشاركة هو الضربة التي وجهها المنتخب الزامبي بكسبه شكواه في عدم مشاركة المدافع مساوي في مباراة المنتخبين بمدينة أم درمان في يونيو 2012على تصفيات مونديال 2014, وأعلنت القائمة في 18 نوفمبر 2012 وتكونت القائمة من من 7 أندية لأول مرة منذ سنوات طويلة وضمت 21 لاعب بنسبة خالية 100% من الهلال والمريخ , ونجح من القائمة ثلاثة لاعبين بينهم الثنائي الحالي حارس الأهلي شندي عبد الرحمن الدعيع, وزميله الظهير الأيسر فارس عبد الله. وكانت المحطة التالية هي مدينة كوماسي مارس من هذا العام , وفيها جاء المدرب مازدا بقائمة هجين من لاعبين شباب ولاعبين أوليمبيين وحرس قديم للوقوف على مؤشرات التغيير المطلوب, وسبب الهجين هو محاولة الإستمرار بتصفيات مونديال البرازيل كآخر فرصة لتعويض نقاط زامبيا, وتجديد الثقة في الحرس القديم, وضمت القائمة ما نسبته 83% من لاعبي الهلال والمريخ, وتكونت من خمسة أندية بعدد 24 لاعب, ولكن المنتخب خسر برباعية ساحقة هدمت الإستراتيجية المرسومة ووجهت بسرعة حتمية التغيير, لأن المنتخب ليس لديه ما يقاتل عليه حتى 2015. لتكون العاصمة الإثيوبية أديس محطة أخرى تم فيها طرق باب التغيير بعنف, لأنها كانت اللحظة المناسبة لإكتشاف جيل جيد عبر آداء مباريات قوية تنافسية, بغض النظر عن النتائج المخيفة المتوقعة, فالقائمون على الأمر يدركون أن المنتخب سيواجه المنتخبين القويين زامبيا وغانا الشهر القادم , فجاءت قائمة التغيير بإختيار 24 لاعبا من 12 نادي وهو عدد أندية لم يعرفه المنتخب خلال 40 سنة على الأقل, وظهرت نسبة الهلال والمريخ ب25% فقط بعدد ستة لاعبين, ولم يظهر سوى خمسة لاعبين من الذين خاضوا مباراة غانا في مارس الماضي وهم : القائد الجديد للمنتخب سيف مساوي, أمير كمال, أحمد عبد الله ضُفُر, نزار حامد ومدثر كاريكا, بينما ظهر لأول في القائمة 13 لاعب, بينهم أصغر لاعب يتم إختياره وهو لاعب وسط هلال كادقلي اليافع وليد علاء الدين الذي لم يتجاوز عمره ال20 عاما وهو الآن صبي المنتخب, ودلل إختياره على بعد النظر في التغيير المعمن في 10 سنوات مطلوب من هذا الجيل أن يتحمل فيها المسؤولية ويحمل لواء الدفاع عن الكرة السودانية بداية من مباراة الغد ضد إثيوبيا.