لم يحسن وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم الطيب حسن بدوي التعامل مع الأزمة الإدارية في الهلال منذ ظهورها قبل شهور، كما ينبغي. لذلك كان من الطبيعي أن تتعقد الأمور في النادي الأزرق وتصل إلى مرحلة خطيرة بسبب التطويل، والتمويه والتردد في اتخاذ القرار المناسب. كثيرون يتفقون معنا في هذا الرأي، ولكنهم لا يدرون الأسباب التي جعلت الوزير يتردد في حسمها ولا يعطيها الاهتمام الكافي. استنفر الوزير كل طاقات وزارته أيام أزمة المريخ الإدارية، وطرق أبواب كل الجهات التي لها علاقة بالنادي الأحمر، حتى لا يغلط في القرار. اختار الوزير مجلس تسيير لنادي المريخ، من سبعة عشر شخصاً أغلبهم مليونيرات، وأصحاب نفوذ، في المجلس الذي عرف بمجلس "اللوردات. وبفضل الدقة في اختيار عناصره، تمكن مجلس اللوردات من حل جميع المشاكل المالية التي خلفها مجلس طيب الذكر عصام الحاج، وزاد عليها. أراد الوزير أن يكرر تجربة المريخ في الهلال قبل شهور وبدأ فعلياً في تنفيذ بداية فصولها، لكنه تراجع عنها لأسباب غير مقنعة. كان الأمر سيكون مختلفاً في نادي الهلال، إذا أقدم الوزير على تعيين لجنة تسيير في ذلك الوقت، لأن الغالبية كانوا مستعدين لقبول القرار. التعيين في ذلك الوقت كانت له مبررات، وكان سيصب في مصلحة الهلال، لكنه إن حدث اليوم سيضر بالهلال وسيكون وبالاً على من سيتحملون المسؤولية. يعلم الوزير أن فترة التسجيلات على الأبواب، ويدرك أن أي تغيير في مجلس الإدارة في هذا الوقت سيسبب خللاً في خطة النادي لهذه المعركة، وربما يفقده لاعبين مهمين. لذلك فإن الإصرار على إصدار قرار تعيين لجنة تسيير، قبل بداية فترة التسجيلات سيضر بالهلال ضرراً بليغاً وسيخدم المريخ خدمة كبيرة. حيادية الوزير على المحك. آخر الكلام نجح هلال الفاشر في خطف بطاقة التأهل الثانية للدوري الممتاز بعد تعادله مع هلال الساحل 3/3، أمس ولحق بنده المريخ الذي صعد الموسم الماضي. وخيب هلال الساحل آمال جماهيره، وفشل في استثمار الفرصة التي جاءته على طبق من ذهب، وهو يلعب على أرضه ووسط جمهوره. ويبقى الأمل على حي العرب (السوكرتا) الذي ضمن اللعب في سنترليق الصعود، بتحقيق رغبة جماهير بورتسودان، بالصعود للأضواء ورفع رأس المدينة. وحي العرب الذي حول تأخره من مريخ كوستي بهدف الى فوز بهدفين مقابل هدف رغم أنه كان يلعب خارج أرضه، سيكون مؤهلاً للصعود. نعزي رئيس نادي المريخ جمال الوالي وإخوانه في وفاة المغفور لها بإذن الله والدتهم، التي لبت نداء ربها في جدة، وصلي عليها في الحرم، ووري جثمانها الثرى بمقابر المعلا في مكة. رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها الجنة مع الصديقين والشهداء، ولا حول ولا قوة إلا بالله. إذا كان البعض اعتبر الأهلي شندي بعبع الدوري الممتاز في هذه السنة، فإن الأهلي العطبراوي يستحق أن نطلق عليه لقب، رمانة الدوري. قدم الإكسبريس مباريات كبيرة وحقق انتصارات رائعة على فرق سبقته بسنوات في اللعب في دوري الأضواء، رغم أنه يلعب أول موسم له مع الكبار. ينافس الفريق على المركز الرابع الذي يؤهل للعب في مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية)، وإذا نجح في تحقيقه، فسيتساوى مع النمور في هذا الإنجاز. وقد يكون للأهلي العطبراوي دوراً في تغيير وجهة اللقب من الهلال إلى المريخ إذا فاز الأخير على مريخ الفاشر في الجولة الأخيرة. فالأهلي كما نعلم فرض التعادل على الهلال 1/1 في الجولة السادسة عشر في عطبرة، في الوقت بدل الضائع، وهو ما منح المريخ فرصة التقدم بنقطتين على الهلال . الإكسبريس وضع بصمته مع الكبار في الدوري، وتفوق على نفسه وغيره من أصحاب الخبرة، فالتحية له ولمجلس إدارة، وراعي الفريق حسن عبدالسلام. اقتفى شباب الهلال أثر الكبار، ولقنوا نظرائهم في المريخ درساً في فنون الكرة توجوه بالفوز عليهم بهدفين نظيفين في الجولة الأولى للدوري. تألق أطهر ورفاقه أمام المريخ، واكتفوا بثنائية بيضاء، في بداية مشوارهم بالدوري، الأمر الذي يؤكد أنهم قادمون قادمون. الكبار نالوا ثلاثة، والصغار (اثنين).. ويا قلبي لا تحزن. الدور على مين يا عمرابي. وداعية: قالوا (الأهلة) زادت عدد.