الفنان صديق أحمد: سافرت للعلاج بالسعودية ولندن والصين على نفقة أصدقائي مازلت بحاجة للعلاج بالخارج ولكن ظروفي المالية لا تسمح بذلك نصر حامد شخصيات رياضية وفنية بارزة كانت ملء السمع والبصر ونحتت أسمها بعمق في الوسط الرياضي بعطاء متميز واداء نوعي لكنها الآن ولظروف مختلفة أصبحت بعيدة عن هذا الوسط الذي كانت جزء عزيزاً منه، الصدى اختارت مع نفحات هذا الشهر الفضيل أن تزورهم في ديارهم وأن تعيدهم من جديد للوسط الفني عبر حوارات شاملة، واخترنا اليوم أن يكون ضيفنا الفنان المبدع صديق أحمد الذي تعرض لكسر في رجله قبل خمسة أعوام ومازال يعاني بسبب هذا الكسر رغم أنه تنقل للعلاج في العديد من الدول العربية والآسيوية والأوروبية كما يقول عبر سطور هذا الحوار. * في البدء نريد أن نتعرف على صديق أحمد أكثر؟ أنا من مواليد ارتدي ريفي الدبة بالشمالية وتنقلت بين عدد من مدن السودان مثل بورتسودان وسواكن بحُكم عمل الوالد في السكة حديد ومستقر الآن مع أسرتي الصغيرة في الدروشاب. * نريد أن نتعرف على أفراد الأسرة؟ ابني أمجد وهو يعمل في الكهرباء وأحمد في المملكة العربية السعودية ومحمد توفي في عز شبابه وأيوب موظف في احدى الشركات وزينب تدرس في الجامعة. * بداياتك في مجال الغناء؟ بدأت منذ وقت مبكر عندما كنت طالباً في سنكات وكنت في البدايات الأولى أقلّد الفنان الكبير محمد وردي وبعد وفاة والدي عُدت للبلد في الشمالية وتأثرت بغناء الطمبور. * لماذا تحولت من الغناء الحديث إلى الطمبور؟ لأن الغناء الحديث لا سوق رائجة له في الشمالية وهناك لا يسمعون غير الطمبور الذي يعتبر أقصر طريق للشُهرة لذلك اخترت مجال الطمبور وكانت بداياتي الحقيقية في عام 1968. * أول أغنية لك؟ يا حبي عود وهي من كلمات الشاعر الكبير عبد الله محمد خير. * كيف تمكنت من تقديم أول أعمالك للإذاعة؟ كان هناك مهرجان للغناء الشعبي بمشاركة عدد من الفنانين الشباب في الولاية في ذلك الوقت وكان المهرجان بالخرطوم وشارك فيه إلى جانبي محمد جبارة ومحمد كرم الله وعثمان اليمني وكان ذلك في عام 1978 فكان ظهوري الأول في الإذاعة وبعدها تمت استضافتي في عدد من السهرات والبرامج وتمت إجازة صوتي عام 1972 ولعب الأساتذة عبد المنعم شيبون ومحمد سعيد وعبد المطلب الفحل دوراً بارزاً في إجازة صوتي. * شخصية شجعتك كثيراً على اقتحام مجال الغناء؟ عبد القيوم حاج الشيخ وهو زوج اختي وهو والد الفنانين طارق عبد القيوم وعبد الجليل عبد القيوم. * عدد الأغاني الخاصة بك؟ أكثر من 200 أغنية. * أكثر شاعر تغنيت له؟ عبد الله محمد خير. * فنان تأثرت به؟ العملاق الراحل محمد وردي. * شاعر تجد متعة خاصة في كلماته؟ عبد الله محمد خير. * نريد أن نقف على معاناة صديق أحمد مع المرض وأن نطمئن على حالتك الآن؟ معاناتي مع المرض بدأت عام 2011 عندما سافرت إلى البلد في الشمالية لحضور مناسبة زواج أختي وقمت باحياء الحفل وكنت اتمتع بكامل الصحة والعافية ولكن بعد نهاية الحفل وعند خروجي من الباب سقطت وتعرضت لكسر في رجلي وجئت للعلاج في الخرطوم وخضعت لعملية في مستشفى الخرطوم تحت إشراف الدكتور محمود البدري ولكن لم أنعم بالصحة والعافية وكان لابد من مواصلة العلاج بالخارج. * هل سافرت لتلقي العلاج بالخارج؟ نعم، سافرت للعلاج في عدد من الدول مثل السعودية ولندن والصين وايرلندا ورغم ذلك مازالت المعاناة مستمرة. * كيف تحملت منصرفات السفر إلى هذه الدول؟ بكل صراحة كل هذه الرحلات ومنصرفاتها لم تكن على حسابي بل على حساب أصدقائي حيث تكفل كل صديق برحلة خارجية وأنا أشكر لهم ما قدموه لي في محنة المرض. * هل قامت الدولة بتكريمك على ما قدمته للأغنية السودانية؟ نعم، الدولة قامت بتكريمي بواسطة الدكتور نافع علي نافع عندما كان يشغل منصب مساعد رئيس الجمهورية وكذلك سجل الأستاذ علي عثمان محمد طه عندما كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية زيارة لي في داري بغرض الاطمئنان على سلامتي. * هل مازلت تواصل العلاج؟ كنت اتلقى العلاج بصورة منتظمة في مركز بحري المتطور وبعدها تم تحويلي إلى مستشفى رويال كير ولكني لم استطع مواصلة العلاج هناك بسبب كلفته المالية العالية. * هل أنت على تواصل مع جمهورك ومعجبيك رغم هذه الظروف؟ لم انقطع عنهم مطلقاً ولم ينقطعوا عني ودائماً ما يسألون عن صحتي وأحوالي. * هل أنت على تواصل مع الإعلام؟ للأسف الشديد الإعلام انقطع عني تماماً ولا أعرف السبب في ذلك وهل لا يتعامل الإعلام مع الشخص الا عندما يكون في قمة العطاء فقط؟ * الوسط الفني وزملاء المهنة هل ابتعدوا عنك؟ للأسف نعم، ولكن قد تكون لهم مشاغلهم ولهم التحية مني في هذا الشهر الكريم وأقول لهم رمضان كريم وكل سنة وأنتم طيبون. * شخصيات وقفت معك؟ أشكر عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم السابق وكذلك أشكر والي الولاية الشمالية الذي قام بتكريمي في مهرجان البركل. * هل الدولة أسهمت في علاج صديق أحمد؟ الدولة لم تسهم في علاجي ولكن لها ظروفها وأولوياتها وأنا لا ألومها. * هل ترغب في مواصلة العلاج بالخارج أم كل المحاولات انتهت؟ احتاج بشدة للسفر لمواصلة العلاج بالخارج ولكن ظروفي المالية لم تعد تسمح بسفري لتلقي العلاج بالخارج والآن أجد صعوبة بالغة في الحركة. * مشاهير المنطقة ورجال المال فيها وعلاقتك بهم؟ منطقتنا قدمت الكثير من المشاهير مثل الراحل حسن الترابي وعلي عثمان محمد طه والحاج عطا المنان وطه علي البشير وصلاح قوش وحسن عبد السلام وتربطني بهم علاقة مميزة جداً وكثيراً ما غنيت في مناسباتهم بدون مقابل. * هل تواصلوا معك في فترة مرضك؟ لم يتواصلوا معي ولكن قد تكون لهم ظروفهم ومشاغلهم ولست عاتباً على أحد. * هل حققت أي مكاسب مالية من الغناء؟ لو كنت أغني بالعداد وباتفاق مالي محدد لكنت من الأثرياء في السودان لأنني كنت مطلوباً بشدة في الحفلات لكني لم أكن أدخل في أي نقاش حول الأمور المالية وغنيت في الكثير من المناسبات بالمجان ولم أكن أغني من أجل المال بقدر ما كنت أغني من أجل إسعاد جمهوري والتواصل معه واتمنى أن أكون قد أرضيته عندما كانت صحتي تسمح لي بالغناء. * هل مارست كرة القدم؟ لعبت في القرية بالشمالية ولكني للأسف لم أكن مبدعاً على الإطلاق في كرة القدم ومع ذلك كان يتم اختياري أولاً في (العزلة) من باب المجاملة لي كفنان. * أي فريق تشجع؟ الهلال. * نجمك المفضل؟ نصر الدين عباس جكسا. * إداري متميز؟ الطيب عبد الله. +++ كنت أتابع مباريات الهلال من داخل الإستاد لكنني ابتعدت بعد سرقتي بمبلغ كبير * هل تتابع المباريات من داخل الإستاد؟ كنت أشجع الهلال بتعصب وأحرص على متابعة جميع مبارياته من داخل الإستاد وقبل احدى المباريات المهمة للهلال كان هناك ازدحام كثيف أمام البوابة وكان في جيبي مبلغاً كبيراً من المال بغرض السفر إلى المملكة العربية السعودية وفي عز الازدحام تمت سرقة كل المبلغ وفقدت كل ما أملك ومن تلك لم أشاهد أي مباراة للهلال من داخل الإستاد. * لو كنت رئيساً للهلال؟ لعملت على تسجيل اللاعبين بمواصفات خاصة جداً وكذلك كنت سأدقّق أكثر في السير الذاتية للمدربين قبل التعاقد معهم. ++ أتمنى جمال الوالي رئيساً للهلال * شئ في المريخ تتمناه في الهلال؟ أتمنى جمال الوالي في الهلال لأنه رجل خلوق ومهذب وإداري محترم ورجل انسان قدم الكثير للوسط الرياضي. * قرار موفق؟ الحمد لله كل قراراتي موفقة. * قرار غير موفق؟ اختياري للغناء لم يكن قراراً موفقاً على الإطلاق لأنني قدمت الكثير في هذا المجال ولم أجد شيئاً. * خبر سار؟ العديد من الأخبار. * خبر حزين؟ وفاة ابني محمد غرقاً في النيل. * وجبة مفضلة؟ القراصة. * هواية؟ المشي. * شخصية سياسية؟ الفريق صلاح عبد الله قوش. * أمنية تحققت؟ إرضاء جمهوري. * أمنية لم تتحقق؟ الصحة والعافية. * ماذا أنت قائل في خاتمة هذا الحوار؟ أشكركم كثيراً على هذه الزيارة لتفقد أحوالي ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.