لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يبلغ الوافد الجديد على بطولة الأمم الأوروبية المنتخب البريطاني (ويلز) للدور نصف النهائي من كأس الأمم الأوروبية التي تستضيفها فرنسا خلال هذه الأيام. * منطق الترشيحات في مواجهة الدور ربع النهائي أمام نظيره البلجيكي كانت تصب في مصلحة الأخير بحكم خبرته وتمرسه وظهوره الدائم في النهائيات وحداثة الويلزيين في المسابقة الأوروبية الكبرى كونها المشاركة الأولى في تاريخهم ولكن اخوان جاريث بيل حققوا ما لم يتوقعوه هم أنفسهم ناهيك عن تكهنات النقاد والمحللين. * شخصياً كنت أتوقع أن يصل المنتخب البلجيكي للمباراة النهائية بحكم توليفته المدججة بالنجوم ولكن كما قال الصديق العزيز (عز الدين بابكر) بلجيكا اعتمدت على (الأسماء) فخسرت وويلز اعتمدت على الجماعية (فربحت). * من يقرأ توليفة المنتخب البلجيكي المكونة من كورتوا وهازارد ولوكاكو وجاراسكو ودي بروين وراديا ناينغولان وتوبي ألدرفيريلد لن يظن للحظة أن المنتخب الذي بلغ ربع نهائي المونديال الأخير سيعجز عن فك شفرة منتخب ويلز حديث العهد بنهائيات أوروبا. * تأخر الويلزيون في النتيجة بعد أن أطلق نجم روما الإيطالي (ناينجولان) صاروخاً مدوياً في مقص المرمى الأيمن لحارس ويلز في الدقيقة الثالثة عشرة. * بعدها رتب اخوان بيل صفوفهم وقادوا عدداً من الطلعات فنالوا التعادل بعد مرور (17) دقيقة فقط عن طريق القائد آشلي ويليامز مدافع (سوانزي سيتي). * في الشوط الثاني واصل الويلزيون اصرارهم ولدغوا المنتخب البلجيكي بهدف يعتبر من أجمل أهداف اليورو 2016 عن طريق (هال روبنسون) مهاجم (ريدينغ الإنجليزي) بعد عمل مرتد متقن بين الثنائي بيل ورامسي. * في الدقيقة (85) أطلق مهاجم (بيرنلي الإنجليزي) سام فوكس رصاصة الرحمة برأسية نموذجية أعلن بها حصول بلاده على تأشيرة الدور نصف النهائي بينما منح تأشيرة المغادرة لمنتخب بلجيكا (المغرور). * ما حققته ويلز في أول مشاركة أوروبية نالته (إنجلترا) مرة واحدة عقب (تسع مشاركات) عندما وصلت للدور نصف النهائي في العام (1996) في البطولة الشهيرة التي استضافتها وغادرت خلالها على يد المنتخب (الألماني) بالركلات الترجيحية. * وللمفارقة العجيبة والحدث الغريب أن قائمة المنتخب الويلزي لا تضم أي لاعب يلعب (بالدوري الويلزي) فجميع اللاعبين يلعبون بالدوري (الإنجليزي الممتاز) بإستثناء غاريث بيل (ريال مدريد) وسيمون كورش (ابردين الاسكلتندي). * فحتى لاعبي سوانزي سيتي (الويلزي) نيل تايلور وآشلي ويليامز لا يصح وصفهما بأنهما يتبعان للدوري الويلزي لأن سوانزي سيتي (الويلزي) يلعب بالدوري الإنجليزي الممتاز. * وهنا يتبادر للقارئ سؤال على شاكلة (كيف تلعب بعض الفرق الويلزية في الدوري الإنجليزي) وهو سؤال يعتبر محيّر جداً لدى الغالبية العظمى من متابعي البريمر ليج عندما يشاهدون أندية كارديف سيتي وسوانزي ضمن منظومة دوري إنجلترا. * هناك (6) أندية ويلزية تلعب ببطولات إنجلترا المختلفة وهي (سوانسي سيتي، كارديف سيتي، ريكسهام، نيوبورت كاونتي، مارثير، باي كولين). * والسبب في ذلك يعود لأن الدوري الويلزي تأسس في العام (1992) أي بعد تأسيس ونشأة تلك الأندية التي كانت تشارك ببطولات انجلترا . * حيث خيّرها الإتحاد الويلزي لكرة القدم بخيارين إما الإنضمام للمشاركة في منافسات ويلز أو المواصلة ببطولات انجلترا فاختار السداسي المواصلة ببطولات انجلترا. * وهنا يتبادر للذهن سؤال آخر لماذا نجحت (ويلز) بلاعبيها في البريمر ليج بينما فشلت انجلترا والإجابة بسيطة للغاية (لأنهم يجدون فرصة المشاركة بأندية انجلترا كأساسيين أكثر من اللاعبين الإنجليز). * ويلز ستواجه في نصف النهائي منتخب (البرتغال) المحظوظ الذي خدمه الحظ كثيراً في التأهل منذ المجموعات وحتى مواجهة ربع النهائي أمام بولندا فهل يواصل (رونالدو) وزملاءه الإستفادة من الحظ أم يوفقهم قطار (بيل) وجماعية رفاقه. * المواجهة المرتقبة ستكون يوم الأربعاء القادم السادس من يوليو الجاري فالمنتخب البرتغالي يسعى لتكرار انجاز (2004) وبلوغ المباراة النهائية بينما نظيره الويلزي سيقاتل لبطاقة النهائي التاريخية منذ أول مشاركة. * حاجة أخيرة كده :: قطاران في مسار واحد (بيل) و (رونالدو).