* فوز المريخ على أي فريق سوداني، وفي أي ظرف، وبأي تشكيلة ليس خبراً يستحق الاحتفاء. * (عادي جدا) وأكثر من عادي. * بل إن فوز المريخ على كل فرق الدوري لا يعد شيئاً جديداً، لأن المريخ فعل ذلك قبل أكثر من أربعين عام، حينما حقق (الدوري المقفل)، و(المقفل ناقص نقطة). * الفوز العريض الذي ناله الزعيم على رهيب كوستي أمس طبيعي، ومتوقع حتى ولو فقد المريخ كامل تشكيلته الأساسية، وخاض المباراة بلاعبين مضى على ارتدائهم للشعار الأحمر أقل من شهرين. * الثابت أن هيبة الشعار الأحمر تزيد هيبة لاعبي الأحمر، وأن إرث النادي الكبير يرفع الحس القتالي عند اللاعبين، ويزيدهم إبداعاً، ويمنحهم دوافع إضافية للتفوق، لأنهم يدركون جيداً أنهم ينتمون إلى نادٍ يعتبر أنصاره المركز الثاني مثل الأخير. * لذلك كله لن نتوقف طويلاً عند الرباعية. * لكن أحد الأهداف الأربعة يستحق وقفة معتبرة، لأنه يدير الرؤوس. * هدف بالغ الجمال، أحرزه نجم كبير، اسمه رمضان عجب. * إذا كان العجب الكبير (فيصل) قد أسر قلوب الصفوة بفنه الجميل ولمساته الحلوة وأهدافه البديعة وتصدره لقائمة هدافي لاعبي السودان في البطولات الإفريقية فإن العجب الصغير يبدو مصراً على أن يحفظ الاسم ويمنحه حقه، ليصنع منه سلسلة ذهبية، تشبه سلسلة (إبراهومة) التي ميزت المريخ عبر التاريخ. * كتبنا بالأمس ما يلي: في الغالب سيستعين برهان بخدمات العجب الصغير في خط المقدمة، وسيعتمد عليه كرأس حربة صريح لمعالجة العقم الهجومي الذي عانى منه الفريق مؤخراً. * وكتبنا: نتمنى أن يحقق المأمول لنكرر عبارتنا المحببة (رمضان أحلى الأقوان).. وقد كان. * رمضان ليس من اللاعبين الذين يجعلون المدرجات تتمايل طرباً بلمساتهم الساحرة، لكنه قادر على تحريكها بأهدافه البديعة، وتسديداته النارية. * قدمه مطرقة وأهدافه من كل الزوايا. * أذكر أن الكابتن هيثم مصطفى ظل يجاهر برأي جريء، ذكر فيه أن المريخ ليس محتاجاً للتعاقد مع أي مهاجم أجنبي بوجود رمضان عجب، الذي يعتبره البرنس أفضل مهاجم في السودان. * مسلسل (رمضان أحلى الأقوان) تواصل أمس بهدف سيظل محفوراً في ذاكرة المريخاب لفترة طويلة. * عندما تأتي سيرة الأهداف الجميلة يطيب للصفوة (العواجيز) أن يتحدثوا عن إبداعات جيل (المتوالية) وعن أحد عشر هدفاً مزق بها ماجد أبو جنزير شباك الهلال في عقد الستينات. * ومن تابعوا أسطورة (الدوري المقفل) يطيب لهم أن يتغنوا ببعض أهداف كمال عبد الوهاب في الهلال، وبهدف أسطوري أحرزه بشارة، وآخر ناله كاوندا، وبثلاثية (مكررة) سطرها الثعلب جاد الله، وبقذائف الفاضل سانتو في مرمى حارس الهلال زغبير. * ومن تابعوا جيل الثمانينات لا ينسون أهداف سامي رحمة الله عليه، وقذائف الطوربيد عاطف القوز، وشبالات فتح الرحمن سانتو، وهدفي (بتسل الروح يا دحدوح)، وصورايخ الكوبرا زيكو، ولمسات (الجابري) عيسى صباح الخير، وأسطورة عازف الكمان أسامة آدم ريحان (سكسك)، ورأسيات إبراهومة المسعودية، ورفاقهم من الجيل الذهبي الذي صنع للمريخ تاريخاً يستعصي على النسيان وميزه على كل أندية السودان. * كثيرون لا يدركون أن الساحر حسن دحدوح سجل هدفاً كان بمقدوره أن يدخل به موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بصفته أسرع هدف في العالم، لأنه سدد الكرة في المرمى مباشرةً، بعد مررها لها سامي بعد صافرة البداية وسجل أحد أروع وأسرع الأهداف في التاريخ. * أهداف العجب الصغير تشبه الأهداف البديعة التي رسخت في أذهان الشعب الأحمر. * في أول مباراة قمة لرمضان سجل هدفاً يعتبر من أجمل أهداف القمة عبر التاريخ، بتسديدة يسارية نارية وجهها من خارج منطقة الجزاء، ومزق بها شباك حارس الهلال جمعة جينارو. * في الموسم الحالي سجل العجب الصغير هدفاً ولا أحلى، في مرمى الكوكب المراكشي، بتسديدة قوية (على الطائر) كانت ستنقل المريخ إلى ربع نهائي الكونفدرالية، لو لم يخسر أمام المراكشي بهدفين نتجا من ركلتي جزاء جاد بهما الحكم الجابوني المرتشي إيريك كاستان على النادي المغربي بلا وجه حق. * في المباراة السابقة سجل العجب هدفاً جميلاً في مرمى هلال كادوقلي، من كرة طولية أرسلها له الحارس جمال سالم. * أمس عاود رمضان الكرّة وسجل هدفاً بالغ الجمال، يستحق أن ينال لقب (هدف الموسم) كما وصفه الكابتن إبراهيم سليمان، محلل قناة النيلين الرياضية أمس. * طار في الهواء ليستقبل كرة عكسية وعالجها بمقصية أمامية أدهشت الحاضرين وأطربت المحبين. * أهداف العجب الصغير متواترة لا تنقطع، حتى ولو لعب صاحبها مدافعاً، وهو (بسم الله ما شاء الله) جوكر، (محل ما يسري يمري). * يلعب في الطرف الأيمن فيبدع ويسجل، ويدخل إلى قلب الوسط فيجيد ويسجل، ويتحول إلى الهجوم فيمزق رمضان الشباك بأحلي الأقوان. * رمضان عجب يستحق عناية خاصة، ومعاملة تليق بموهبته الكبيرة والتزامه وقدراته العالية. * لو أنصفته المستديرة وحظي بمن يقدر إمكاناته المهولة لانتقل إلى أكبر الأندية الأوروبية. * هدف العجب الصغير في مرمى الرهيب سيرسخ في الأذهان طويلاً، لأنه من الأهداف الجميلة والصعبة التي تدل على موهبة عالية وقدرات ذهنية وبدنية لا تتوافر إلا لأكبر النجوم وأفضلهم.. ورمضان منهم. آخر الحقائق * لم يكتف رمضان بتسجيل أحلى الأقوان، بل زاد عليه صناعة هدف جميل لزميله خالد النعسان. * حتى صناعة العجب الصغير للهدف أتت بطريقة مبتكرة. * عكسية متقنة بخارج القدم اليمنى مع أنه وضعه كان يفرض عليه أن يلعبها باليسرى. * رمضان مميز حتى في تسديد الكرات الثابتة. * من قبل سجل في ثماني مباريات دورية متتالية، ليحقق رقماً غير مسبوق في الممتاز. * لولا أن الحكم الخرطومي المعز أحمد حرمه من هدف صحيح في المباراة التاسعة لارتفع رقمه إلى عشرة أهداف في عشر مباريات متتالية. * الفوز له قيمته المعنوية، والمريخ كان في أمس الحاجة له. * لتثبيت أقدام الجدد، ورفع معنوياتهم، وزيادة معدل ثقتهم في قدراتهم، وفي معدل ثقة جماهير المريخ فيهم. * سجل المريخ أربعة أهداف واهتزت شباكه مرتين. * شهد الشق الهجومي طفرة كبيرة بعد تحويل العجب إلى مهاجم صريح، وبدخول أوكراه والنعسان. * عاقب الجهاز الفني فريقه بإشراكه لعنكبة برغم تواضع مردوده الهجومي وشح أهدافه. * أبقى عليه 78 دقيقة فلم يسدد أي كرة باتجاه مرمى مريخ كوستي. * ودخل أوكراه والنعسان فسجلا هدفين في نصف شوط. * إذا واصل عنكبة برطعته غير المجدية واستمر بذات المردود الهزيل فسيتحول إلى الدكة. * فقد كل الكرات التي وصلته وفشل في السيطرة عليها بشفقة غريبة. * الشق الهجومي تحسن، لكن الشق الدفاعي ما زال بحاجة إلى عمل كبير. * هل يعقل أن لا يغطي أي لاعب من المريخ القائم الأول في ضربة ركنية يا برهان؟ * كل الكرات العكسية شكلت خطورة كبيرة على مرمى المريخ، بوجود لاعبين يجيدان ألعاب الهواء، ونعني بهما ضفر وصلاح نمر. * تكرر هذا العيب الكبير في مباراتين متتاليتين، وتسبب في اهتزاز شباك المريخ مرتين. * التنظيم الدفاعي للمريخ بحاجة إلى مراجعة شاملة. * تألق محمد الرشيد وحصد نجومية المباراة وتسبب في الهدف الأول. * قدم مباراة كبيرة لكنه يفرط في الاحتفاظ بالكرة أكثر مما يجب أحياناً. * حمو مكسب كبير للزعيم. * بالمثل نال الواعد المميز وليد بدر الدين إشادة كبيرة بأداء مميز وثبات يفوق عمره بكثير. * إذا عاد بخيت خميس يمكن للمريخ أن يستفيد من وليد في الطرف الأيمن. * كما توقعنا أحدثت مشاركة الغاني كوفي نقلة كبيرة في أداء خط المناورة الأحمر. * سجل كوفي الهدف الأول وصنع الثاني لرمضان، والثالث لأوكراه. * وتكفل رمضان بصناعة الهدف الرابع للنعسان. * استغربنا استبدال كوفي بوجود عنكبة داخل الملعب. * نتوقع من قوة المريخ الشبابية أن تكرر الفوز على الذئاب في المباراة المقبلة. * آخر خبر: الزعيم يتحسن.. ويكسب نجوماً واعدة.