* عندما يتم إستبعاد نادي بحجم (إتحاد جدة) من دوري أبطال آسيا بسبب الديون فهناك (خلل مستفحل) وعندما يلجأ ناديان كبيران بجماهيريتهما الطاغية وأعضاء شرفهم الكبار كالنصر والهلال (للإقتراض) من البنوك فهناك مؤشّر عكسي لكرة القدم السعودية أما عندما يصل إجمالي حجم الديون إلى (700) مليون ريال فهنا لابد من استخدام المشرط للمداواة. * بعد طول إنتظار وترقّب من قبل الأندية السعودية وافق مجلس الوزراء السعودي يوم الإثنين الماضي على خصخصة الأندية الرياضية التي تلعب في (الدرجة الممتازة) ليكون القرار بمثابة طوق النجاة لتلك الأندية المثقلة بالديون والتي ظلت تعاني كثيراً في الأونة الأخيرة حتى تسيّر شؤونها الكروية وألعابها المختلفة. * نص القرار جاء كما يلي (بعد الاطلاع على المعاملة المتعلقة بتخصيص الأندية الرياضية في المملكة، وبعد الاطلاع على توصية مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رقم (3- 7/ 38/ت) وتاريخ 14 / 2 / 1438ه , أقر مجلس الوزراء عدداً من الترتيبات , من بينها : * (1) الموافقة على تخصيص الأندية الرياضية التي تشارك في بطولة الدوري السعودي لأندية الدرجة الممتازة لكرة القدم (دوري المحترفين) ، وذلك وفقاً لما ورد في محضر لجنة التوسع في الخصخصة المؤرخ في 8 / 9 / 1437ه . * (2) تحويل الأندية الرياضية التي يتقرر تخصيصها إلى شركات بالتزامن مع بيعها ، وتتولى الهيئة العامة للرياضة منح هذه الشركات تراخيص وفق شروط تضعها لذلك. * (3) قيام الهيئة العامة للرياضة بالتنسيق مع وزارة التجارة والاستثمار، ووزارة الاقتصاد والتخطيط بوضع الضوابط والشروط اللازمة لممارسة شركات الأندية لنشاطها، ورفع ما يتم التوصل إليه لاستكمال الإجراءات النظامية في شأنها. * (4) تكوين لجنة تتولى الإشراف على متابعة استكمال مراحل تخصيص الأندية الرياضية وتنفيذ إجراءاتها، برئاسة رئيس الهيئة العامة للرياضة، وعضوية كل من نائب وزير الاقتصاد والتخطيط، ووكيل وزارة التجارة والاستثمار للأنظمة واللوائح، وممثل عن وزارة المالية، وممثل عن الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم، وممثل عن رابطة دوري المحترفين. إنتهى. * وبإختصار شديد فإن المغزى الأساسي من (الخصخصة) هو تحويل الأندية السعودية من مؤسسات حكومية إلى شركات إستثمارية متخصصة ستحفّز المستثمرين لولوج عالم السوق الرياضي لما فيه من أرباح مهولة شريطة أن يتم تطبيق الخطوة بالطريقة الصحيحة. * وبمعنى أدق هى الخروج من مظلّة الحكومة إلى القطاع الخاص والأخير أثبت كفاءته وجدارته في العديد من الدول عندما اعتلى منصة إدارة إحدى المؤسسات عقب رفع الحكومة أياديها عنها. * أضف إلى ذلك أن العبء المالي الذي كان ملقى على عاتق الدولة (سيتلاشى) تماماً حيث شاركت الأخيرة في تذليل بعض الصعاب المالية للأندية عندما منح العاهل السعودي الملك سلمان مبلغ (نصف مليار ريال) تم توزيعها على (170) نادياً لمجابهة كوارثها المالية. * قرار مجلس الوزراء السعودي سيكون بمثابة نقطة تحوّل في تاريخ كرة القدم السعودية لأن الأندية ستتحرر بالكامل من (ملاك وإداريين) لا ينفقون إلى (مستثمرين) يضخون الأموال لأجل جني الأرباح ولكن تبقى النقطة المفصلية تتمركز حول (تقييم) نادي دون الآخر وقبول العروض المقدمة من الأفراد والشركات عندما يدق جرس (العرض) للبيع. * كما أن هناك نقطة بالغة الخطورة وهى عندما يفشل مالك النادي في إدارة المهام وحينها سيتكبّد الخسائر ويفشل في الحصول على أرباح وفي نهاية المطاف إعلان (إفلاس) وربما بيع أو اقصاء لدرجة أدنى!! * الأندية التي ستستفيد من الخصخصة ستكون أكثرها سمعة وجماهيرية كالنصر والهلال والإتحاد والأهلي ونوعاً ما الشباب والإتفاق والرائد والتعاون ولكن تلك الأحلام وقيمة النادي كسلعة سيتم عرضها للبيع ستصطدم بالبعبع الذي أرّق مضاجع الإداريين ونفرّهم من كرسي القيادة وهى (الديون). * نعم، فتلك الديون المتراكمة ستدخل ضمن القيمة الإجمالية للأندية بمعنى أن نادي كالنصر إن تم تقييمه بمليار ريال كمثال وتبلغ ديونه نصف مليار ريال فإن قيمة النصر ستكون حينها (مليار ونصف) وهو الجانب المظلم الذي سيشكّل بعض النفور من التهافت للشراء وسيقتل تعدد الجهات الراغبة في الشراء. * حيث سيكون العنوان العريض لجاذبية البيع هو (النادي الأقل دَيْنَاً الأكثر جذباً للمتسوقين) ! * حاجة أخيرة كده :: عقلوها وخصخصوا.