* أمر عجيب وغريب، أمر محير تماماً، أمر يدعو للدهشة، أمر أصاب الكثير من عشاق المريخ بإثارة أعصابهم وربما توقفت قلوب البعض، حدث لا يصدقه أحد إلا الرياضيين المتمرسين العارفين لكرة القدم، وهي مستديرة ومن قبل كان هناك عنوان في صحيفة الناس: أبوحشيش يهزم المريخ مثله مثل الرجل الذي عض كلباً، أمر مدهش حقيقة ليس حكاوي مجلات وجرايد وإذاعة (شوف عين) أمر مغيظ ومحزن للقاعدة العريضة، أمر أتى بذهول لمن دفع من جيبه لمعسكر داخلي وخارجي ومباريات قمة الإعداد، أمر انكسف منه من دعم الزعيم بمواهب قلّ أن توجد في نادٍ أفريقي ناهيك عن نادي سوداني، لم ننم حتى الصباح والهلوسة (ضبح من اللضان للضان) منكم لله يا متعطلين. * فرسان الكرة في المريخ اختلفت أحوالهم وتباينت أوضاعهم في رحلتهم الإعدادية وما بعدها، في الإعداد المحلي كان قمة الانضباط، وفي بلاد الفرنجة كانوا قدوة في السلوك وفي الأداء الميداني، وفي دوحة قطر الحبيبة أكملوا النصف الثاني من الحلو. ونعلم أن الحلو ما بيكملش. وفي أولى تجاربهم الودية الدولية محاضرة في الأداء والمعنى الجواب يكفيك من عنوانه. وللتوضيح أكثر المعسكر كان ناجحاً وجداً ثم لقاء الرد كاسل الودي الدولي وكذلك الدخول الرسمي ولقاء الجيبوتي وكلها مؤشرات تؤكد أن هناك (خريفاً جايينا والجزيري بقت مخادة تاني ختت طين زيادة، وخريف ابن سعن صرفة وجراد ولبنت ولن نديها الطير). كل هذا وأضعافه جعلنا نبشر أنفسنا بموسم رياضي استثنائي محلي وقاري ودولي. الفضيحة هي البداية * ربما يكون كبر السن جعلني أكتب كلمات ليس لها مكان أصلاً في الرياضة لأن الرياضة تسامح وإخاء لدرجة (خلي أخلاقك رياضية)، لذلك أعتذر لكلمة فضيحة لأن الخسارة في كرة القدم ليست فضيحة وإنما فوز وخسارة والبطل واحد، ولكن النتيجة التي خرج بها المريخ أمام الشرطة القضارف التي ليس لها مبرر جعلتني أخرج عن طوري وأكتب (الفضيحة في انتظار لاعبي المريخ وجهازهم الفني، فضيحة من العيار الثقيل، فنجوم الفريق تاهوا أمام الشرطة القضارف ولم يلعبوا ولم يتحركوا والجهاز الفني كان مرفوعاً من الخدمة رغم أنه شاهد الفريق وهو ينهزم من الشرطة بهدف، ولا نقول أفلت من هزيمة تقيلة لأن السحب السوداء الداكنة كانت هي الأكثر ناحية مرمى الشرطة لكن أبوعشرين كان أبو متين). ولم يحقق المريخ ما اعتاد عليه في مباريات الإعداد إما فوزاً أو تعادلاً، بل تخلى الحظ تماماً عن كل نجوم المريخ. واحتار المتابعون داخل ملعب كسلا جراء ما حدث. وتعال شوف ليك شماتة من أصحاب المتوسطية في العلم والمعرفة بعناوين مغلوطة الإملاء والنحو وكأن المريخ أتى أمراً فرياً. فضوها يا أصحاب الأقلام الكج * أكتب للمريخ كهاوٍ منذ سنة 71 وأنا طالب ومحترف من سنة 83 لم يحدث أن رافقت المريخ في رحلة رسمية سواء أكانت مباراة محلية رسمية أو خارجية، ليس لأنني لا أجد فرصة لكن خوفي أن تكون قدمي (كج) على المريخ وسافرت مع المريخ في التمانينات للقضارف وكسلا بدعوة من الحبيب الصديق صاحب الصوت الجهوري كابتن زيدان ومرة بدعوة من سمي ابني ماهل أبوجنة للأبيض والفاشر والرحلات ودية. * هناك بعض الزملاء أقدامهم (كج) على المريخ منهم أربعة سافروا مع المريخ لكسلا (الأربعة مرة واحدة يا مفترين) أحدهم كان يتباخت به الصديق رمضان أحمد السيد ويوفر له (لبن الطير) ليرافق المريخ لدرجة خارجياً والنتيجة ولا مباراة واحدة عاد بها المريخ بنتيجة مُرضية حتى وإن كانت مع فريق الشكينيبة وأيضاً هناك رموز إدارية لم يحدث أن ترأست بعثة وأتوا بخير للمريخ. أنا لست متشائماً، أهلنا قالوا التكرار يعلم الحمار، فهؤلاء يحبون المريخ طبعاً لا وأبداً لا، فقط مصلحجية. السوكرتا في انتظاركم * من جانبي وأهواه في كل الظروف غالي الحروف حتى لو قُدر له أن يخسر في بورتسودان الليلة أمام حي العرب وتكررت مقولة (يا شبر يا زيدان مالو المريخ دائماً خسران في بورتسودان) فلن أحيد ولو درجة مليونية عن حب المريخ لكن تيم المريخ اليوم لا يهزمه إلا المريخ وأعنيكم يا من داخل المجلس وتعملون ضده ويا من تعملون ضد الجهاز الفني لدرجة الأناطين ويا من تبذرون سمومكم داخل اللاعبين ويا من تدفعون للعاطلين للسفر لنيالا وسنار والقضارف ويا زملاء المهنة (الكج) أن تتركوا المريخ لحاله ابتداءً من لقاء اليوم الذي نعتبره بداية التألق أداءً ونتيجة. * وبالطول بالعرض مريخنا يهز الأرض.