* لم نكن مغلظين في الإنتقاد عندما وجهنا اللوم لمجلسي (الوالي) قبل استقالته و(ونسي) بعد تعيينه بعد أن شارك كليهما في عدم التمديد للفرنسي غارزيتو والذي بسببه تلاشت ملامح قوة المريخ التي ظهرت ببصمة الأخير في دوري أبطال افريقيا (2015). * أهدر المجلسان عاماً ونيفاً بالتعاقد مع أجهزة فنية متواضعة مكررين أخطاء سابقة بالكربون دفع ثمنها المريخ بالخروج من دوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي من دور (الستة عشر) وأكمل توهانه الفني بمغادرة دور الترضية على يد فريق أقل ما يقال عنه أنه متواضع (الكوكب المراكشي المغربي). * الوالي قبل استقالته لم يجدد (لغارزيتو) وونسي بعد تعيينه أتى بالبلجيكي المغمور (لوك ايمال) في ديسمبر (2015) والذي أقيل في (مايو) من نفس العام ليتم التعاقد مع الثنائي برهان تية ومحسن سيّد في نفس الشهر وبعد أربعة أشهر فقط تم إقالتهما وتحديداً في (سبتمبر) لتسند المهمة الفنية للثنائي فاروق جبرة وأحمد السيّد حتى نهاية الموسم. * ومن جديد تم انتداب الألماني الفقير فنياً (انطوان هاي) في سبتمبر (2016) ليكتفي بالمشاهدة ويبدأ الإعداد ومن ثم تتم اقالته في (يناير 2017) عقب أول مباراة رسمية أمام الإتصالات الجيبوتي. * ويحمد للجنة التسيير الحالية تصحيحها لتلك الوضعية قبل الدخول في الغريق خلال بطولتي افريقيا والعرب وإعادة الداهية (غارزيتو) لنشاهد فريقاً مغاير تماماً عن الفريق الذي قاده كل من لوك ايمال وبرهان ومحسن وانطوان هاي. * هذه الجزئية تفترض أن تكون مدخلاً (للتصحيح) خلال المستقبل ودرساً يستفاد منه بعيداً عن التعامل مع ردود الأفعال الجماهيرية او الضغوطات الإعلامية لأن مؤشرات الفريق الحالية مبشرة مع استراتيجيات غارزيتو الذي وجد فريقاً وافر العناصر ويمتاز باللاعب (الجوكر) الذي يؤدي في أكثر من خانة وهى المشكلة التي قصمت ظهر المريخ في أبطال (2015). * عقد غارزيتو يجب أن لا يقل عن (ثلاثة مواسم) يمنح فيها الفرنسي (كامل الصلاحيات) دون تدخلات أو تأثيرات خارجية إن كنا نطمح في بناء فريق قوي ومهاب قارياً. * نعم، عدم استقرار المدارس الفنية وسياسة التقييم بالقطعة هى التي اقحمت كرتنا السودانية في نفق الإخفاقات وكهف غياب البطولات المظلم رغم الفرص التي اتيحت لأنديتنا في (2007) و (2009) و (2010) و (2012) و (2015) على صعيدي الأبطال والكونفدرالية. * عندما طالب غارزيتو بالاستغناء عن الغانيين (كوفي واوكرا) في تكميلية (2015) هاج إعلام المريخ وماج وثارت ثورة الجماهير بمبدأ (العاطفة) رغم أن الفرنسي كان يبحث عن العنصر الذي ينفذ استراتيجيته بالحرف دون تكاسل أو تخاذل وهو النهج الذي تعتمد عليه الفرق الكبرى في افريقيا. * دانييل ستوريدج مهاجم ليفربول الانجليزي كان كلمة السر مع الريدز في موسم (2014) محرزاً (22) هدف تحت قيادة الايرلندي (رودجرز) ولكن المهاجم الخطير يعتبر تقريباً خارج حسابات الالماني (كلوب) المدير الفني الحالي للريدز كونه لا يعتمد عليه اعتماداً مباشراً ومع ذلك يحقق الليفر نتائج جيّدة بالسنغالي ماني والانجليزي لالانا والبرازيليان كوتينهو وفيرمينيو. * وهذا يعني أن لكل مدرب فلسفته الفنية التي تخدمها عناصر بعينها لذلك نجد الأندية الأوروبية تمنح مدربيها كامل الصلاحيات في عمليات الاحلال والابدال. * الشكل الفني للمريخ رغم ضعف الخصم وضحت عليه معالم الانضباط التكتيكي بالكرة الممرحلة والضغط على الخصم وتنويع الهجمات وارتفاع النسق البدني وكل ذلك نتاج طبيعي لعمل غارزيتو الذي يجب ان يجد عقداً مريحاً يجعله يعمل باستراتيجية مستقبلية. * في أبطال (2015) وبجرأة شديدة منح غارزيتو الضوء الأخضر للاعب (شيبوب) رغم حداثة تجربته الافريقية وطالب بضمه للكشف الافريقي لدور المجموعات وقدم الاخير مردوداً جيّداً وأمس الأول قدّم (محمد هاشم التكت) بشجاعة الفرنسي المعهودة وبنظرة فنية ثاقبة. * ديناميكية حركة الوسط هى سر التفوق وإدارة غارزيتو للمباراة كانت مثالية جداً وتحديده للعناصر المشاركة وفقاً لظروف المباريات عمل فني متقن جداً يستحق الاشادة عليه. * نتمنى ان يتم توقيع عقد لثلاثة مواسم مع الفرنسي والإبتعاد عن سياسة التقييم بالقطعة وان يتم تقييم العمل ككل عقب المواسم الثلاثة ان كنا ننشد التطوّر ونسعى للتميّز القاري. * حاجة أخيرة كده :: مريخ غارزيتو مريخ مهاب إفريقيا.