بعيداً عن إنفعالات هزيمة أمس الأول الساحقة وبعيداً عن البحث عن شماعات لنعلّق عليها حجم السوء الذي حاق بالمريخ ببطولة سوداني للدوري الممتاز بعد أن تم إذلاله على أرضه ووسط جماهيره بتجرّعه لأكبر هزيمة في تاريخ مشاركاته بالدوري نكتب اليوم بصورة مختصرة جداً كتلخيص سريع جداً لحال الأحمر الذي ماعاد وهاجاً بل باهتاً وخافتاً. □ امتطى المريخ تذكرة طيران (الوالي) (ونسي) (الوالي) بتأشيرة خروج وعودة تعددت مسبباتها واختلفت مبرراتها بمحصّلة واضحة تعكس مدى الحال الإداري المزري لكرة القدم السودانية ومدى محدودية الإبداع الفكري للإدارة الرياضية الكروية. □ شخصياً لا أؤمن اطلاقاً بمبررات الرحيل التي ساقها الوالي عقب استقالته خلال خواتيم الموسم الماضي وكنت سأقبل بها إن لم يعد من جديد لكوكب الأحمر الوهاج عبر لجنة (تسيير) للمرّة الثانية في غضون (ثلاثة أعوام) عقب (2013) واهزوجة مجلس اللوردات. □ مريخ 2015 (بعيداً عن الدوري) كان نواة مثالية لفريق بطولات ناري على الصعيد القارّي إن تعامل الوالي مع تلك التوليفة والجهاز الفني بقدر عال من الطموح والأهداف الاستراتيجية بتخطيط دقيق لموسم (2016). □ ولكنه إختار الرحيل وكتابة سطر إدارته الأخير بالنادي الأحمر بعد أن صال وجال افريقياً وأصبح حديث النقاد والإعلاميين حتى بعض (عنصريي) البي ان سبورت أشادوا وصفقوا للأحمر وقتها عقب تحطيمه للكماشة الجزائرية. □ رحيل الوالي كان هو المشرط الذي مزّق نسيج ذلك الفريق لأنه ترك السفينة بلا ربّان وباتت مطية للقراصنة وعاشقي التدمير الممنهج. □ سئم الوالي العمل الرياضي ومل من السداد المتواصل دون دعومات خارجية وجل ذلك يعود لسياسته الخاطئة على مر السنين والتي (يحاول الآن إصلاحها). □ توقيت غريب وإصرار مريب على الرحيل لن يكون هذا وصفنا له (إن لم يعد) من جديد لأن عودته الأخيرة تفتح أكثر من نافذة تفوح منها روائح التساؤلات ! □ حط المريخ رحاله بمطار ونسي فبدأ العبث والتدمير المقنن و(السواطة) و (العواسة) وتم إفراغ الأحمر من مراكز قوته عنصراً تلو الآخر ليغادر الفريق الواصل لنصف نهائي دوري أبطال افريقيا الموسم الماضي محطة الكاف التنافسية أمام فريقين ضعيفين (سطيف) في الأبطال (وكبري مراكش) في الكونفدرالية. □ عندما تتخلّص من أيمن سعيد وتفقد شيبوب ولا تجدد لديديه وتتماطل وتتماطل وتتماطل في علاج أحد ركائز الموسم الماضي (جابسون سلمون) وتفشل في تحقيق إضافات نوعية و(تحنّس) و (تترجى) تراوري ولا تقوى على تقوية الأظهرة أو انتداب مهاجم صندوق ماركة كلتشي. □ وقبل كل ذلك ضعوا في مقدمة عهد ونسي الفشل الذريع في المحافظة على الجهاز الفني بقيادة الفرنسي غارزيتو عاشق الإنضباط ومانع الفوضى والتحزبات وإحضار ماسورة (10 بوصة) البلجيكي لوك ايمال. □ عندما تكون تلك الملفات التي حازت على الدرجة (0) من (100) خلال قيادتك للفريق فهى بالتأكيد حصيلة كارثية أشبه بمدينة زاهية الإخضرار عصفت بها الزلازل والبراكين وباتت مشوهة وحالكة السواد. □ انقضت محطة ونسي وعاد المريخ لمطار (الوالي) من جديد وهنا لا جديد يذكر ولكن قديم ممل يعاد خلافات وتصدعات وقلنا وقالوا وإقصاء للرأي الآخر على الصعيد الإداري. □ أما على صعيد فريق كرة القدم فيبدو أن تخطيط العائد لرئاسة النادي من جديد مازال يتقوقع حول (فترة لحظية) دون النظرة بعيدة المدى لأن من يضع اهدافاً للموسم الجديد لن يتعاقد بالتأكيد مع جهاز فني وطني ضعيف وهش كمحسن وبرهان ولجاء بمدير فني أجنبي ليبدأ غربلته خلال نصف الموسم المتبقي ويعمل للموسم الجديد. □ المصيبة أن القادم أسوأ وأمر فمواجهة نصف نهائي كأس السودان ستكون أمام الهلال الأبيّض (الأقرب في حالة فوزه على النسور) ومريخ أمس الأول من الإستحالة ان يهزم مريخ نيالا والأهلي مدني والنمرو والهلال وبالتالي فإن فقدان المركز الثاني على غرار نسخة 1996 يلوح في الأفق من جديد والذي سيقود بالتأكيد للفشل في التمثيل الافريقي في دوري الأبطال. □ حاجة أخيرة كده :: نستاهل طالما بدربنا واحد بعتمد في الفوز على (فنيلة مخططة بالعرض) !!