* شوط أحلى من العسل، وآخر أمرَّ من الحنظل. * المحصلة الكلية تأهل غير مشرف، بأمر بعض لاعبي المريخ. * ما أسهل إلقاء اللوم على المدرب كلما أتى لاعبو المريخ عادتهم الكريهة، وعادوا إلى التفريط ومارسوا نقص القادرين على التمام، وسمحوا لخصمٍ يقل عنهم في كل شيء بأن يحرجهم ويتفوق عليهم. * حدث ذلك في مباراة مريخ الفاشر، لأن السلاطين تحلوا بالروح القتالية والجدية التي افتقدها لاعبو الزعيم. * وتكرر أمس، في مباراة قدم فيها الموريتانيون درساً لا ينسى للاعبي المريخ. * خسر لاعبو تفرغ زينة لقاء الذهاب على أرضهم وبين أنصارهم، وتلقوا هدفين في الحصة الأولى للقاء الإياب، بحضور الآلاف من أنصار المريخ المتحمسين، فلم ييأسوا ولم يتسلل الإحباط إلى نفوسهم بتاتاً. * رفضوا الاستسلام، وقاتلوا بشراسة، ولعبوا بجدية وحماس ورغبة قوية في التعويض، ورفعوا شعار لا لليأس في مواجهة فريق يتفوق عليهم في كل شيء، ما عدا الروح والجدية والحماس، فتمكنوا من تقليص الفارق، ثم عادلوا النتيجة، ولولا ستر الله لأذلوا أباطرة المريخ في عقر دارهم وأمام أنصارهم. * كرة القدم لعبة مجهود وروح قتالية واندفاع بدني قوي، لا مجال فيها للتراخي. * انتهى الشوط الأول بتقدم المريخ بهدفين فظن لاعبو المريخ أن مهمتهم انتهت، وأنهم تأهلوا فعادوا إلى جرجرة الأقدام، ومارسوا أسوأ أنواع الاستهانة بالخصم، فتحول الفوز إلى تعادل، والفرحة إلى حسرة. * تمايلت جماهير المريخ طرباً في مدرجاتها عندما لعب فريقها بجدية وحماس في الحصة الأولى، وتململت وانزعجت وارتجفت فرقاً في شوط الاستهوان والاستخفاف والتفريط. * من تابعوا المباراة ظنوا أنهم تفرجوا على فريقين يرتديان الشعار الأحمر. * فريق يسجل من أول دقيقة، ويلعب بقوة وحماس وروح قتالية عالية، وينقل الكرة بسلاسة ويضغط على خصمه بلا رأفة، ويصنع الفرص على رأس كل دقيقة، ويركض لاعبوه بنشاط وحيوية وقوة. * وفريق آخر يجرجر لاعبوه أقدامهم بتثاقلٍ غريب، ويمارسون استهتاراً مقيتاً بالخصم، ويسمحون له بغزو منطقتهم المرة تلو الأخرى. * بالجدية والروح القتالية وصل لاعبو المريخ إلى مرمى زينة في أول دقيقة من الحصة الأولى. * وعندما بدأ مسلسل التفريط سنحت للموريتاني فرصة انفراد كامل بمرمى جمال سالم في أول دقيقة من الحصة الثانية! * فرصة خطيرة، ظننا أنها ستشكل جرس إنذار للاعبي المريخ، لكنها لم توقظهم من غفوتهم، ولم تشعرهم بالخطر المحدق بهم، حتى وصل الفريق الموريتاني للشباك الحمراء مرتين، وانقلب الفرح إلى توتر وقلق. * كثيرون لاموا غارزيتو على الطريقة التي أدار بها الحصة الثانية، واتهموه بالتفريط، ونحن لا نتفق معهم. * استبدل الفرنسي باسكال مضطراً، لأنه أصيب، وأدخل ضفر بديلاً له وأعاد رمضان إلى الطرف اليمين، وتصرفه منطقي. * أخرج أمير كمال لأنه كان أسوأ لاعبي المريخ، وأدخل راجي بديلاً له، ثم أخرج كليتشي وأدخل عاشور ولعب بخمسة لاعبين في خط المناورة سعياً لاستعادة السيطرة عليها، بعد أن دانت للفريق الموريتاني بالكامل. * تبديلات منطقية، عطفاً على الخيارات المتوافرة للمدرب في الدكة، وقد لعبت حركة عاشور وجديته (خلافاً لتثاقل راجي) دوراً في إعادة الحيوية لخط الوسط، ومكنت المريخ من تجنب الهزيمة والخروج المذل. * اما راجي وضفر فقد خصما من الفريق أكثر مما أضافا له، لأن الأول أخفق في إنقاص وزنه وفشل في رفع معدل لياقته البدنية، بينما تكفل الثاني بإهدار هدف سهل، كان سيقتل المباراة وينهي فورة حماس الخصوم. * باستثناء كونلي وصلاح نمر والسماني وثنائي المقدمة لم نر أي جدية ولا إجادة للبقية في مباراة الأمس. * بالطبع نحفظ لجمال سالم أنه أنقذ مرماه من هدف محقق في أول دقيقة للحصة الثانية. * سمح رمضان للمهاجم الموريتاني بالمرور منه بسهولة وفتح له الطريق إلى منطقة الجزاء قبل الهدف الأول، وشارك في الخطأ الذي نتج منه الهدف الثاني لأنه سقط أرضاً بلا مبرر، مفسحاً المجال لخصمه كي يمر ويمرر لزميله كرة من ذهب داخل المنطقة المحرمة، وكانت المحصلة هدفاً جعل الروح تبلغ الحلقوم. * بحمد الله أفلح المريخ في تحقيق مراده وعبر إلى نهائيات كبار القارة السمراء في بطولة العرب، لكن مباراة الأمس حملت في جوفها سلبيات كبيرة، تتعلق بالطريقة القبيحة التي يتعامل بها لاعبو المريخ مع المباريات المهمة، وتباين مردودهم على مدار الشوطين. * ذلك الأمر لا يتعلق بانخفاض الجاهزية البدنية وحدها، (مع تمام علمنا بأن الفريق يعاني من تلك الناحية)، بقدر ما يتعلق بغياب الحماس وضعف الجدية والاستهتار بالخصوم. * لو كان الأمر يتعلق بمشاكل الإعداد البدني وحدها لما حقق المريخ الفوز على الموريتاني في الحصة الثانية للقاء نواكشوط. * سلمت الجرة بتعادل بطعم الحظل، لكنها لن تسلم كل مرة لو تواصل مسلسل التفريط القبيح الذي مارسه لاعبو المريخ في مباراتين متتاليتين. * البركة في التأهل لمنازلة كبار العرب. آخر الحقائق * لو حدث تراجع المردود اللياقي لكل اللاعبين لقبلنا الحديث عن ضعف الإعداد الأولي للفريق. * كونلي ونمر والسماني وبكري وكليتشي خضعوا لذات الإعداد الذي ناله أمير ورمضان وراجي. * توقعنا من لاعبي المريخ أن يستخدموا خبرتهم للاحتفاظ بالكرة وخفض الإيقاع في الحصة الثانية ولم يفعلوا. * غابت الخبرة حتى في طريقة تنفيذ الركلة الركنية التي احتسبت للمريخ في آخر دقيقة من الزمن المبدد. * الطبيعي أن تلعب قصيرة وتبقى بجوار الراية كي تستهلك الثواني المتبقية، لكنهم نفذوها سريعاً فضاعت وارتدت لتشكل خطراً داهماً على الفريق. * يجب على أمير كمال ورمضان عجب أن يراجعا مسيرتهما بسرعة. * لاعبان كانا مضرب المثل في الجدية وثبات المستوى وارتفاع المردود اللياقي، تراجع مردودهما في الموسم الحالي، وباتا يشكلان عبئاً على الفريق. * أجاد رمضان في الحصة الأولى عندما لعب في يمين الوسط وصنع الهدف الأول. * بعودته للدفاع انفتحت بوابة الناحية اليمنى على مصراعيها ونتج منها هدفا زينة. * بسبب ضعف أداء رمضان وأمير وضفر وراجي فقد المريخ زمام المبادرة في الحصة الثانية، وخسر تقدمه وكاد يتعرض للهزيمة. * مثلما تطرقنا إلى سوء أداء الرباعي لابد أن نمنح الموهوب الممتع الرشيق السماني الصاوي حقه كاملاً لأنه كان النجم الأول للقاء الأمس. * سيما نجم النجوم بلا منازع. * أدى الواجب الدفاعي بنشاط وحماس ولياقة عالية، وفتح ممرات آمنة في دفاع الموريتاني، وسبب له صداعاً مستمراً على مدى تسعين دقيقة. * أدى ثنائي الهجوم واجبه وسجل بكري وكليتشي هدفين مبكرين. * من لاموا غارزيتو على عدم إشراكه للغربال وأوجو لم يشاهدوا اللاعبين المذكورين أمام مريخ الفاشر. * كانا الأسوأ، واستحقا الاستبعاد من قائمة المباراة ناهيك عن التشكيلة الأساسية. * اللوم لا يقع على غارزيتو، بقدر ما يقع على نجوم كبار لا يحترمون موهبتهم ولا يحافظون على لياقتهم. * تأثر المريخ بخروج باسكال الذي صنع الهدف الثاني بعكسية متقنة وقفل الناحية اليمنى بالضبة والمفتاح حتى خرج مصاباً بشد في العضلة الخلفية. * في تألقه أبلغ رد على هواة (الموسرة) الذين أفتوا بأنه صفقة خاسرة. * حتى صلاح نمر لعب بطريقة جيدة وأفلح في إبعاد كل الكرات العالية ولم نرصد له أي خطأ مؤثر. * لم نفتقد علاء الدين مثلما فعل البعض، لأنه اختار أن يكتب على سطر ويترك سطراً. * على فييرا أن يستوعب حقيقة مهمة، مفادها أن وجوده بالبنطلون والقميص بجوار دكة البدلاء لا يخدم فريقه بشيء. * حجب حافز التأهل سيظلم الجادين. * الخصم ينبغي أن يطال المتقاعسين وحدهم. * من لاموا غارزيتو على لجوئه إلى المداورة وعدم إشراكه للأساسيين في مباراة مريخ الفاشر وجدوا الرد حاضراً أمامهم في لقاء الموريتاني. * لو فعل ذلك لحلت الكارثة بالمريخ ولخسر لقاء الأمس. * أراح تسعة من الأساسيين، ومع ذلك عجز بعضهم عن الركض في الحصة الثانية. * نحمد الله على أن الأحمر تأهل، لأن فقدان ورقة الترقي للنهائيات العربية كان سيشكل ضربة قاسية للفريق. * دروس لقاء الأمس ينبغي أن تخضع لدراسة وافية من المجلس والجهاز الفني واللاعبين أنفسهم. * وجدنا بعض العزاء في الأداء الراقي للزعيم في الحصة الأولى. * سرعة ومهارة وخفة وانتشار سليم ودقة في التسليم والتسلم وقدرة فائقة على صناعة الفرص وتنويع الهجمات من العمق والطرفين. * أثبتت المباراة أننا كنا على حق عندما أظهرنا تخوفنا منها. * سيما الصاوي.. للمتعة عنوان. * خبر الأمس: كونلي الجاهز.. (رمز الحماية)! * آخر خبر: محصلة اللقاء: (مزيج العسل والحنظل)!