* أظهرت انتخابات رابطتي التحكيم والتدريب المعنية بجمعية اتحاد الكرة العمومية، مدى الرفض الذي يتملك الحكام والمدربين تجاه قيادتهم التاريخية، حيث فشل صلاح أحمد محمد صالح أمس الأول برفقة صديقه وزميله أحمد النجومي في مواجهة مغمورين، حيث فازوا عليهما بفارق ثلاثة أصوات، وظهر أمس لحق كابتن مازدا وصديقه إسماعيل عطا المنان لحقا أمات طه، حيث خسرا رهانهما وتقاصرت رقابهما أمام مدربين لم نسمع بهما من قبل أبدا أبدا. * الرأي عندي هو، أن أفضل ما أتت به هذه الانتخابات، رغم رفضنا للمجموعتين، هو سقوط مازذا وإسماعيل ومن قبلهما صلاح والنجومي، نقول هذا لأن هولاء الرجال لم يختشوا ولم يخجلوا ولم يشبعوا أبدا من المناصب، فجميعهم مكث سنين عديدة في هذه المناصب وكأن حواء السودان لم تلد غيرهم. * ماذا كان سيضير هذه المجموعة أو هولاء الخالدين، لو أنهم فسحوا المجال لوجوه جديدة ومؤهلة، فيظن الناس أنهم حادبون على المصلحة العامة وليس المصلحة الخاصة؟ * لقد وصل الحال بقادة لجنتي التحكيم والتدرب مرحلة الطغيان والاستبداد القبيح، حتى ظنوا أنهم خالدون فيها أبدا، وما دروا أن الواحد القهار هو الذي يؤتي الملك من يشاء وينزعه نزعا عنوة وقوة ممن يشاء. * لم تسقط لجنتي التدريب والتحكيم بعظماء أكفاء، ولم يطيحوا بهم وجهاء علماء خبراء، ولكن نالوا حتفهم على أيادي أخفياء لا يعلمهم أحد ولم يشعر بهم من قبل بشر، فيا ليت الساقطون يدركون أنهم أصبحوا أقل مما كانوا يتخيلون ويعتقدون. * لا نعني بقولنا هذا أن القادمين أفضل من السابقين، لا وألف لا، ولكن القدامى أفرطوا وأدمنوا المناصب على حساب الأجيال والطموحات، رغم أنهم أعلى كفاءة وخبرة وعلم من القادمين، ولكنهم لم يحسنوا الإدارة. * مازدا لو تعامل بعقله وفكره وعلمه، كان عليه أن يأتي بمن يخلفه في هذا المنصب وفي هذا التوقيت، ولكن يبدو أنه عجز عن مقاومة النفس الأمارة بالإمارة. * مازدا أسس للشلليات والتكتلات، فأبعد معظم المدربين الشباب الناجحين العاملين، عن حساباته وظل يعتمد على أسماء ملتها الناس وكرهت أن تسمع أسماءهم المكرورة بلا فكرة أو إنجاز. * ما هي كفاءة اسماعيل عطا المنان والديبة وناس زعيط ومعيط، حتى يفضلهم مازدا؟ مقابل ما يقدمه شرف احمد موسى والفاتح النقر ومحمد الطيب و إبراهومة وحداثة وماو، وفاروق جبرة وغيرهم كثر. * مازدا نفسه على مستوى المنتخب قتله وجعله يحتل أسوأ ترتيب له منذ تأسيسه، ومع هذا كله يرفض أن يسلمه لأحد الناجحين العاملين بقوة في الممتاز، إذن ذهابه عنوة أفضل ما دام أنه رفض أن يحترم نفسه ووطنه. * أما الأخ صلاح أحمد محمد صالح، أني أقدر عمله ولجنته المركزية، رغم صياح وبكاء كل الأندية والإعلام بسبب أداء الحكام، ولكن في رأي أنه استطاع مصارعة الظروف وحافظ بقوة على سمعة الحكم السوداني، فقد انتشر الحكام السودانيين في أنحاء القارة الأفريقية وقدموا عملا وجد الإشادة من الكافة، وهذا هو الأمر المهم وهو الذي يحدد عمل الرجال واللجان. * كما أن صلاح ولجنته استطاعوا أن يستعينوا بحكام شباب مؤهلين أكاديميا و لهم الخبرة الكافية في مجال كرة القدم، وسيكونون خير دعم وسند للتحكيم المحلي والدولي بإذن الله. * إذن ما نأخذه على صاح هو عدم إفساحه المجال لغيره حتى يتبوأ رئاسة المركزية، كما أنه لا يقل عن رفيقه مازدا في الاحتكارية والشللية البغيضة وتقريب من يحب ويرفس من يكره، وهنا تكمن كل علل بلادنا بكل تأكيد. * نتساءل بشده ما هو نوع التوافق الرياضي الذي يريده مولانا هارون ولجنته التوافقية. * نأمل يتوافق الجميع على إبعاد معتصم وسر اختم عن الرئاسة، والإتيان بشخص كفؤ وقوي وأمين وصادق، ينفذ القوانين واللوائح ولا يخشى ناديي القمة ، عندها سيكون الوفاق مفيدا للكرة ورفعتها. * أما إذا أتى الوفاق بتوافق المجموعتين فيكون الرماد كال الكرة السودانية، فبدلا من مصيبة واحدة تبقى مصيبتين في جسد واحد، أعوذ بالله. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح، نردد اللهم أحفظ السودان وأهله.