× يجب علينا أولا وقبل أن نتحدث عن أحداث مباراة الأمس من النواحي الفنية، علينا أن نسوق التهنئة لكافة مكونات لقاء القمة الأفريقي الذي تابعناه بالأمس من جوهرة الهلال الزرقاء. × لا بد لنا أن نشكر ذلك التنظيم الرفيع ، وتلك اللوحة الجميلة التي كانت داخل الاستاد من كل النواحي. × وكم كان سلوك وأخلاق لاعبي الفريقين عالية ومتآلفة، ومتفرغة تماما لعملها دون محاككات أو مصادمات، رغم أن كرة القدم قائمة على المدافعة والمصارعة والمكاتفة. × صحيح كانت تحدث بعض الاحتكاكات هنا وهناك كأمر طبيعي لكرة القدم ومتطلباتها، ولكن كان الأمر الأجمل والأروع تلك الروح الأخوية بين اللاعبين، وهم يساعدون بعضهم على القيام، ويوقفون اللعب للعلاج حتى إن كان خصما، وحدث هذا من علي جعفر والمريخ كان متأخرا بهدف، هذه هو الفهم المتقدم لكرة القدم وكل التنافس الرياضي بكل تأكيد. × وكذلك قدمت جماهير الناديين صورة زاهية بتلك اللوحات الجميلة والأساليب المستحدثة في فنون التشجيع البديع الأنيق. × وأجمل ما في هذه اللوحة الجماهيرية تمثلت في عدم ظهور المقذوفات والقوارير، وكل أنواع التفلتات التي كنا نخشى حدوثها، هذه الصورة سترفع من قدرنا عند الآخرين. × ولا يمكن أن نتحدث عن الجمال ولا نذكر، جمال الجوهرة الزرقاء، والتي بان جمالها وظهر حسنها ليلة أمس، وهي تجمل الجمهور قبل أن يجملها، وتنير شاشات التلفاز قبل أن تنيرها، وتعكس صورة بالغة الحسن للعالم، الذي ظل يتهكم على ملاعبنا وإنارتها وأشكالها الهرئة، فلن يستطيع أحد بعد اليوم أن يقول عنا كلمة منقصة أو مذمة أبدا أبدا. × وحتى التحكيم كان رائعا، لولا أنه تغاضى عن لمسة يد داخل ال 18 لصالح المريخ ، فحرم الأحمر من ركلة جزاء كانت كفلت له الثلاث نقاط. × أما عن مستوى المباراة بصورة عامة كان جيدا من الطرفين، مع تفوق للهلال في وسط الملعب، وضعف بائن للمريخ في هذه المنطقة وعلى وجه الخصوص منطقة المحاور وقلبي الدفاع. × كل خطورة المريخ كانت تظهر عندما يستلم لاعبوه الكرة ويتقدمون نحو منطقة الهلال. × عانى المريخ بصورة واضحة وجلية من التمرير الخطأ، خاصة من المدافعين ولاعبي الوسط. × ولولاء سوء لاعبي الهلال وخوفهم ، لنال مرمى جمال سالم أهدافا كثيرة، بسبب سوء فكر أمير كمال وعلي جعفر وباسكال وحتى عاشور. × وظهر على لاعبي المريخ البطء القبيح عندما يفتقدون الكرة، فلا يضغطون على لاعبي الهلال بقوة، بل يتابعونهم حتى مشارف مرماهم. × الهدف الذي أحرزه شيبولا، لا يدخل في فريق ناشئ، أو فريق حلة، لأن كل عناصر الدفاع كانت متواجدة وحاضرة جسديا، ولكنه التباطوء والتراخي والتواكل، الذي جعل الهلال يحرز هدفا أخجلنا قبل أن يغيظنا. × ولكن كل الروعة والمتعة تمثلت وتجمعت في ذلك الهدف الصاوي، الذي أكد كفاءة لاعب وقدرة فتى، يحتاج لبيئة تجعله أكثر لمعانا وانتشارا. × كان الأمل معقودا بشدة على أن يكسب الأحمر نقاط الأزرق عشية أمس، ولكن مما رأيناه من تراخ وتكاسل جعلنا نقنع بالنقطة، على أمل سحب نقاطنا الثلاث في مباراة العودة مع الأزرق، إن شاء الله تعالى. الذهبية الأخيرة × وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نقول، يتوجب على الصفوة أن تدرك أن هذه المباراة محسوبة خارج الأرض ، يعني لها ما بعدها إذا تشابكت الأمور مستقبلا، إذن الأحمر هو المنتصر عشية الأمس.