للمرة الألف وبمسؤولية تامة أقول وأؤكد مخطئ من يحسب أن ما تشهده كرة القدم معركة بين المدهش والدكتور أو بين الهلال والمريخ وإنما هي معركة بين مؤسسات ومنسوبي الدولة في السلطة والاتحاد الدولي، ولن أقول بين الفيفا والدولة لأن هذه المعركة يشهدها السودان لأول مرة في وقت توافق فيه قانون الدولة مع الفيفا، حيث أمن على أهليتها وحاكميتها وهو ما لم ينص عليه قانون سابق، لهذا فإن مصدر الغرابة في أزمة اليوم أن من افتعلها من أجهزة رسمية أو من سكت عليها من مسؤولي الدولة على كل مستوياتهم فإنهم لأول مرة يتسببون في أزمة مفتعلة ليست محل أي خلاف أو تعارض بين الفيفا وقانون الدولة الساري- قانون 2016- لهذا كم هو غريب أن تخالف الدولة قانونها وتفتعل هذه الأزمة مع الفيفا في الوقت الذي أمن قانونها لأول مرة على حاكمية الفيفا مع أن الدولة نفسها ظلت تجمد قانونها في كل الأزمات مع الفيفا وتعترف بحاكميتها حرصاً على التزامها بأهم شروط قبول عضويتها في الفيفا ولكم هو مؤسف أن نشهد منسوبين للدولة على أرفع مستوياتها أن يصرحوا علانية على أنهم يقفون على الحياد بين طرفين كلاهما تحت حاكمية الفيفا بأمر قانون الدولة نفسه وكلاهما ليس لأي منهما أي قوة أو سلطة في حسم خلاف هو بين الفيفا ومؤسسات رسمية في الدولة أعطت نفسها حق التدخل في شأن الاتحاد رغم أنها أصدرت أول قانون يرفع يد الدولة من التدخل في شأن الاتحاد ولكن يبقى السؤال المهم للمسؤولين بالدولة: هل يحق لهم أن يلزموا الحياد بين اتحادين يتصارعان لإدارة الاتحاد وقانون الدولة نفسه ينص على شرطين يقولان لابد أن يكون للدولة اتحاد واحد. وثانياً أن يكون معتمداً من الفيفا، فكيف للدولة أن تلتزم الحياد بين اتحادين واحد منهما ترفضه الفيفا ولا تعترف به وأهلية الفيفا وسلطتها نفسها لا تقف على اللائحة الدولية وحدها بل أكد على سلطتها قانون 2016 المجاز من البرلمان ويحمل توقيع رئيبس الجمهورية والذي أمن حاكمية الفيفا لأول مرة، فكيف إذن تسكت الدولة على اتحاد يرفضه قانون الدولة نفسه فينصب نفسه قوة فوق الفيفا تحت حماية بعض أجهزة الدولة أو منظماتها السياسية فهل تعلوا قراراتهم على لوائح الفيفا التي أمن قانون الدولة على حاكميتها، فمن أين لها القوة إذن ولماذا تسكت على موقفها هذا مؤسسات الدولة العليا التي تشهد كل سوابقها حرصها على احترام عضويتها في الفيفا. ودعونا نقف مع قانون 2016 وله الحاكمية على الدولة وكل مؤسساتها: 1- المادة 8- فقرة-1- (ينشأ لأي نشاط رياضي وفقاً لنظامه الأساسي المنصوص عليه في أحكام هذا القانون أو نظامه الأساسي المقيد بتوافقه مع النظام الأساسي للاتحاد الدولي للنشاط حسبما يكون الحال والمجاز بواسط الجمعية العمومية) وأزمة اليوم سببها عدم اعتماد الفيفا للنظام الأساسي الذي أجازته الجمعية وقرار الاتحاد الدولي حول تأجيل انعقاد الجمعية فكيف تكون هناك شرعية لجمعية تنعقد في مخالفة صريحة لهذه المادة من قانون الدولة ناهيك عن قانون الفيفا. 2- المادة 21 من قانون 2016 فقرة-1-(تقوم لجنة مستقلة بإجراء انتخابات لكل من اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية التي تخضع انتخاباتها للنظم الأساسية للاتحادات الدولية النظيرة لها وتنتخب هذه اللجنة بواسطة الجمعية) نص واضح ويؤكد حاكمية النظم الأساسية للفيفا على لجنة الانتخابات والفيفا هي التي أجلت انعقاد الجمعية وهو قرار نافذ وملزم وواجب التنفيذ ومن يرفضه لا يملك إلا الالتزام به والطعن فيه فقط أمام لوزان وليس أي جهة أخرى، ولا يوقف تنفيذه إلا بقرار صادر من لوزان وهو ما لم يحدث، فمن أين للجنة الانتخابات أو لأي جهاز في الدولة هذه العنترية. 3- المادة 21 فقرة -1-(تقوم لجنة مستقلة بإجراء انتخابات لكل من اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية التي تخضع انتخاباتها للنظم الأساسية للاتحادات الدولية) كيف يحق إذن للجنة انتخابات أن تعقدها بالرغم من قرار الاتحاد الدولي وهي ملزمة بقراراته وليس قرارات أي جهة أخرى طالما أن القانون نفسه نص على أنها تخضع للاتحادات الدولية والاتحاد الدولة ألغى انعقادها وهو قرار ملزم ونافذ. خلاصة ما أرمي إليه أن موقف الدولة بكل مكوناتها تسبب في هذه الأزمة في مخالفة لقانون الدولة نفسه قبل مخالفاتها وخروجها على الفيفا الأعلى سلطة. الأمر الذي يعني أن الدولة على أرفع مستوياتها تتحمل مسؤولية هذه الأزمة وهي تقف موقف المتفرج من مخالفة ستقود حتماً للعقاب بالتجميد. ولكم كان أكرم للدولة لو أنها حقاً رافضة للواقع الذي نشهده أن تقرر هي التجميد بغرض إعادة النظر في هذا الهيكل الرياضي غير المواكب للدستور والمدمر للرياضة ويبقى أخيراً سؤالي لهلال الكاردينال والأندية المتمردة معه حسب حديثه (هل سيعودون لممارسة الدافوري) وإهدار المليارات فيه؟ وأما – الحكم الدولي سيحة أقول له (وأنت تأمر الحكام ألا يخضعوا للاتحاد المعترف به من الفيفا فتحت أي قانون سيحكمون؟، وهل ستفصل في نزاعاتهم وزارة العدل، وما هو مستقبلهم بعد أن تلفظهم الفيفا ياسيحة?!