* قرار مجلس إدارة نادي الموردة بالدخول في عالم تسويق اللاعبين ليس بمآساة أو نهاية الدنيا كما يرى بعض المورداب وعلى رأسهم الأخ الصديق محمد حامد الجزولي. * الأخ محمد حامد عضو مجلس إدارة نادي الموردة ورئيس رابطة المشجعين موردابي قح، من سلالة أهل الموردة الأصليين الذين سكنوا المنطقة ويكفي إنه ابن الهرم الموردابي الكبير حامد الجزولي له الرحمة. * الأخ محمد حامد يملأه شعور الكبرياء والعزة بالهلب، ويرى إن التنافس الكروي في السودان بدأ أولاً بين الموردة وتيم عباس في أواخر عشرينات القرن الماضي قبل أن تأتي ظاهرة * الأخ محمد حامد يرى إن الموردة لا تقل عن فريقي العرضة وينبغي أن تتعامل معهما كندين مثلما يتعاملان مع بعضهما، فالمريخ مثلاً لن يستطيع أن يتقدم اليوم لنادي الهلال طالباً خدمات سادومبا ومهند الطاهر وعمر بخيت.. * وبنفس القدر لن يستطيع نادي الهلال التوجه بخطاب للمريخ طالباً خدمات سكواها وكلتشي وأكرم، لأن الفريقين نادين كبيرين ويتحركان باستمرار في سباق القوة والتسلح فكل منهما هدفه السيادة على النادي الآخر والتفوق عليه. * وبنفس القدر فالأخ محمد حامد يرى إن موردة الأصالة والحضارة أكبر من المريخ والهلال ومنافسة لهما في البطولات ولا يجوز أن تتنازل عن لاعبيها المميزين لفريقي العرضة إلا إذا تبادل فريقا العرضة بيع لاعبيهما! * الواقعيون يقولون إن الموردة كانت نداً قوياً لفريقي العرضة حتى قبل عقدين من الزمان ولكن في العشرين عاماً الأخيرة لم تعد الموردة تمثل نداً قوياً لفريقي العرضة بسبب الكثير من المتغيرات التي حدثت في الساحة، خاصة بعد أن أصبح المليارديرات يدعمون ويقودون فريقي العرضة دون سائر الأندية.. * فريقا العرضة يملكان الجماهيرية الطاغية والإمكانات المادية الكبيرة لدرجة ضم محترفين بملايين الدولارات في السنوات الأخيرة، مما جعل البون شاسعاً بينهما وبين كافة الفرق السودانية الأخرى ومن ضمنها الموردة، ويكفي إن التنافس على بطولة الدوري الممتاز منذ إنشائها انحصر على فريقي العرضة وبفارق أصبح مهولاً بينهما وبين بقية الفرق في السنوات الأخيرة. * وحتى وجود الموردة كفريق ثالث منافس لفريقي العرضة، ويحتل المركز الثالث في الدوري انتهى عهده، ففي السنوات الأخيرة أصبح المركز الثالث يتأرجح بين فرق الخرطوم والأمل والنيل.. بعيداً عن فريق الموردة الذي تراجع وأصبح ضمن فرق الوسط والمؤخرة، بل أصبح خلال السنوات الأخيرة يكافح في كل عام من أجل البقاء بالممتاز. * ويخشى أن يستمر هذا التراجع فتقع الفأس على الرأس ويهبط فريق الموردة من الممتاز بسبب شح المال وانعدام الإمكانات. * لهذا رأى العقلاء ضرورة أن يتخلى نادي الموردة عن كبريائه القديم ويواكب تطورات العصر الذي تحولت فيه كرة القدم إلى صناعة وتسويق، وإن عهد ولاء اللاعب للنادي والشعار بالفطرة والميلاد قد انتهى إلى غير رجعة، فأصبحت الكرة بالنسبة للاعب احتراف وعمل وأكل عيش وبزنس. * معظم أهل الموردة اقتنعوا في السنوات الأخيرة بمتغيرات العصر الحديث ورأوا أنه لا مفر من دخول عالم التسويق لتوفير المال للنادي كي يتمكن من مقابلة المنصرفات المتصاعدة ومنافسة الأندية الأخرى في الحصول على اللاعبين المتميزين. * تشدد البعض في الموردة واصرارهم على التمسك بالسياسات القديمة ووقوفهم ضد سياسات العصر من تسويق وبزنس واحتراف، واستخدامهم للخشونة والتجريح الشخصي ضد المخالفين لرأيهم تسبب في ابتعاد العديد من كبار إداريي الموردة وداعميها وآخرهم البروف تميم. * إذا تواصل ابتعاد رجال الموردة وداعميها على قلتهم يخشى أن نجد نادي الموردة بلا داعمين وبلا إداريين فيضمحل وينزوي بعيداً كنادٍ صغير ويلحق ببري والتحرير ونيل الخرطوم وغيرها من الأندية التي كان لها نفوذ كبير وكانت تملأ الساحة وتصول وتجول في عقود القرن الماضي!! * عندما قام مجلس الموردة الأسبق ببيع اللاعب صالح سراً في منتصف الليل، استنكر الجميع تلك الخطوة التي أثارت الشبهات.. حيث كان ينبغي عرض اللاعب للتسويق علناً كي يحقق نادي الموردة أكبر عائد في صفقة بيع صالح الذي كان مرغوباً بشدة وقتها في ناديي العرضة. * ما قرره مجلس الموردة الحالي بالأغلبية ومن أجل مصلحة النادي بعرض لاعبيه الطاهر ورمضان للتسويق ولمن يدفع أكثر، قرار واضح ولا غبار عليه ينشد مصلحة النادي ويرفع طموح اللاعبين ويشجعهم على الإجادة والاجتهاد. * اللاعبان رمضان عجب والطاهر الحاج من اللاعبين العاديين وليس فلتتين.. وقد يختلف حولهما الفنيون في القمة فالبعض قد يرى إن القمة تضم أفضل منهما، بينما يرى آخرون إنهما خامتان جيدتان يلعبان في وظيفتين تحتاجان للدعم في نادي القمة ولهذا يتم السعي نحوهما. * قرار الموردة ببيع اللاعبين لا يعني انهيار فريق الموردة، فالمقابل المالي يمكن توظيفه لاستقدام لاعبين أفضل وفي خانات تحتاج للدعم في فريق الموردة، وبالتالي يمكن وصف قرار تسويق اللاعبين الطاهر ورمضان بالقرار الذكي.. * توفر المال في خزينة الموردة والاستفادة منه في دعم كل خطوط الفريق بلاعبين خبرة ومواهب شابة قد يعيد القوة لفريق الموردة بالتدريج، ومن ثم يعود الفريق منافساً أول لفريقي العرضة وممثلاً دائماً للبلاد على المستوى الافريقي. * صديقي المهندس الجيولوجي عبدالرحمن حسن شيخ إدريس.. وهو موردابي من أبناء بورتسودان، يعشق الموردة بجنون ويحرص على دخول كل مبارياتها في الاستاد.. لم يعجبه حال الموردة في السنوات الأخيرة ولهذا أعلن تأييده لقرارات المجلس وعرض اللاعبين للتسويق في العلن.. وطالب الرافضين للتسويق بقبول الأمر واعتبارها تجربة تستمر بضع سنوات وبعدها يمكن تقييم نتائجها. * الموردة مجتمع صغير ورجاله معروفين بالوفاء والإخلاص والرغبة في خدمة ناديهم.. وما حدث من فجور في الخصومة وتلك العبارات الجارحة التي وردت في الرسائل الهاتفية لا يشبه هذا المجتمع المتفرد. * نأمل من عقلاء الموردة الجلوس مع كل الأطراف لرأب الصدع والتماسك، ومطالبة أصحاب العبارات الجارحة والمسيئة الإعتذار والارتضاء بحكم الشورى والديمقراطية، وبإذن الله سيعود الهلب مارداً يهز الأرض تحت أقدام الجميع. * وتعود أنغام.. نعم.. نعم مورداب.. أحبكم..