* اعتمد الاتحاد السوداني بقوة رأس وتعمد، طريقة نظام المجموعتين لتنافس أندية الدرجة الممتازة بدءاً من فبراير المقبل. * كنا قد عددنا الجوانب السلبية لهذا النظام، وأكدنا أنه سيقتل التنافس المترنح أصلاً، ويلحقه أمات طه. * ولكن اتحاد البروف العائد للسلطة مجدداً رفض أن يلتفت لما نقول ونوصف، رغم أن كل مبرراتهم وقتية وآنية، ولا تستحق أن نخرب لها نظاماً معتاداً في كل دول العالم. * يقول الاتحاد العام في توضيحاته التي جبرته لتغيير النظام القديم، أن موسم الكاف فرض عليهم أن ينهوا الموسم في سبتمبر المقبل، كما أنهم وجدوا أن الدرجة المسمى بالممتازة قد ترهلت بعد تلك الفوضى التي حدثت من جانب الكاردينال وأمل عطبرة واتحاد الضياع المنصرف. * 18 نادياً في حساب الاتحاد الجديد كثيرة خلاص على الدرجة الممتازة، لأنها ستولد أندية ضعيفة وغير مؤهلة لتكون ضمن الممتاز. * فأوضحوا أنهم سيهبطون أربعة أندية من الممتاز هذا الموسم، ولن يسمحوا بغير صعود ناديين للممتاز، لتعود الدرجة الممتازة إلى ما قبل فوضى الكاردينال واتحاد أسامة عطا المنان، إلى ستة عشر نادياً فقط. * الرأي عندي هو، أن كل هذه المبررات ما كانت ستكون عصية التحقيق لو ترك النظام القديم معمولاً به. * كان بالمستطاع إنهاء الدوري خلال سبعة أشهر بدلاً عن تسع، بس يبتعدوا عن مجاملات القمة، والحرص على إقامة كل المباريات في وقتها، مع ضغط بعد الأسابيع بأسلوب مدروس ومخطط له بدقة، كما الحال في نظام (البوكسن داي) في الدوري الإنجليزي. * أما فكرة إرجاع عدد الأندية إلى ستة عشر نادياً، فهذا أمر والله لم نستطع فهمه، لأن الدنيا كلها ذاهبة للأمام، ونحن نشاهد الدوريات الأوروبية جميعها ومعظم الدول العربية، تضم عشرين نادياً في الدرجة الممتازة. * صحيح الوضع الاقتصادي غير مشجع بل محبط، ولكن تبقى كرة القدم ونشاطها، يمثل أهم أنواع الاقتصاد العالمي، لأن بالدوريات استثمارات واضحة ومغرية، لا توجد في أي نشاط مواز أو نظير بكل تأكيد. * و من هذا الجانب يتضح سوء تقليل الأندية، وكذلك نظام المجموعتين، فكل هذه الشئون تقتل الروح عند المستثمرين، مثل الرعاية والقنوات الناقلة وشركات الإعلان، كل هؤلاء المستثمرين لا يمكن أن يدخلوا في دوري مقهور ونظام مبتور بهذا الشكل أبداً أبداً. * كل المبررات التي اتكل عليها الاتحاد العام، كان بالإمكان التعامل معها من خلال النظام القديم بلا جدال. * ومن أكبر المصائب علينا التي جلبتها العبقرية الجديدة، هو التفكير في إنشاء درجة وسيطة، تكون بين الدرجة الممتازة والدرجات الأول في الولايات المختلفة. * الفكرة ظاهرها فيه الدهشة والإعجاب، ولكن باطنها ينبئ بالخراب. * يرى الاتحاد أن هناك أربعة أندية ستدق الدلجة، وتخرج من الدرجة الممتازة، فبدلاً من أن تذهب لدارها لتنافس نظرائها هناك ثم تعود أو لا تعود، تبقى بالدرجة الوسيطة. * وطبعاً عندما نتحدث عن درجة، يختلف الأمر تماماً ونحن نتحدث عن منافسة، فالدرجة لها مطلوبات ومعينات كثيرة ما في ذلك شك. * فالأربعة أندية الهابطة الموسم القادم ستكون نواة للدرجة العبيطة، ثم بعد ذلك هناك خياران لا ثالث لهما، وهما إما أن يضاف لها الأندية التي نافست الموسم المنصرم ولم تصعد، مثل الميرغني والنضال والبقية، أو يضاف لها أبطال الولايات ال18. * فالدرجة الوسيطة في رأينا المرفوض عند الاتحاد، يرى أنها زيادة أعباء وإرهاق، والاتحاد لا طاقة له بهما البتة. * الدرجة تحتاج لتنافس منظم ومحدد ومعروف، فهل نحن الآن نمتلك هذه المقومات لنسير نشاط درجة وسيطة بجانب الممتاز وكأس السودان؟ * هذه الدرجة تحتاج أولاً للملاعب فهل لدينا الملاعب الكافية للممتاز فقط دعك من الدرجة الوسيطة وبقية المنافسات، وتحتاج هذه الدرجة لحكام لا يقلون مستوى عن الممتاز، فهل لدينا الكفاءات الكافية لتدير الممتاز والدرجات الأخرى بجانب الوسيطة يا عامر؟ * هذه الدرجة تحتاج لحراسة وحماية، فهل نستطيع توفيرها بشكلها المطلوب؟ * وحتى على مستوى الإدارة فهي تحتاج إداريين على قدرات تفوق إداري الدرجة الأولى فأين هم يا بروف وأنت سيد العالمين. ذهبيات * يتوجب على الاتحاد العام أن لا يرهق نفسه في تغيرات متسرعة ومتعجلة، فتكون عاقبتها شراً مستطيراً. * كنا نتوقع أن يعمل اتحاد شداد هذه الأيام على تنظيف وكنس آثار الاتحاد المنصرف وبس. * المجموعتان ستشوه صورة وشكل تنافس الدوري الممتاز. * الدرجة الوسيطة فكرة جميلة ولكنها تحتاج مواعين وكفاءات إدارية وفنية لا نمتلكها. * الظروف الاقتصادية التي يتعلل بها الاتحاد، هي نفسها التي ستقتل الدرجة الوسيطة. * أعجبني جداً أمس لاعب الطرف الأيمن للمنتخب وهو لاعب الهلال السموأل ميرغني. * لاعب ما شاء الله قوي وواثق من نفسه وعارف بيعمل في شنو. * لو وجدنا عدداً من اللاعبين الصغار أصحاب البنية الجسمانية الرياضية كالتي عند السموأل لأصبح لنا شأن بين الأفارقة والعرب. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نقول، وبالفم المليان الدرجة الوسيطة فكرة عبيطة.