* مشكلتنا في السودان أننا ننظر دوماً لأي قرار بعين (الانتقاد) دون التأمّل في تفاصيله والغوص في أعماق مسبباته واستخدام أسلوب العنتريات في الرفض والإدلاء بالرأي كتأكيد واضح وصريح على أننا ندير أزماتنا خارج نطاق الحكمة والتأنّي. * التهديدات التي تلوّح بها كتلة الممتاز والاعتراضات الصريحة على إقامة نسخة الممتاز القادمة بنظام المجوعتين لا محل لها من الإعراب لأنها لا تستند إلى المنطق والعقلانية بل ترتكز على أحاديث عاطفية بحتة. * والمؤسف أن الكتلة نفسها ظلّت تمثّل (كياناً هشاً) خلال المواسم الماضية في عدد من المناسبات سواء تعلّق الأمر بالبرمجة الضاغطة وغير العادلة أو الاستثناءات الشهيرة التي أعفت المخطئين وتغاضت عن الهابطين. * هل تعلم كتلة الممتاز أن وصول فرقها إلى (ثمانية عشر) فريقاً كان بسبب التغوّل على القوانين ووأد اللوائح في جمعية 2015 الشهيرة؟ فأين كانوا وقتها؟ * قبل أن يأتي شداد ومجموعته تحدثنا عن صعوبة إكمال منافسة تضم (ثمانية عشر فريقاً) بصورة منتظمة بسبب طبيعة جغرافية السودان وصعوبة انتظام الرحلات الولائية بالطيران بل إن بعض المطارات لا يستوعب استقبال طائرات عقب الرابعة عصراً. * الإجراء الذي أقدم عليه الاتحاد السوداني لكرة القدم بخصوص تنظيم البطولة بنظام المجموعتين ما هو إلا إجراء (استثنائي) والاستثناءات دوماً تحظى ببعض التجاوز المقبول وغير المؤثّر لمواكبة وضعية محددة وليس كتنفيذ للقرار كيفما اتفق. * عندما قرر الكاف التحوّل بنظام نهائيات الأمم الأفريقية (الكان) من الأعوام (الزوجية) إلى الأعوام (الفردية) كان الغرض الأساسي هو عدم التعارض مع نهائيات كأس العالم لاعتبارات تسويقية واحترافية. * حيث قام بتنظيم نهائيات الكان (2013) عقب نسخة (2012) مباشرة ووقتها قام باختصار التصفيات المؤهّلة واعتمد نظام (الإقصاء) مباشرة بعد أن قام بإعفاء المنتخبات التي تأهلّت لنهائيات 2012 من خوض المراحل التمهيدية. * الكاف الآن قام بتعديلات جذرية على مسابقاته حيث قرر إقامة نهائيات كأس الأمم الأفريقية (2019) في شهري (يونيو / يوليو) خلافاً لما كان يحدث في السابق عندما كانت المسابقة تقام في شهري يناير وفبراير. * والسبب الرئيسي في القرار المذكور هو تفادي النزاعات الكبيرة بين المنتخبات الأفريقية والأندية الأوروبية بسبب توقيت البطولة القديم (يناير – فبراير) ومشكلة السماح للاعبين بالالتحاق بمنتخباتهم للمشاركة معها. * بطولتي الأبطال والكونفدرالية أجرى عليهما الكاف أيضاً تغييراته الكبيرة والتي صادقت عليها اللجنة التنفيذية بالكاف. * الأبطال والكونفدرالية 2018 ستقامان من فبراير 2018 وحتى ديسمبر 2018، نسخة 2019 سقام من ديسمبر 2018 وحتى مايو 2019، نسخة 2020 سقام من سبتمبر 2019 وحتى مايو 2019. * تلك الخارطة تؤكّد أنه حتى القرار الحالي للاتحاد بإقرار نظام المجموعتين سيكون له ما بعده بمعنى أن التغيير سيطال مسابقة ممتاز 2019 أيضاً للتوافق مع الخارطة الأفريقية الجديدة للمسابقات. * لأن التوقيت النهائي لمسابقات الكاف للأندية هو خلال الفترة من سبتمبر وحتى مايو وهذا يتطلّب أن يعدّل الاتحاد العام خارطته الموسمية ببداية الدوري في منتصف أغسطس وحتى شهر مايو أو الأول من سبتمبر من كل عام كأقصى توقيت. * وهذه الخارطة ستسهّل كثيراً من التعاقد مع اللاعبين المحترفين وتفتح المجال أمام تسويق اللاعب السوداني أو حتى المحترف لتزامن فترات الانتقالات مع الميركاتو العالمي. * والوصول إلى تلك الخارطة يتطلّب اعتماد دوري المجموعتين (لاختصار) الزمن وقفل الموسم مبكراً والشروع في بداية الموسم الجديد وليس اللجوء لنظام المجموعتين بنفس آلية الدوري المكون من (18) فريقاً. * فالاتحاد العام أقر تقسيم الفرق إلى مجموعتين تضم كل مجموعة (9) أندية تلعب بنظام الذهاب والإياب (دوري) يصعد الأربعة الأوائل من كل مجموعة إلى مجموعة (التتويج) وتلعب الفرق العشرة المتبقية دوري لتفادي الهبوط. * بذلك المفهوم سيخوض الفريق الواصل لمرحلة التتويج (30) مباراة والفريق المنافس على تفادي الهبوط (34) مباراة وبتلك النظرية يكون الهدف الأساسي من تقليل أمد الموسم لا محل له من الإعراب لأن النظام السابق للدوري يحتّم على النادي خوض (34) مباراة خلال الموسم. * اختصار المنافسة يتطلّب صعود (ستة) أندية فقط خلال مجموعة (التتويج) ووقتها سيكون العدد الكلي لمباريات الفريق الواصل لتلك المرحلة (26) مباراة بواقع (16) مباراة في المرحلة الأولى و (10) مباريات في المرحلة الأخيرة بإنقاص (8) مباريات عن دوري ال (18) نادياً. * مجموعة الهبوط يفترض أن تضم أيضاً نفس العدد وهي الفرق التي حصلت على المراكز (7-8-9) بكل مجموعة وتلعب بنفس نظام دوري التتويج لتكون قد أدت نفس العدد من المباريات. * إن كان هناك اعتراض من قبل كتلة الممتاز فعليها أن تعترض على (تعداد) المباريات وليس (مبدأ) المجموعتين الذي سيأتي كإجراء استثنائي. * حاجة أخيرة كده :: اعقلوها وتوكلوا. *