* أطلقت المجموعة التي تسيطر على الاتحاد السوداني لكرة القدم حالياً مسمى (الإصلاح والنهضة) اسماً لها، وفهمنا من الاسم أن المجموعة عازمة على إصلاح حال الكرة والنهوض بها برؤية علمية ونهج مؤسسي تزيل به الممارسات التي اتبعها الاتحاد السابق. * قرأنا تصريحات عديدة ومقالات كثيرة تروج لنهج الإصلاح، وتعد بالقضاء على الفساد، وتثبيت أركان المؤسسية والشفافية وتحسين النهج المتبع في إدارة النشاط بإقرار نظام أساسي جديد يجعل الكرة السودانية تواكب ما يحدث على الصعيد العالمي، فهل حدث ذلك؟ * هل ظهرت أي بوادر نهضة أو إصلاح لحال الكرة السودانية، وتم تنفيذ نصوص النظام الأساسي الحديد أم تفشت العشوائية وتعددت وجوه الفوضى وتمددت مظاهر التدخل السياسي في شئون الاتحاد وتعددت المكاييل في التعامل مع الأندية الكبيرة؟ * الإجابة تظهر بجلاء في تكوين المجلس نفسه وفي أداء اللجان الكبيرة للاتحاد، والتي أصابت الوعود الانتخابية للمجموعة في مقتل، بدءاً بتكوينها الذي أتى مختلاً وبعيداً عن التوازن بسيطرة عناصر تتبع لنادٍ معين عليها. * ثلاثة من النواب الأربعة لرئيس الاتحاد ينتمون إلى نادي الهلال (بروف محمد جلال ونصر الدين حميدتي والفاتح باني). * رؤساء اللجان الرئيسيّة الثلاث للاتحاد الحالي ينتمون لنادي الهلال. * الفاتح باني رئيس اللجنة المنظمة، عبد العزيز سيد أحمد رئيس لجنة الاستئنافات العليا، ومولانا أحمد الطاهر النور رئيس لجنة الانضباط. * النائب الأول لرئيس الاتحاد اللواء شرطة د. عامر عبد الرحمن تم تهميشه ولم يسند إليه أي ملف مهم، بل إن رئيس الاتحاد رفض ترشيحه للمنصب ابتداءً وشكك في كفاءته، وللأسف استكان عامر لذلك الواقع، وقنع من الغنيمة بالإياب، ولم يبذل أي جهد لإثبات وجوده وانتزاع حقوقه ولم يجتهد لفرض العدالة في اتحاده، لتتوالى القرارات الجائرة والعقوبات الكبيرة على نادي المريخ منذ الشهر الأول لانتخاب الاتحاد الجديد. * تزامن ذلك مع تمييز تام لنادي الهلال، الذي تبنى رئيسه أشرف الكاردينال المجموعة مادياً وإعلامياً، واتضح التمييز في إلزام المريخ بأداء مباراة نصف نهائي كأس السودان في شندي مع تمكين الهلال من أداء مباراة الدور نفسه في ملعبه بأم درمان، بعد أن أنكر الفاتح باني رئيس اللجنة المنظمة اجتماعاً رسمياً للجنة قررت فيه إقامة مباراة المريخ وأهلي شندي في الخرطوم. * لسنا بحاجة لإعادة سرد ما فعلته لجنة الاستئنافات العليا، ولا لذكر ما فعله رئيسها عبد العزيز سيد أحمد (الذي أتى لقيادة اللجنة مسنوداً بانتمائه السياسي)، لإدانة المريخ في قضية باسكال، ولا للتطرق لموقف عضو اللجنة (مشجع الهلال المتعصب وعضو مجلسه الاستشاري) محمد أحمد البلولة في ذات القضية. * يوم أمس الأول دخلت اللجنة الثالثة الكبيرة بالاتحاد على خط استهداف المريخ، بعقوبة كارثية تستحق مسمى الفضيحة على اللاعب بكري المدينة، الذي تم إيقافه لمدة ستة أشهر من دون أن تمنحه اللجنة اللجنة حقه الشرعي والدستوري والقانوني والإنساني بل والرياضي في استدعائه لسماع إفاداته في الاتهامات الموجهة إليه وتمكينه من الدفاع عن نفسه. * حتى المتهمين بالقتل والحرابة وتقويض سلطة الدولة والأذى الجسيم والاغتصاب وكل الجرائم الكبيرة التي تصل عقوبتها إلى الإعدام ينالون فرصة كاملة للدفاع عن أنفسهم، ويتمتعون بمساعدة قانونية من محامين مختصين، فما بالك بلاعب كرة قدم تنحصر التهمة الموجهة إليه في عدم المشاركة في بطولة غير ملزمة وليست مدرجة في الروزنامة الدولية للفيفا؟ * أخطر من ذاك أن اللجنة تمادت في استهدافها وظلمها للاعب عندما مضت أبعد من عدم تمكينه من الدفاع عن نفسه إلى معاقبته بموجب لائحة منتهية الصلاحية. * لم يتكرم الاتحاد الحالي بإعداد لائحة جديدة للانضباط بدلاً من التي انتهت صلاحيتها بإلغاء النظام الأساسي القديم للاتحاد. * تحايلت اللجنة على غياب اللائحة بحديث مقررها صلاح الأمين (المشهور بانتمائه لنادي الهلال)، عن أن تقرير المدير الإداري للمنتخب ورئيس البعثة أدانا اللاعب، بجانب تقرير من المدرب أكد أن عدم سفر بكري أثر سلباً على المنتخب، وأن اللاعب أدين بنص المادة 8 الفقره 2 من لائحة الانضابط سنة 2005 تعديل 2008 والتي تنص علي عدم احترام الموسيسة وقرارت مجلس الإدارة واللجان المساعدة وكياناته الوسيطة، والفقرة 5 التي تنص على منع سوء السلوك في كل جوانبه. * التقارير المرفوعة عن الواقعة يفترض أن ترصد التفاصيل وتذكر الملابسات، ولا تتورط في إصدار أي أحكام مسبقة تقضي بالإدانة أو البراءة، لأن ذلك من صميم عمل اللجنة. * حديث مقرر اللجنة عن (إدانة التقارير) لبكري ينفي عن تلك التقارير صفة العدالة، ويطعن في نزاهتها، ويدل على أنها أعدت أصلاً لإدانة اللاعب وتسهيل معاقبته بلا سند من القانون. * ترصد اللاعب اتضح أيضاً في حشر تقرير ثالث من مدرب المنتخب في قضية إدارية بحتة لا علاقة لها بالأمور الفنية، ومطالبته بإعداد تقرير عن تأثير غياب اللاعب على المنتخب، وذلك يؤكد ما سقناه سابقاً عن الترصد وسيادة روح الانتقام من لاعب لم يرتكب ما يستوجب إيقافه موسماً كاملاً بعقوبة موغلة في الظلم. * توالي العقوبات على ناد كبير مثل المريخ بهذه الكثافة، ومجافاة القرارات للقانون تهدد الموسم الرياضي بشر مستطير، لأن إصرار الاتحاد على انتهاك القانون سيدفع المريخ إلى التعامل معه بالمثل، وسيوسع حالة الاحتقان التي تسيطر على منسوبيه حالياً. * حرمان بكري من حقه الشرعي في الدفاع عن نفسه مخالف حنتى للائحة الفيفا للانضباط، والتي تلزم الاتحاد السوداني بمنح اللاعب حقه في الإدلاء بإفاداته والتمتع بمساعدة قانونية من مختصين يعينونه على تجنب العقوبة. * ألزم الفيفا اتحاداته الوطنية بإعداد لوائح خاصة للانضباط، وفرض عليها أن تدرج فيها 105 من مواد اللائحة الدولية إما مباشرة أو بتكييفها وإعادة صياغتها بما لا يتعارض مع روح اللائحة الدولية وأهدافها ونص في المادة 94 على حق الدفاع عن النفس صراحة (الحق في الترافع) وورد في لائحة الانضباط الصادرة من الاتحاد الدولي Fifa disciplinary code 2017 * الجزء الثاني: الحق في الترافع (Right to be heard) ما يلي: 1 – يجب منح كل الاطراف الفرصة لتقديم مرافعاتها قبل اتخاذ أي قرار. «أ» الاطلاع على ملف الدعوى. «ب» تقديم الحجج والتقارير المكتوبة. «ج» طلب تقديم أدلة الاثبات. «د» المشاركة في تقديم أدلة الاثبات. «ه» الحصول على قرار مسبب. * ونص في الجزء الرابع على حق التمثيل والمساعدة القانونية «Representation and assistance» في * المادة «100» 1- يجوز للاطراف توكيل ممثل قانوني (محامي). 2 -يجوز حضور الوكيل أو المحامي إذا لم يطلب من الطرف المعني الحضور شخصياً. 3 – يكون للأطراف الحرية في اختيار من يمثلهم قانونياً. * استناداً إلى أحكام المادة «146» الفقرة«4» والفقرة «2» فإن المادتين المذكورتين يجب إدراجهما في لوائح الانضباط الخاصة بالاتحادات الاعضاء. * السؤال الذي يطرح نفسه هل تتضمن لائحة الانضباط للاتحاد السوداني لسنة 2005 تعديل سنة 2008 المادتين اللتين قصد المشرع «فيفا» من إدراجهما في لائحته والزام اتحاداته الأعضاء بادراجهما في لوائحهما الوطنية للانضباط هو التقيد بمواثيق حقوق الانسان (المحاكمة العادلة)؟ * الإجابة لا، وبالتالي تصبح اللائحة التي حاكمت بها لجنة الانضباط (غير المنضبطة) غير شرعية حتى بالمعايير الدولية، ناهيك عن عدم شرعيتها على المستوى المحلي لأنها فقدت شرعيتها بإلغاء النظام الأساسي القديم الذي نص عليها. * ما فعلته لجنة الانضباط مع بكري المدينة أخطر مما فعلته لجنة الاستئنافات العليا في قضية باسكال، وحديث مقرر اللجنة عن إدانة التقارير لبكري أسوأ من إقدام رئيس لجنة الاستئنافات على الذهاب إلى مكاتب السجل المدني لإحضار مستندات تتعلق بشكوى مقدمة من نادي أهلي عطبرة! * نتوقع من مجلس المريخ رد فعل يليق بما يفعله اتحاد الإفساد والنكسة بالنادي الكبير. آخر الحقائق * غداً بحول الله نتطرق إلى الخروقات والتجاوزات التي صاحبت تكوين لجنتي الانضباط والاستئنافات وكيف تم تجاهل المعايير التي وضعها الفيفا للتعامل مع اختيار أعضاء اللجان العدلية للاتحادات الوطنية. * القصة ليست مطلوقة. * والنظام الأساسي الجديد للاتحاد يفرض على الاتحاد مراعاة ضوابط محددة في اختيار أعضاء تلك اللجان. * سنوضح كيف تم تجاهل تلك الضوابط بطريقة سمحت لمشجعين متعصبين وأعضاء في مكونات تتبع لنادٍ بعينه من التسلل لتلك اللجان. * ما حدث في الأيام الماضية يدل على خطورة ما فعله الاتحاد. * لماذا يلعب المريخ دورياً بعد عودته من الخارج ولا يلعب الهلال؟ * السؤال إجابته عند رئيس اللجنة المنظمة الفاتح باني المرتبط بعلاقة وثيقة مع نادي الهلال ورئيسه الكاردينال. * تم تأجيل مباراة الهلال بسبب إفادة مضروبة أدلى بها باني للجنة وادعى فيها أن بعثة الهلال ستعود من ليبيريا يوم 16 الجاري! * هل صدق باني في حديثه عن موعد عودة بعثة الهلال أم ضلّل اللجنة كي يمكن الهلال من تأجيل المباراة؟ * اللجان العدلية ليست المكان المناسب للمشجعين المتعصبين. * هل يحتاج تنظيم معسكر في فندق إلى قرار مجلس في المريخ؟ * الحديث عن تنظيم معسكر (فندقي) للفريق يحوي إدانة للمجلس الذي أجبر لاعبيه على الإقامة في ظروف بالغة السوء قبل سفرهم إلى بوتسوانا. * مخاطبة المفوضية لانتخاب رئيس جديد تعني التخلي عن سوداكال بعد خمسة أشهر من اللولوة. * دفع المريخ ثمن تمسك مجلس الأفكار السوداء بسوداكال غالياً يفشل تسجيلاته وفشل إعداده وهزيمته المريرة في ذهاب تمهيدي الأبطال. * مطلوب منهم أن يلحقوا بمن تخلوا عنه. * طلاب المناصب ألحقوا بالمريخ أذى لا يمكن تداركه. * إصرارهم على الاستمرار يعني المزيد من الدمار والخراب للمريخ. * آخر خبر: أنتم أقل قامة من المريخ.. شكر الله سعيكم.