خبر تم تداوله إعلامياً يقول أن جماهير المريخ منعت قادة الاتحاد مأمون بشارة وشروني من الجلوس في المقصورة في مباراة هم المختصين بالإشراف عليها رغم أن المريخ طرفاً فيها وهذا يؤكد خطورة هيمنة جماهير الهلال والمريخ على الشأن الإداري
ولو صح أن مأمون وشروني خضعا لهذا الأمر فإن هذا بلا شك يؤكد عدم جدارتهما لإدارة الاتحاد لأنه موقف يعني تشييع الكرة السودانية لمثواها الأخير:
فخروج الجماهير عن حدودها هو الذي يعرضها لأقسى العقوبات وحجبها من حضور المباريات وإلا فكيف يبلع الضعف بقادة الاتحاد خضوعهم
لأمر كهذا يصدر عن جهة لا تملك أي سلطة والذي سيؤدي تلقائياً لأن تصبح إدارة الاتحاد والشأن الكروي تحت قبضة جماهير أندية القمة بسبب جماهيريها التي تميزها على بقية الأندية والذي يصب تلقائياً خصماً على تطور اللعبة طالما أنه يفقدها مبدأ المساواة بين كافة الأندية دون أي تميز لأي منها تحت أي مبررات كانت.
فأندية القمة مهما بلغت جماهيريتها فإنها يجب أن تبقى تحت ظل القانون بلا أي تميز إلا ما تحققه في الملعب لو نجحت في ذلك.
لهذا لابد أن تبقى قيادة الاتحاد ولجانه قوة متحررة من أي هيمنة مهما كان مصدرها وسلطة أعلى من الجماهيرية مهما بلغت وإلا أصبح هذا التميز خللاً كبيراً في تطور اللعبة وهذا ما لا يجوز ولا يقبله القانون وإن أصبح هذا واقعنا المؤسف كما نشهده اليوم.
نعم قد نفهم خضوع الإعلام الرياضي لهيمنة القمة على الشأن الرياضي بسبب الدوافع المصلحية بسبب جماهيريتها ولكن هذا لا يجوز وغير مقبول على المستوى الرسمي، فالهلال والمريخ يجب ألا يكون لها أي تميز على بقية الأندية إلا بقدر ما يحققونه من إنجازات للكرة السودانية خارجياً، لو نجحا في ذلك وبدون ذلك ليس هناك أي مبرر لأن يكون لهما أي تميز طالما أن القانون نفسه لا يفرق بين الأندية.
ولكم هو مؤسف وعلينا أن نعترف بهذا الواقع طالما أن رياضتنا ضحية هيمنة كرة القدم الأفشل خارجياً وأن نعترف بصفة خاصة أن كرة القدم نفسها هي ضحية هيمنة فريقين عليها جماهيرياً رغم أنها لا تشكل أي وجود خارجي يليق بالسودان في المحافل القارية العالمية مقارنة بما تحققه للسوان الأنشطة الأخرى المهملة رسمياً وجماهيرياً لها يبقى السؤال المؤسف: إلى متى تبقى رياضتنا حكراً على كرة القدم الأفشل في تحقيق أي وجود خارجي ولماذا لا نستوعب الدرس من إثيوبيا؟ سؤال مشروع ولكنا نهرب من الإجابة عليه ما دمنا مغيبين في أفشل نشاط يحتكره أفشل فريقان.