خلال النسخة الماضية من بطولة كأس الاتحاد العربي التي أقيمت بمصر وظفر بلقبها نادي (الترجي التونسي) ذكرنا بأن طريقة البطولة بنظام (التجمّع) فاشلة للحد البعيد بسبب غياب الدعم الجماهيري للأندية خصوصاً عندما تستضيفها دول لا تتمتع بوجود عدد كبير من الجاليات العربية. □ لأن الحضور الجماهيري الطاغي يقتصر فقط على الفريق المستضيف في غالبية البطولات بنظام التجمّع ولا تحظى بقية الأندية المشاركة بنفس القدر من الدعم. □ البطولة التي استضافتها مصر في العام الماضي تعتبر فاشلة كتقييم عام سواء من ناحية (التحكيم) أو نظام القرعة (الموجهة) أو حتى (التوقيت) الذي دفع بعض الأندية للمشاركة بالفرق الأولمبية بسبب ارتباطاتها القارّية مما قلل من إثارة مبارياتها. □ من الجيّد أن يدرس الاتحاد العربي سلبيات بطولة مصر ويحاول تلافيها خلال النسخة الجديدة التي أقر فيها نظام (الإقصاء) ذهاباً وإياباً بمشاركة (32) فريقاً. □ النظام المذكور سيحقق أعلى المعدّلات تسويقية للبطولة بحكم جماهيرية الأندية المشاركة وسيوفّر مبدأ (عدالة المنافسة) لجميع الأندية بحكم أنها ستخوض مباراة داخل أرضها ومثلها خارجها. □ فأكبر بطولات الأندية (دوري أبطال أوروبا) تكون في قمة إثارتها في المرحلة الإقصائية دور الستة عشر بينما تأتي مرحلة المجموعات دوماً بلا إثارة تذكر بسبب ضمان التأهّل للفرق الكبرى منذ الجولة الرابعة تقريباً. □ الميزة الأخرى لنظام الإقصاء هي المرونة التي ستجدها اللجنة المنظمة لتحديد تواريخ المباريات حتى لا تتعارض مع مشاركة المنتخبات أو المشاركات القارية للأندية. □ التوقيت الجديد للبطولة سيكون ما بين (أغسطس 2018 إلى أبريل 2019) وهو توقيت غير دقيق أيضاً لأن خلال شهر أغسطس ستكون غالبية الدوريات العربية لم تنطلق بعد باستثناء (الدوري السوداني) !! □ وهي ميزة للأندية السودانية فقط بينما ستدخل أندية عرب آسيا وعرب أفريقيا الأدوار الأولى من البطولة وهي في طور الإعداد أو الراحة السلبية. □ هناك معلومة خاطئة تناولتها بعض وسائل الإعلام مفادها أن الاتحادات الوطنية هي من يتعيّن عليها اختيار ممثليها للمشاركة في النسخة الجديدة للبطولة. □ بمعنى أن الاتحاد العربي سيرسل خطابات الدعوة للاتحادات المعنية ويحدد كمثال (ناديين) ومن ثم يسمي الاتحاد الوطني ممثليه وهذا غير صحيح إطلاقاً. □ لأن الاتحاد العربي هو من قام باختيار الأندية (دون النظر لنتائجها خلال الموسم الماضي) معتمداً على (جماهيريتها) في المقام الأول وهو جانب (إيجابي) من زاوية التسويق للبطولة و(سلبي) للأندية التي حققت البطولات خلال الموسم الماضي. □ فالاتحاد العربي طالما أنه يسعى لإقامة بطولة مميزة فكان الأحرى له أن يضع الشروط التي يجب توافرها في الأندية لتمنحها أهلية المشاركة ويضع معايير واضحة وصريحة للاتحادات الوطنية لتسمية ممثليها في البطولة. □ لأنه ليس من المنصف أن يجد (العربي الكويتي) نفسه مدعواً للمشاركة في البطولة وهو من احتل المركز (الرابع) في دوري الموسم الماضي. □ نفس الأمر ينطبق على ناديي (الزمالك والإسماعيلي) المصريين فالأول حصل على المركز (الثالث) والثاني نال المرتبة (السادسة) في بطولة الدوري الموسم الماضي. □ ولماذا تشارك مصر (بثلاثة) أندية أصلاً على الرغم من أن بعض الدول لا تشارك سوى بفريق واحد؟. □ حتى في الأردن تم اختيار (الوحدات) الذي احتل المركز (الثالث) في الموسم الماضي على حساب (الجزيرة) صاحب الترتيب الثاني. □ وكذا الحال بالنسبة للإمارات التي اختير فيها (العين) صاحب المركز الرابع في الموسم الماضي على حساب (الوصل) الذي احتل المركز الثاني وقتها. □ الاتحاد العربي كان سيرفع من نسق الدوريات المحلية بطريقة غير مباشرة إن أعلن معايير المشاركة (ببطل الدوري ووصيفه) أو (بطل الدوري وبطل الكأس). □ حديث الاتحاد العربي عن أن النسخة الحالية تعتبر (استثنائية) لذلك قام هو بتحديد أسماء الأندية لا محل له من الإعراب لأن نفس الحديث سبق بطولة مصر الماضية والتي شاركت خلالها أندية لم تحقق دوريات بلادها بل تم اختيار الأندية كيفما اتفق. □ نسختان على التوالي من البطولة العربية بلا معايير مع جوائز مليونية تعتبر بداية النهاية لمستقبل البطولة. □ حاجة أخيرة كده :: بطولة بلا معايير.