ما عاد إنزال الهزيمة وإظهار التفوق على الكبار في ميدان كرة القدم بالأمر الصعب والشأن المستعصي كما كان في السابق, فقد اختلف الأمر كثيراً وغدا المستحيل ممكناً والمستبعد جائزاً في دلالة واضحة على أن كل شئ قد تغير وسيشهد في قادم الأيام مزيداً من التغيير وكثير من الاختلاف في ظل تقدم وتطور طال كل شئ ومس جوانبنا الحياتية التي تتعلق بعادات وممارسات. وكرة القدم التي ارتبطنا بها كرياضة أوليناها جل اهتماماتنا حظيت دون غيرها من الممارسات بتطور وتحديث على المستوى العالمي نتمنى أن يكون حظنا منه بمقدار ما يجعلنا ننافس ونصارع تلك الدول التي قويت كرتها بعد أن اهتمت بها فطورتها وعجمت عودها وأرست قواعدها ونجحت في تحقيق الانتصارات وإحراز البطولات. إن ما يثير الدهشة ويدعو إلى الاستغراب حقاً هو أننا قد كنا في السابق نتسيد تلك الدول ونتصدرها فناً وأداءً وإنجازاً، ولكننا جئنا وبعد عقود من الزمان نبحث عن هذا التميز الذي فرطنا في الاحتفاظ به ونحن في سعينا وراء ذلك لم نكن لنسلم من الضربات الموجعة التي يسببها لنا أي إخفاق منينا به وكم هو مضحك ومثير للسخرية أننا وعقب كل سقوط وبعد كل فشل في تحقيق انتصار أو إحراز بطولة نظل نبكي حسرة أطلالنا الكروية وننكفئ على وجوهنا نتمرغ في تراب مملكتها التي سادت ثم بادت وفي كل مرة ندق فيها صدرنا ونطلق وعدنا بتحسين صورتنا ورد اعتبارنا في أي بطولة وعند كل منافسة نشارك فيها يرتد وعدنا فلا وعد منا صدق ولا لسان بالنجاح ينطق. منتخبنا اليوم على موعد مع التاريخ ليسطرا معاً قصة ملحمة كروية يتخطى فيها منتخبنا بإذن الله نظيره الزامبي الذي يثير لقبه (الرصاصات النحاسية) الهلع والخوف في نفوس منازليه، فإسعاد الأمة السودانية وطبع الابتسامة على شفاهها التي جففها هجير الإخفاق وإدخال البهجة في قلوبها التي ضمر بها الفشل ليس بالصعب إذا ما تسلح أبناؤنا بالعزيمة والإصرار وقوة الإرادة وندعو كل أبناء السودان المخلصين الحادبين على مصلحة وطننا الغالي ليقفوا جمعيهم خلف منتخبنا مشجعين له ومؤازرين حتى يتحقق له النصر المبين إذاً فلنبدأ من اليوم رحلة الرجوع بكرتنا من توهانها الذي استغرق منها زمناً طويلاً والذي خلق قلقاً وأورث تخوفاً من استحالة عودتها مجدداً تحفها السلامة ويحيطها الأمان فغيابها المضني الطويل أصاب الجميع بالإحباط وانتزع منهم الثقة في أن تستعيد الكرة ألقها وتسترد أنفاسها ولكن نسي الجميع أو تناسوا أن الرحلة تبدأ لتنتهي وتنتهي لتبدأ وليس هناك عصا ترحال تحط إلا واستقامت مجدداً لتبدأ رحلة العودة وهكذا يكون (رِتم) الحياة الذي لا يقبل السكون أو الركون وانطلاقاً من هذا المفهوم يجب أن يكون ما عليه حال منتخبنا في مباراة اليوم أن رحلة العودة الى الانتصارات وتحقيق البطولات تتطلب من الجميع التجهيز لها بتضافر الجهود والعمل الدؤوب من جانب كل المعنيين بالشأن الكروي في الاتحادات والهيئات والأندية الرياضية كافة والإعلام الرياضي, فالمسؤولية التي أصبحت تضامنية لا تترك لأحد من هؤلاء فرصة للتنصل أو الهروب فلكل منهم دور يضطلع به في دفع قطار الكرة السودانية وهو في طريق عودته من رحلة طويلة غاب فيها عن الانتصارات وتحقيق البطولات ولا أظن الحال يستدعي أن نحدد دور كل من هؤلاء على حدا فقد كثر الكلام في هذا السياق فقط نذكر بأن الرحلة التي بدأت بذهاب الكرة السودانية لا بد أن تنتهي برجوعها مرة أخرى وعلى حساب الفقاعات الصابونية, عفواً الرصاصات النحاسية. إسناكس بإذن الله وحول منه سنذيب الرصاصات النحاسية ستعود كرتنا السودانية على متن انتصار يثلج الصدور ويبعث السرور كل من تحدانا سيتحاشانا عندما يرانا نبطل مفعول الرصاصات النحاسية سنجعل الرصاصات (فشنك).