اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (قل يا عبادي الذين اسرفوا لا تقطنوا من رحمة الله).. صدق الله العظيم. كم نحن قد اسرفنا وكم تجاوزنا هنا وهناك تجاوزا واسرافا لا نجد مناصا من ان نبتهل الى الله سبحانه وتعالى ان يعفينا ويعافينا منه, يحل رباطا ربطنا به ويحطم قيدا قيدنا به وقبل ذلك كله ان يغفر لنا ذنبا اقترفناه من تمادينا في ذلك الاسراف.. الاسراف بتنوع صوره واشكاله لا تحمد نتائجه فمآلها دون شك الى خراب وعذاب وكلاهما (الخراب والعذاب) تخوفنا على كرتنا منهما فمن جرب لدغة الثعبان فلا غرابة ان يخاف من جرة الحبل, فنحن وطوال اربعة عقود بعد تسيدنا وتزعمنا للكرة الافريقية في عام 1970 بعد احرازنا كأس البطولة التي استضفناها في الخرطوم وعلى غير المتبع قد بدأنا في انحدار كروي فظيع اثار شفقتنا وشفقة الجميع على الحالة المزرية التي آلت اليها كرتنا فقد اضحت هزيلة وضيعة و(ملطشة) كما يقول اخوتنا المصريون وبتنا محبطين يائسين من ان نتجاوز فشلها الذريع فتنهض مجددا من سقوطها المريع.. هذا ما كان عليه حالها وحالنا لا ينم عن رضاء ولا يفضي الى استحسان ولكن المحاولات المتكررة والتي كانت تبدر منا تباعا استشعارا بخطورة الموقف وفداحه الحالة التي انجلت عليها كرتنا كانت تبشر بقرب انفراج كروي نسعد جميعا بعظم نتائجه وضخامة مردوده وكم كانت فرحتنا كبيرة وعظيمة عند ما تحقق انديتنا ومنتخباتنا الوطنية انتصارات وعلى قلتها على اندية ومنتخبات افريقية وعربية ابان مشاركاتها في بطولات ومنافسات خارجية, فقد كانت هذه الانتصارات بمثابة الماء الذي بدد ظمأ واسكت جوعا عانينا من كليهما في الوصول الى منصات التتويج وتحقيق الالقاب.. وكان تدرجا في ادخال البهجة وتحقيق السرور لانفسنا من خلال انتصارات كروية متقطعة لم نشك قط في انها سوف تقودنا لاسترداد مجد كروي تساهلنا في الحفاظ عليه ففقدناه بين عشية وضحاها ان نحن واصلنا جهودنا لتحقيق مزيد من الانتصارات والتحليق في سماء الانجازات.. ولا نهضم حق كل من استشعر ضرورة ان تعود كرتنا الى سابق عهدها القا وقوة واقتدارا فجاهد واجتهد بما لديه من امكانيات وملك من قدرات يوظفها في دفع عجلة كرتنا الى الامام, وعند ما شاركنا في البطولة الافريقية الاخيرة التي استضافتها دولتا غينيا والجابون جاء اداؤنا ليؤكد صدق جمهورنا واخلاص نيتنا على ان نسترد عرشنا المسلوب ونستعيد لقبنا المنزوع فقد جاءت نتائجنا تثير الاعجاب وتنتزع الاطناب فردد الكل (هي دي الكورة السودانية اللعرفناها). وجاءت كرتنا لتؤكد في لقائها الاخير مع الفريق الزامبي بطل افريقيا الحالي في التصفيات المؤدية الى نهائيات كاس العالم المقامة بالبرازيل عظم شأنها وعلو مكانها بانتصارها على الرصاصات النحاسية بهدفين نظيفين أكدنا صدق ما قيل فيها من مدح واحيطت به من تقدير, فهلا واصلنا ما بدأناه القا وتالقا في طريق العودة لدنيا الانتصارات؟ إسناكس لا بد لنا ان تعود انتصارات فاحت ورود.