لا اظن ان هناك تعبير اصدق يصف به احد احاسيسه تجاه من يحب ويقدر من ان يقول له عند مواجهته لأمر ذي شأن: (قلبي معاك) في اشارة ودلالة واضحة لأمنية خالصة وغالية منه تجاهه ان يحالفه الحظ وتكلل مساعيه بالنجاح فيما هو مقدم عليه او ساعياً في تحقيقه.. فعظمة قيمة ما يراد تحقيقه هنا واهميته لا تضارعها في الاهمية الا اهمية القلب في الجسد والتي تشكل مصدر حياة له ومبعث بقاء لا يتحقق الا بوجوده ولا يتم الا بنبضاته, ونحن عن رغبة وطواعية بل بصدق واخلاص يحب ان نجعل كل امانينا ونوجه كل مساعينا ونصب كل اهتماماتنا حول منتخبنا الوطني, وهل هناك أعز وأحب الى نفوسنا من منتخبنا الوطني الذي هو مقدم على مباراة هامة وصعبة بكل المقاييس مع نظيره الزامبي عشية السبت 2 يونيو 2012 في التصفيات الافريقية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم المقام بالبرازيل 2014؟ ونحن نجاهد غبطة بترديد لقب الفريق الزامبي (الرصاصات النحاسية) ونتلذذ بتكراره ك(لبانة) نلوكها ولا نلفظها حتى عندما تستنفذ حلاوتها ويزول طعمها يجب ألا ننسى ان تقييمنا للزامبي بهذا الشكل وانشغالنا بالحديث عنه بهذه الطريقة يضعنا في حالة استنفار واستعداد تبذل فيها كل الجهود وتحرر لها القيود ويظل الهدف المنشود والامل الموعود ان ترتد الرصاصات النحاسية فلا تصيبنا وتتوارى الوحوش الزامبية فلا تخيفنا.. ان منتخبنا الوطني الذي لم يقاسِ يوماً وحشة والتشجيع والذي درج على الحصول عليه من الجمهور السوداني الذي يحمل همه دوماً ويهتم بمظهره كثيراً وبصورته التي يريدها ان تكون دائماً ناصعة مشرقة, يبقى الالتفاف حوله وفي هذه المباراة بالذات ضرورة ملحة ومطلباً يستوجب تحقيقه لا سيما وان كل المعينات التي تساعده على تحقيق الفوز وتأكيد الغلبة على الرصاصات النحاسية قد وفرت له. ان مناداتنا المستمرة بضرورة ان نتحلى بفهم كروي عالٍ ستظل الجرس الذي نقرعه لنسمع به اذاناً صمها وقر ونوقظ به قلوباً اغفلها ذعر, هذا وقد حان الوقت ليعرف الجميع منا ان كل الدول التي سمت وعلت كروياً قد تسنى لها ذلك في ظل تمتعها بفهم كروي استقامت به اداء وخلقا فقد علمها ذلك الفهم العريض الواسع كيف تلعب وكيف تدير وكيف تنجز وكيف تنتقد وكيف تسجل وكيف تشطب وكيف تشجع وحتى كيف تخاصم حتى لا تنحرف بخصومتها الى فجور وهكذا يكون الفهم الكروي الواعي والراقي لصاحبه خير معين له في احراز النجاحات وتحقيق الانجازات ولابنائنا لاعبي منتخبنا الوطني اقول لهم وهم مقبلون على مباراة الفقاعات الصابونية: (من كل ما يقال دعكم! فقلوبنا معكم) إسناكس حقيقة نتمنى ان يجعل ابناؤنا لاعبي منتخبنا الوطني الرصاصات النحاسية فقاعات صابونية.