* حرصت جداً على حضور مؤتمر تقويم التعليم الأكاديمي للاتصال والإعلام، الذي يقيمه قطاع الإعلام بمجلس الخبراء والعلماء بجهاز تنظيم شئون العاملين بالخارج. * جاء حرصي من جانبين فالأول كوني أنتمي لهيئة التدريس بكليات الإعلام، والثاني مهنتي الصحفية. * تحدث في البدء الدكتور محمود قلندر دينمو ومحرك الحراك، حيث أكد أن الكليات تهمل كثيراً الجانب العملي وتركز على النظري، مما يتولد عنه خريج لا يقبله سوق العمل الصحفي ولا مواكبة الحداثة. * ثم تحدث كرار التهامي برزانته المعهودة، وأوضح أنهم يسعون بمؤتمرهم هذا لنقل خبرات علماء وخبراء السودان العاملين بالخارج، للداخل ليستفيد منها الدارس للإعلام والكليات بشكل أعم وأشمل. * ثم بعد ذلك توالت الأوراق العلمية، التي كانت بعنوان واقع كليات وأقسام الإعلام بالجامعات السودانية، قدمها دكتور وليد علي، وورقة باللغة الإنجليزية قدم من خلالها دكتور محمد عثمان السيد، مقترحات ممتازة تصلح لإنشاء كليات بأسلوب جديد ومواكب. * وقدم أستاذنا الدكتور صلاح محمد إبراهيم ورقة بعنوان واقع الدراسات العليا في تخصص الإعلام في الجامعات السودانية، كما قدم البروفيسور عبد الرحيم نور الدين، ورقة بعنوان نحو دراسات عليا في مجال الإعلام والاتصال أكثر مواكبة. * كل هذه الأوراق اتفقت على أن كليات الإعلام تركز فقط على الجانب النظري وتهمل كثيراً الجانب العملي، وأشارت كذلك إلى أن المفردات التي تقوم الجامعات بتدريسها تحتاج للتحديث والتجديد والمواكبة. * وحقيقة يمكنا القول بأن هؤلاء الرجال الذين نقلوا خبراتهم الثرة تلك لنا بالأمس، لقد أدهشونا بالسخاء والرضا والحماس لتميلك ما عاشوه ومارسوه في بلدانهم العامرة التي يعملون بها لنا ولجامعاتنا، حتى تستنير بها وتسعى جاهدة لتطبيقها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.. * الرأي عندي هو، أن كل الأوراق فيها خير ومصلحة، وقد تكون معلومة لنا تلك النواقص التي ذكروها، كما نعلم غيرها كثير كثير بكل تأكيد ويقين. * لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، من أين لهذه الكليات والجامعات السودانية بالقدرات والمطلوبات التي يطالب بها السادة العلماء والخبراء. * وأنا أتفق بشدة مع أستاذنا دكتور صلاح محمد إبراهيم عميد كلية الإعلام بجامعة العلوم الطبية، وهو يقول إن كليات الإعلام ليست مراكز تدريب، بل هي كليات تدريس نظرية والنظرية لا عيب فيها، ولكن لا مانع لو كان بالإمكان استجلاب معينات التدريب غالية الثمن. * كما أن كليات الإعلام لا تجد حتى التعاون من المؤسسات الصحفية لتدريب طلابها، مثلما شرح وأوضح بروفيسور عبد الرحيم نور الدين في جامعته هناك في أمريكا، وكيف أن كبريات المؤسسات الصحفية تفتح أبوبها لطلابهم. * خلاصة الأمر نقول إن كل الأوراق والآراء التي سمعناها بالأمس ممتازة، ولكن هناك عوائق ومتاريس يجب معالجتها، كما أن بعضها يحتاج لأموال وفيرة. * وما لم يعجبني في مؤتمر الأمس هو، أن الكل لم يتحدث عن ظروف ومعاناة أساتذة الإعلام بالداخل، لأن تهيئة الأستاذ وتلبية احتياجاته تصنع قطعاً الإبداع وتساعد في زيادة المردود العلمي، ولكن يبدو أن أهل الخارج لا يعانون ولا يشعرون بأهل المعاناة. ذهبيات * آراء ومقترحات البروفيسور محمد عثمان السيد أعجبتني جداً وأتمنى أن يسلمنا تلك الورقة بجامعة القرآن الكريم، حتى تقدمها في مؤتمرها العلمي المزمع عقده قريباً. * على الأخ الرزين دكتور كرار التهامي أن يسعى لدعم كليات الإعلام ببعض معينات التدريب. * رغم أهمية المؤتمر وعظمة ما حملته الأوراق إلا أن الحضور كان ضعيفاً جداً. * البروفيسور عوض إبراهيم عوض، سخن المحفل في البداية بصوته الرخيم، وتلا القرآن الكريم، لكنه زاغ بعد الإفطار. * لأول مرة أحضر فعالية لجهاز العاملين بالخارج، ولم أكن أعرف أنه بكل هذا التفاعل الكبير. * النساء كن أكثر حضوراً من الرجال. * أبدع الأخ الدكتور طارق ميرغني محمود عميد كلية الدعوة والإعلام بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وهو يعرض كل أنشطة كليته بردهات مبنى دار الشرطة الفخيم. * دكتور طارق ميرغني شعلة من شعل كليات الإعلام، وخير دليل تفرده بإقامة معرض كامل مرافقاً للمؤتمر. الذهبية الأخيرة * وعبر الذهبية الأخيرة لهذا الصباح نقول، حباب نقل الخبرات والمعرفة، ولكن من وين نجيب المقدرة.