* على الرغم من كل الملاحظات السالبة المأخوذة على مسابقة الدوري الممتاز إلا أنها تمتلك أهمية كبيرة، لكونها أفلحت في اجتذاب اهتمام كل أهل السودان، وجمعت جنوبه بشماله وغربه بشرقه. * أتاحت المسابقة القومية لجماهير الكرة السودانية في الولايات أن تستمتع بمشاهدة فرق القمة، وهي تلعب أمامها، وكانت قبل مسابقة الدوري الممتاز لا تزور الولايات إلا في المهرجانات والمناسبات القومية، وبعض مسابقات كأس السودان بشكلها القديم. * تضم المسابقة أندية تنتمي إلى إحدى عشرة ولاية من ولايات السودان الثمانية عشر، وهي الخرطوم، الشمالية، نهر النيل، النيل الأبيض، القضارف، شمال كردفان، جنوب كردفان، سنار، البحر الأحمر، شمال درافور وجنوب دارفور. * إذا اعتبرنا مسابقة الدوري التأهيلي امتداداً طبيعياً لمسابقة الدوري الممتاز سنجد أن كل ولايات السودان داخل حوش الممتاز الكبير. * ظلت الولاية الشمالية بعيدةً عن المسابقة الكبيرة، حتى أفلح ملوك الشمال في اقتحام ساحتها بقوة، وكان لافتاً للأنظار أن يتمكن القادم الجديد من أن يفرض نفسه بقوة في أول ظهور له في ساحة الممتاز، بدليل أنه أفلح في التأهل لدوري النخبة، المخصص للمنافسة على اللقب، بعد أن احتل المركز الرابع في المجموعة الأولى، خلف الهلال وهلال الأبيض والخرطوم الوطني. * حتى في مرحلة اللعب مع الكبار أبلى ملوك الشمال البلاء الحسن، وأفلحوا في احتلال المركز الخامس برصيد ست نقاط من أربع مباريات. * استفادت مدينة مروي من الطفرة الإنشائية الهائلة التي صاحبت تشييد سد مروي، فحظيت بأحد أجمل ملاعب السودان، كما حصلت على مرافق أخرى في غاية التميز، منها مستشفى ضخم وصالة جيمانيزوم وفندق فخم أصبح قبلة للرياضيين، بدليل أن المريخ وأهلي شندي وفرق أخرى عديدة أقامت معسكرات إعدادية فيه. * من يظن أن مهمة المريخ أمام القادم الجديد ستكون ميسورةً واهم، لأن أهلي مروي سجل انتفاضة لافتة في آخر مباراتين، وأفلح في إنزال الهزيمة بالخرطوم الوطني في عقر داره في الخرطوم، قبل أن يفجر أكبر مفاجآت الدوري الحالي بفوزه الصاعق على هلال الأبيض بهدفين نظيفين، بنتيجة أطاحت مدرب هلال التبلدي إبراهومة من منصبه. * صعوبة المباراة ستتضاعف على المريخ، إذا تراخى لاعبوه واستخفوا بخصمهم، وظنوا أنه فوزهم الباهر على الجيش السوري سيشفع لهم لتحقيق انتصار سهل أمام ملوك الشمال. * صعوبة المهمة لا تكمن في تميز الخصم فحسب، بل في التحدي الذي سيواجه التونسي يامن الزلفاني، المدير الفني لفرقة المريخ، المطالب بإعادة لاعبيه إلى حالة الشحذ الذهني والاستعداد النفسي الذي سبق مباراة لبنان. * تعودنا من لاعبي المريخ أن يقرنوا كل طفرة خارجية بعثرة داخلية، لأن الانتصارات الخارجية تشيع فيهم حالة من التراخي في المباريات الداخلية. * أثبتت التجارب أن نتائج مباريات الولايات تحدد هوية الفائز بلقب الممتاز، وفي الموسم الحالي ابتدر المريخ مشاركته الدورية بخسارة موجعة أمام هلال الأبيض، وضعته خلف الهلال بحساب النقاط المهدرة. * إهدار أي نقاط جديدة سيضعف آمال المريخ في المنافسة على اللقب، لأن خصمه (المدعوم) لم يفقد أي نقطة حتى اللحظة، بخلاف أن المنافسة على لقب الدوري الحالي لن ينحصر على طرفي القمة كما كان يحدث في النسخ السابقة للدوري الممتاز منذ إنشائه في العام 1996! * هلال الأبيض يبدو عازماً على إحداث المفاجأة بالحصول على اللقب الغالي، ورصيده الحالي يمنحه كامل الحق في السعي لتحقيق الحلم الجميل، بعد أن حصد 12 نقطة من ست مباريات. * أهلي شندي يريد أن يقرن حصوله على لقب كأس السودان السابق بالحصول على لقب الدوري الحالي. * حتى أهلي مروي له طموح مشروع في المنافسة على اللقب، حتى ولو أعلن إداريوه أن الحصول على مركز مؤهل للتنافس الإفريقي يكفيهم في أول ظهور لفريقهم بالممتاز. * على لاعبي المريخ أن يحذروا من التراخي في مواجهة ملوك الشمال. * صحيح أن الفريق اكتمل بعودة كل المصابين والمتوقفين، وأصبح في حالة فنية بدنية وذهنية ومعنوية متميزة بعد طول معاناة، لكن كل ذلك لن يغني عنه شيئاً ما لم يقرنه بالاجتهاد للفوز في لقاء اليوم. * أهلي مروي فريق قوي، يقوده مدرب شاب (مبارك سليمان) الذي يمتلك خبرة كبيرة في مسابقة الممتاز، والفريق يضم عدداً من أميز اللاعبين، ويمتلك توليفة تجمع حماس الشباب مع أصحاب الخبرة، وأجانب في غاية التميز، أبرزهم النيجيري شيكوزي أوستن الذي سجل أسرع هدف في تاريخ مسابقة الدوري الممتاز، عندما هز شباك هلال الأبيض بعد مضي ثماني ثوانٍ فقط من لحظة البداية. * البداية المتعثرة لأهلي مروي في بطولة دوري النخبة لم تستمر طويلاً، لأن الفريق تجاوزها بانتصارين باهرين، نال بهما دفعة معنوية لا تقدر بثمن، وعلى المريخ أن يحذر من التساهل أمام خصمه الطموح. آخر الحقائق * فوز هلال مروي على هلال الأبيض تم بالتخصص، لأن سبق أن أذاق التبلدي مرارة الهزيمة في المرحلة الأولى من الممتاز. * وفيها حقق ملوك الشمال سبعة انتصارات باهرة على مريخ كوستيوالخرطوم الوطني والأمل عطبرة والشرطة القضارفوالخرطوم الوطني وكوبر وهلال الأبيض. * حصد الفريق 23 نقطة في المرحلة المذكورة أهلته للترقي لمرحلة النخبة في أول ظهور له بالممتاز. * حرص التونسي يامن الزلفاني على اصطحاب كل النجوم الذين رافقوه إلى لبنان. * توليفة المريخ الأساسية استبانت ملامحها. * ثبات التوليفة من أهم عناصر التفوق لأي فريق. * عودة جمال سالم منحت حراسة المريخ المميزة حصانة إضافية. * دخول حمزة داؤود في قلب الدفاع جعل الخط الخلفي أوفر ثباتاً ومتانة. * في خط الوسط يعتمد الزلفاني على ثلاثي متميز، يضم قائد الفريق أمير كمال والنيجري القوي مجيد سومانا وأحمد حامد التش. * أحسن التونسي توظيف بكري المدينة بوضعه خلف رأس الحربة محمد عبد الرحمن متصدر هدافي الدوري الممتاز. * وبانضمام البلدوزر سيف تيري امتلك المريخ أقوى خط هجوم في السودان. * مثلث الرعب المكون من العقرب والغربال وتيري مطالب بإثبات فعاليته في لقاء اليوم. * طريقة اللعب التي ينتهجها الزلفاني مرنة، وتضم خليطاً من عدة طرق لعب حديثة. * (3:3:4)، و(1:3:2:4)، و(1:4:1:4)، و(1:5:4). * الهاجس الوحيد الذي يؤرق مضاجع التونسي يتمثل في كثرة إهدار الفرص السهلة أمام مرمى الخصوم. * في لينان سجل المريخ ثلاثة أهداف وأهدر ضعفها. * أمام حي العرب سجل هدفين وأهدر عشرة. * العيب المذكور يحمل في جوفه بعض الإيجابيات، لأنه يشير إلى ارتفاع قدرة الفريق على صناعة الفرص. * التحكيم أكبر هواجس الفرقة الحمراء في الممتاز. * في أول مباراتين للمريخ رفض الحكمان صديق الطريفي وصبري محمد فضل احتساب ركلتي جزاء في غاية الوضوح للمريخ. * وتدخل الحكام المساعدون لإفساد هجمات في غاية الخطورة للفرقة الحمراء في المباريات الأربع التي خاضها المريخ في الدوري الحالي. * أمام حي العرب أوقف المساعد الأول ناجي الفاتح هجمة خطيرة للمريخ براية خاطئة، أخرجت الغربال عن طوره. * كانت الراية مضحكة، لأن المدافع كان متقدماً على محمد عبد الرحمن بعدة أمتار، مما أثار حنق الغربال، وجعله يدخل في نقاش حاد مع المساعد بعد أن سجل أمير هدف الفوز. * التحكيم هو المنافس الأول للمريخ في الدوري الممتاز. * فوز الزعيم بلقب المسابقة الكبيرة مرهون بمدى قدرته على هزيمة حكام الغرض، ومساعدي الرايات المريبة. * الاستقبال التاريخي الذي حظي به الزعيم في مروي السمحة طبيعي ومتوقع. * أفرحنا أن يكون عشاق المريخ المبدع محمد النصري في مقدمة مستقبل البعثة، فالنصري مريخي يعشق الزعيم حتى الثمالة. * آخر خبر: فيك يا مروي شفت كل جميل.