* بالأمس دعونا مجلس المريخ إلى استغلال حالة الفرحة التي سادت مجتمع المريخ عقب تأهل الفريق إلى ربع نهائي بطولة كأس زايد للأندية العربية، لمعالجة مشاكل المجلس، وتنقية الأجواء، والتجاوز عن النزاعات، ورفع معدل الاهتمام بالفريق، الذي أثبت قوته وتميز لاعبيه بالتأهل الباهر. * ذكرنا أن ضعف العناية بالفريق تسبب في خروجه من تمهيدي دوري أبطال إفريقيا مرتين متتاليتين، لأنه عانى في المشاركتين من تفشي الإصابات في صفوفه، وخاص مبارياته الأربع مع تاونشيب البوتسواني وفايبرز اليوغندي بتوليفة اضطرارية، وتكرر الأمر نفسه مع اتحاد العاصمة في المباراتين. * ولد المجلس الحالي في أجواء من التنازع، وضم مجموعتين متنافرتين، لا جامع بينهما ولا رابط، فأثر ذلك على المردود الكلي. * نشهد للمجموعة التي أتت مع ود الشيخ بالتجرد والانصراف إلى خدمة النادي بتجردٍ تام، ونحفظ لها أنها أفلحت في إنقاذ المريخ من مصير أسود، كان سيؤدي إلى هبوط الفريق إلى الدرجة الوسيطة بأمر الفيفا، لو لم يبادر مساعد الرئيس أوكتاي بسداد الغرامات الدولية مشكوراً. * أفلحت مجموعة ود الشيخ في استقطاب دعم مالي مقدر من السلطة، وساهم عبد الصمد في تغطية الفرقة من حر ماله، بينما تفرغت المجموعة الأخرى لافتعال المشاكل، وتصفية الحسابات، والظهور الإعلامي السالب، وإثارة النزاعات مع فئات عديدة من مجتمع المريخ. * لا أدل على ذلك من طريقة تعامل بعض أعضاء المجموعة المذكورة مع مبادرة الأخ جمال الوالي بتوفير كلفة السفر الدولارية ليوغندا والجزائر بقرضٍ حسن، خصماً على حافز البطولة العربية. * مبادرة عادية من الوالي، انبرى بعض أعضاء المجلس لنفيها بإصرار شديد، برغم أن من سلمهم الدولارات أكد غير مرة أنه استلمها من جمال! * نفس المجموعة شكرت قطب المريخ حافظ عوض (وهو يستحق الشكر والإشادة) لأنه وفر أموالاً مقدرة للمجلس عدة مرات، وتسلمها منه لاحقاً، كما شكرت عضو المجلس أحمد مختار لأنه أحضر لها مبلغاً مالياً بالجنيه لتغطية مستحقات كليتشي، وتسلم مقابله 15 ألف دولار في الإمارات، بسعر 48 جنيهاً للدولار! * شكروا حافظ وأحمد مختار (برغم تحفظنا على ما فعله الأخير)، فما الذي يمنعهم من توجيه الشكر لجمال، أو حتى كف ألسنتهم عن نفي ما فعله للمريخ؟ * علاقة المجموعة التي يقودها قريش ويتحدث باسمها أسد مع مجتمع المريخ تحتاج إلى إعادة صياغة كاملة. * طريقتهم العجيبة في التعاطي مع ملفات النادي نفرت رئيس النادي نفسه فاستقال من المجلس، وتسببت في إبعاد الممول الأول! * ذلك ليس غريباً على مجموعة بدأ عملها بالتعدي على من سبقوها، عبر مؤتمر الديون والطعون الشهير، وبادر أحد أنصارها بخلع جلبابه في الإستاد مشيراً إلى عنقه بعلامة الذبح عقب فوزهم بالانتخابات مباشرةً! * مجموعة تستند إلى إرث كبير من الخلافات والنزاعات وتميل إلى تصفية الحسابات، لم تغير النهج الذي اتبعته في المعارضة حتى عندما تولت حكم النادي. * ما لم يغيروا ذلك النهج فلن يفلحوا في إدارة المريخ. * مطلوب من المجلس أن يبدأ بنفسه، ويوحد شقيه، ويعالج خلافاته، ويعيد المستقيلين والمبتعدين، ويوقف أعضاءه المتفلتين عند حدهم، ليكفوا عن إثارة المشاكل، ويسهموا في تنقية الأجواء. * البداية لابد أن تتم بإعادة رئيس النادي إلى منصبه، والاعتذار عن تهميشه وتغييبه عن قرار إعفاء أمين المال، وتحويله إلى التحقيق. * قرار أحمق ومتسرع، تسبب في تصدع المجلس أكثر مما هو متصدع، وتسبب في استقالة ود الشيخ. * التراجع عنه لازم ومهم، ومحاولة ضم عبد الصمد إلى منظومة المجلس ضرورية بعد إعادته إلى مهامه، لأن المجلس بحاجة إليه لتوفير المال الغائب. * مطلوب من عبد الصمد نفسه أن يعيد صياغة علاقته بمجلسه، ويلتزم بحضور الاجتماعات، وتقديم تقارير مالية دورية للمجلس. * رفع معدل العناية بالفريق مهم للغاية، لأن اللاعب الذي لا ينال مستحقاته لن يقدم شيئاً لفريقه. * لذلك نناشد أقطاب المريخ وميسوري النادي مساعدة المجلس مادياً على سداد مستحقات اللاعبين، ونتوقع من روابط الخليج أن تتعاون مع سعادة اللواء كمال شقاق رئيس القطاع الرياضي في سداد المستحقات. * ملف العلاج ينبغي أن يشهد تغييراً جذرياً، لأن الموسم الحالي مضغوط، وستتنوع فيها الإصابات لتفقد الفريق أفضل لاعبيه مثلما حدث في الفترة السابقة. * دخول كبار المريخ على الخط يمكن أن يساعد المجلس على استعادة وحدته، ويتمكن من قيادة النادي إلى بر الأمان بعقد جمعية تعديل النظام الأساسي في أجواء وفاقية. * النظام الأساسي الذي وضعه شخص لا علاقة له بالقانون يزخر بالثقوب والثغرات، ويحتاج إلى مراجعة شاملة، وتغيير جذري كي يأتي ملبياً لطموحات قواعد المريخ. * لذلك يسعدنا أن نقدم تشريحاً مفصلاً لتلك الثغرات والعيوب خلال هذه المساحة في مقبل الأيام، كي نعين كبار المريخ على تلافيها. * ما لم يحدث ذلك فسيواصل المجلس تعثره، وسيسجل المريخ من الفشل في إدارة النادي الكبير. آخر الحقائق * مطلوب من ود الشيخ أن يعود لممارسة نشاطه في المجلس. * ونتوقع من المجلس أن يعيد عبد الصمد لمنصبه كي يعينه على التمويل. * مطلوب من عبد الصمد نفسه أن يدشن عودته لمهامه بجرد حساب كامل لكل الدخل والمنصرف في فترة عمله كأمين للمال. * ملف العلاج أولى الأوليات. * لا يعقل أن يفقد الفريق معظم أساسييه في كل مباراة بسبب القصور المريع في ملف العلاج. * صبر المجلس على المدرب وإخفاقاته المتتالية فتعالى عليه الزلفاني. * مبادرته بالسفر من الجزائر إلى تونس من دون موافقة رئيس البعثة يجب أن تواجه بصرامة. * لا يوجد لديه رصيد يدفعه إلى التعالي على المريخ. * التعاقد معه في الأصل كان خطأً كبيراً. * مدرب مغمور، ضعيف الخبرة، لم يدرب سوى نوازيبو الموريتاني. * خصم الفيفا ست نقاط من رصيد منافسه الوحيد في الدوري ففشل في الظفر باللقب. * المريخ دربه المونديالي أوتوفيستر. * وتعاقب عليه أعظم المدربين الأجانب. * رودر وهورست وكروجر والبونسي كريستو والفرنسي غارزيتو وأحمد رفعت ومحمد عمر وحسام البدري ورادان وريكاردو وكاربوني وغيرهم. * لا توجد أدنى مقارنة بينهم والتونسي المغمور. * أي مدرب وطني أفضل من الزلفاني. * لم يحقق مع المريخ شيئاً يشجع على إبقائه. * لو كنت في موضع القرار لطلبت منه أن يبقى في مكانه. * إذا كان يتوهم أنه حقق إنجازاً كبيراً يمنحه الحق في التعالي على المريخ فهو مخطئ. * طريقة الخندقة التي انتهجها في مباراة اتحاد العاصمة كادت تطيح المريخ من البطولة. * وتبديلاته الخاطئة تسببت في إهداء درع الشيخ زايد للهلال. * الزلفاني لم يعرف التتويج بالألقاب إلا مع المريخ. * بطولة كأس السودان الأخيرة هي الوحيدة في سجله التدريبي الخالي من الألقاب. * الهاجس المالي ما زال حاضراً في ردهات المجلس. * حافز المائتي ألف دولار سيدفع بعد نهاية المرحلة المقبلة. * والالتزامات العاجلة بالمليارات. * المجلس لا يمتلك كلفة السفر لأداء المباراة المقبلة في الدوري وأعضاؤه متشاكسون حول هوية من يمثل النادي في قرعة الدور ربع النهائي في البطولة العربية. * ما لم يتلافوا مشاكلهم ونزاعاتهم أولاً فلن نتوقع منه أن يفلحوا في إدارة النادي الكبير. * آخر خبر: عوجة رقبة المجلس أولاً.