□ تفاصيل دقيقة جداً تحكمت في المواجهة الكروية التي كانت من الطراز الرفيع خلال جميع مباريات الدوريات الأوروبية كونها حملت عنواناً بارزاً للفريقين المتنافسين وهدفاً محدداً لا ثاني له فالسيتي للفوز وتقليص الفارق والليفر للفوز وتوسيع الفارق أو الخروج بالتعادل على أسوأ الفروض للحفاظ على فارق السبع نقاط. □ بتلك المعطيات دخل الفريقان إلى ملعب الاتحاد بمدينة مانشستر وقدموا لنا كرة قدم رفيعة جداً وعملًا فنيًا مميزًا من كلا المدربين وإن كان الألماني كلوب أقل في الثلث الساعة الأخير لتفريطه وقبوله للهدف الثاني رغم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان. □ فالنقطة في ظل هذا الاندفاع القوي من السيتي كانت بمثابة الانتصار لأنها ستبقيك متصدراً بفارق (سبع) نقاط وستبعد فريقك عن الضغط خلال المواجهات السبع عشرة المتبقية التي ستكون أي منها بمثابة مباراة نهائية للأطراف الثلاثة المتنافسة على اللقب (ليفربول 54 نقطة) (السيتي 50 نقطة) (توتنهام 48 نقطة). □ تلك التفاصيل بدأت باستحواذ كامل للسيتي واندفاع هجومي قوي وضغط رهيب على حامل الكرة ليسجّل الريدز أقل وصول للمرمى منذ انطلاقة الدوري بسبب تكتيك جوارديولا المبني على عدم إتاحة أي مساحة للبناء الهجومي لليفر. □ جوارديولا يعلم جيّداً أن قوة ليفربول الهجومية تبدأ دوماً من الاسكتلندي (روبنتسون) فأشرك له رحيم استيرلنج وأجهد ارنولد بالألماني ساني وهو الدور الذي فشل فيه كل من ماني وصلاح بتدعيم الجوانب الدفاعية أمام ظهيري الريدز. □ رغم سيطرة السيتي خلال الشوط الأول وجد ليفربول فرصة ثمينة جداً في الدقيقة (17) بعد اصطدام كرة ماني بالقائم وعادت لترتد من ظهر المدافع (ستونز) الذي أخرجها من خط المرمى قبل مليمترات من عبورها لداخل الشباك. □ خلال الشوط الأول وجد السيتي رغم سيطرته المهولة فرصتين فقط الأولى أهدرها دايفيد سيلفا من عرضية ستيرلنج والثانية أودعها الأرجنتيني اجويرو شباك الريدز من زاوية شبه مستحيلة قبل خمس دقائق من نهاية الشوط الأول. □ كلوب أهدر على فريقه وقتاً طويلاً وهو يدفع بالثنائي هندرسون وميلنر في وسط الملعب أمام وسط ناري من قبل السيتي حيث ظهر الفرق بعد دخول فابينهو بديلاً لميلنر فانتظمت ألعاب الليفر وشكّل خطورة على مرمى السيتي حتى أدرك التعادل في الدقيقة (64) من عمل ثلاثي متقن من ارنولد وروبتسون وفيرمينو. □ عودة ليفربول في ظل بذل السيتي لمجهود بدني كبير كان يستوجب من كلوب أن يبدأ في تدعيم ظهيري ليفربول بلاعبين لأداء الواجب الدفاعي لإيقاف انطلاقات ساني ورحيم بدلاً من أن يطمع في نقاط المباراة. □ فكان الأفضل إشراك كلاين أمام ارنولد بدلاً من صلاح أو فيرمينيو والاستفادة من شاكيري في المرتدات ولكن الألماني بعد أن أدرك فريقه التعادل بحث عن الفوز في ظل شراسة مرتدة من السيتي لاستعادة المباراة وهو ما نجح فيه عند الدقيقة (72) بهدف عن طريق الألماني ساني في ظل غياب تام لارنولد في الموقع المذكور. □ ما بين كرة صلاح المهدرة لإدراك التعادل وغفلة ارنولد من ساني خرج السيتي من المواجهة منتصراً. □ عموماً المواجهة كانت في قمة الإثارة وأشبعت غريزتنا الكروية ولكن الأمر سيختلف الآن فليفربول سيجد نفسه تحت الضغط لأنه سيفكّر كثيراً في فارق النقاط الأربع مع السيتي الذي أنعش معنوياته بتحقيق الانتصار الغالي بينما سيعاني الريدز من مشكلة ظلّت تلازمه كلما كان منافساً على لقب الدوري. □ وهي أن ليفربول عندما يبدأ نزيف النقاط فإنه يتأثّر معنوياً ويمتد التفريط المذكور للمواجهات الأخرى. □ في موسم 2008-2009 فقد ليفربول البطولة بفارق نقطتين فقط عن مانشستر يونايتد البطل والليفر وقتها أهدر (خمس) نقاط في الجولتين (26 و 27) بالخسارة من ميدلزبرة والتعادل أمام السيتي وبالرغم من أن الأحمر في الموسم المذكور كسب اليونايتد على ملعبه في المواجهة الفاصلة (4-1) إلا أن تعادله أمام الآرسنال (4-4) منح البطولة للمانيو.
□ حتى في الموسم (2013-2014) خسر ليفربول من تشيلسي بالأنفيلد (0-2) وعاد وتعادل أمام كريستالا بالاس (3-3) رغم أنه كان متقدمًا (3-0) فتسرّب اللقب من بين يديه للسيتي.
□ من يرغب في تحقيق البريمرليج عليه أن يتحلى بالنفس الطويل لأن هناك (سبعة) فرق تسعى جاهدة لتفادي الهبوط و(ثلاثة فرق) تتنافس على اللقب و(ثلاثة) على المركز الرابع المؤهّل لدوري أبطال أوروبا و(سبعة) فرق على مراكز الدوري الأوروبي وهنا تكمن صعوبة المواجهات السبعة عشر القادمة. □ حاجة أخيرة كده :: كرة قدم من عالم آخر.