□ تعلمنا من التجارب السابقة على مستوى الكرة السودانية أن الشحن الزائد لإحدى المباريات لا يكون في مصلحة الفريق مهما كانت النوايا حسنة وتتعلّق بشحذ الهمم ودعم الفريق لأن سيكولوجية اللاعب السوداني هشّة جداً تجاه الضغط النفسي والعصبي. □ نحن بعيدون كل البعد عن ثقافة تحمّل الشحن الزائد المذكور ومازلنا نتلمّس الخطى لتجاوز ضغط أكثر من خمسين ألف مشجّع بالمدرجات والملايين من خلف الشاشات لمطلب واحد لا ثاني له هو تجاوز الخصم فقط. □ هناك شحن بلا (ضغوط) يتعلّق (برد الاعتبار) في المقام الأول ومن ثم البحث عن (التأهّل) مثلما حدث مع المريخ في مباريات الأهلي المصري (3-1) وكانون ياوندي (4-0) وأوتالي الكيني (3-0). □ فجميع تلك المواجهات دخلها المريخ بثقافة (رد الاعتبار) في المقام الأول فلعب بهدوء وتركيز لأنه كان يعلم تماماً بأن العبور أشبه بالمستحيل ورغم ذلك فإن ورقة التأهّل كانت قريبة جداً في كل المباريات. □ لو تذكر أيها القارئ الكريم تصفيات كأس العالم المؤهّلة لنهائيات (كوريا الجنوبية واليابان 2002) حظيت مباراة السودان ونيجيريا في الجولة الثامنة من التصفيات الأفريقية بشحن إعلامي وجماهيري لا مثيل له ووجد لاعبو المنتخب أنفسهم تحت ضغط كبير. □ وقتها أذكر جيّداً المران الرئيسي للمنتخب وتلك الجموع الغفيرة التي احتشدت في المران وأيقنت تماماً أن لاعبي المنتخب سيدخلون المواجهة بتوتر كبير وبلا تركيز. □ وبالرغم من تألّق المنتخب في الجولات السابقة للمواجهة التي كسب فيها ليبيريا وغانا وسيراليون بأرضها إلا أنه سقط (بالأربعة) بعد ضياع فني تام بسبب الشحن السلبي بالتأكيد. □ المريخ بالذات عانى من هذه النقطة في عدد من المباريات (المفصلية) والتي كانت في المتناول ومع ذلك أخفق في العبور بسبب الضغط الإعلامي الكبير والشحن الجماهيري الطاغي المطالب بالكسب ولا شيء سواه. □ صحيح أن ذلك يعتبر طموح مشروع وحق جماهيري وإعلامي ولكن تكثيف جرعات الضغط على اللاعبين ستنعكس عليهم سلباً وسيدخلوا مواجهة النجم بتوتر كبير وغياب للتركيز. □ المريخ دخل مباراة الترجي التونسي في (2010) بذات الضغط المطالب (بالتأهّل) وليس (رد الاعتبار) بعد الخسارة بتونس (0-3) فكان الحشد تاريخياً ورغم أن المريخ أنهى الشوط الأول بالتقدّم بهدف إلا أنه خرج متعادلاً بنتيجة (1-1). □ أول معاناة للمريخ من الشحن الزائد والضغط العصبي كان في نهائي الكونفدرالية (2007) بعد أن تعامل الجميع مع المواجهة بأنها واحدة بإستاد المريخ ولم يترك مجالاً للتفكير في لقاء الإياب (بتونس) فتشتت التركيز وتاه المريخ على ملعبه. □ نفس الشحن حدث في نهائي سيكافا (2009) فالأحمر رغم أنه هزم خصمه الرواندي بنصف درزن من الأهداف في مرحلة المجوعات إلا أنه جاء وخسر منه في النهائي بهدف نظيف. □ تكرر ذات الأمر في (2012) ونصف نهائي الكونفدرالية أمام الفهود الكونجولي في مواجهة كانت تستوجب من المريخ أن يحرز هدفًا فقط ليعبر للنهائي وطيلة التسعين دقيقة فشل المريخ في تحقيق الهدف المنشود. □ والكثير من الأمثلة مباراة الهلال في ختام الدورة الأولى (2006) مباراة الأهلي الخرطوم في ختام الدورة الأولى (2011) وفي المرتين كان المريخ قد حقق الفوز في جميع المباريات التي سبقت المواجهتين إلا أنه قبل التعادل مع الهلال في (2006) وخسر من الأهلي الخرطوم في (2011). □ لأن الضغط وقتها تحوّل من فريق يجب أن يحافظ على الصدارة إلى فريق يبحث عن إنجاز (العلامة الكاملة). □ على الجميع أن يعي أن المريخ دخل لهذه البطولة دون طموح الوصول للنهائي وتقدّم في المشوار رويداً رويداً بسبب (قلة الضغوط) وتلاشى الشحن الزائد فكان يؤدي مبارياته على ملعبه بثقة كبيرة جداً وبهدوء نفسي منحه حق اكتساح اتحاد العاصمة والمولودية وقبلهم الجيش السوري خارج الديار. □ نعم، جميعنا يطمح في أن يظفر المريخ بورقة النهائي وهو حلم ومراد أي مريخي ولكن علينا أن نخفف حدة الضغط والشحن الزائد ونتعامل مع مباراة النجم الساحلي بذات مفاهيم مباراتي المولودية واتحاد العاصمة. □ علينا أن نقول إن النجم الساحلي التونسي أفضل من المريخ فنيًا ولكننا سنحاول العبور بإذن الله وليس (الجزم القاطع) بإقصاء النجم بكل سهولة. □ تابعوا كيف كان رافاييل بينتيز مدرب ليفربول في (2005) يصرّح كلما تقدّم فريقه في البطولة الأوروبية ليخفف من الضغط على اللاعبين حتى توج بلقب الأبطال بعد مباراة دراماتيكية أمام ميلان الإيطالي. □ حاجة أخيرة كده :: بنفس الهدوء السابق سنتجاوز النجم بإذن الله.