* كنا نعيب على نصر الدين النابي في زمان مضى حرصه الشديد على مطالعة الصحف الرياضية بشكل مستمر ليعرف رأي الناس فيه، ويهلك الكثير من زمنه الصباحي في الاتصال بهذا وذاك لاستقطابه وتحييده، كان النابي يخاف من الإعلام، لذلك يبدو مرتبكاً جداً في تشكيلته وفي اتخاذ قراراته فكان الأفضل له وللهلال أن يغادر غير مأسوف عليه، بالرغم من أن الحظ ساعده في فترته وحقق انتصارات باهتة بلا طعم أو لون أو رائحة..!! * جمهور الهلال ليس مثل جمهور المريخ ليخرج علينا مدربنا ويقول "من أراد الإثارة فليذهب إلى دور السينما" فتلك العبارات المستفزة تعجل برحيل مدربي الأسياد حتى وإن كانوا يحققون الفوز بالعشرات من الأهداف ولكن ذاك المريخ الذي يمكن أن يحدث فيه كل شيء منطقي أو غير منطقي..!! * ما قادنا لاجترار ذكرى المدرب التونسي هو عاكف عطا، لاعب الهلال السابق ومدربه الحالي والذي يبدو فيما يبدو أنه حريص على مطالعة الصحف وأعمدة بعينها ليقرر أين يقف وماذا يفعل لإرضاء أصحاب الأصوات العالية المقربين للرئيس، ولعل هذا ما يشرح تحويل بشة إلى دكة البدلاء، والذي بدا واضحاً خلال تدريبات ما بعد النمور، ولعل عودة سريعة بالذاكرة تقودنا إلى حروف قاتلة كانت تشير إلى الاعتماد على بشة في الشوط الثاني خلال عشر دقائق أو ربع الساعة الأخيرة من المباريات، ولعل عاكف عطا لم يقل سمعاً وطاعة بل اختصر المسافة وشرع فعلياً في التنفيذ، وهذا يفسر ما دار في المكالمة الليلية الغاضبة التي جرت بعد مباراة الأهلي شندي..!! * ربما أفسد عاكف عطا إمكانية الفوز على الأهلي شندي في اللقاء الأخير لأنه ظل مرتبكاً وعاجزاً عن اتخاذ قرار مناسب بسحب بكري المدينة المنفعل جداً والدفع بمحمد عبد الرحمن لإحراج دفاعات أصحاب الأرض، لذلك كان طبيعياً أن يسحب نزار بتوجيهات عليا ويدفع بعمر بخيت وكأنه يريد أن يحافظ على النتيجة التعادلية تلك، ثم أخيراً يسحب بكري المدينة ليشارك محمد عبد الرحمن في مساحة زمنية ضيقة، ويجري تبديلاً مضحكاً بدخول سيدي بيه في الزمن المحتسب..!! * المدرب الذي يذوب شخصيته في حبر الأقلام ويحرص على إرضائها حري به أن يبقى في داره بعيداً عن الأضواء، والمدرب الذي يقبل هذه التدخلات السافرة في عمله يفقد أهم مميزات المدرب وهي قوة الشخصية التي ينبغي أن تقود مشواره فيضع تشكيلته ويتحمل النتيجة أياً كانت، فتلك من الأساسيات التي ينبغي توافرها في المدرب قبل الخبرة والدراية والمعرفة، فالمدرب بلا شخصية مجرد ورقة تتقاذفها الريح ولا تكاد تثبت على حال..!! * الهلال نادي كبير ويحتاج مدرباًَ يملك شخصية وكاريزما تستطيع أن تتعامل مع هذه الفوضى حوله، وأن يضع حداً لسطوة "الحشريين" فيما لا يخصهم، وأن يلطم تنظيراتهم بفرض رأيه صحيحاً كان أم خاطئاً فلقد جئنا به ليقرر هو وفق معرفته وعلمه لا برؤى العاجزين عن ملء أماكنهم التي احترفوها حتى..!! * عاكف عطا في مطب خطير وتأريخي، والقرار بيده ليكون مدرباً بقامة الحدث وبقامة اسمه وتأريخه، أو يكون مجرد مدرب من ورق يعبث به الآخرين ويفرضوا آراء فنية عليه ليكون مجرد شخص يقف على الخط فقط ولكنه لا يملك قراره..!! * الهلال يمر بوضع صعيب لو يدرك الناس هذا، ورئيسه يأتي من تسفاره المستمر "ليبيع الترماي" للجماهير ثم يغادر من جديد، ولعلهم لن يستوعبوا الدرس هذا إلا حين نجد الهلال يغادر من المحطات الأفريقية الأولى، ويبدأ تنصل الكرادنة من كاردينالهم ولكن بعد فوات الأوان..!! * ما نقوله اليوم يراه المتعصبون حلماً، وغداً سيتذكرون إلى أين قادوا هلالهم..!! * عاكف عطا.. أوعك تخاف.. قالوا البيخاف من الكلاب بتهوي فيه..!!