(اقبلي.. اتجمعي.. احمري.. ارعدي ثم اهطلي متى شئتي وكيفما شئتي فلا لوم عليك ولا تثريب لانك مريخية الوجه واليد اللسان, حديث كل انسان وتاج كل زمان فلتهنئ ولتدومي في علاك) يظل الاحساس بالتقصير من جانب امة المريخ في حق ابناء المريخ الذين ارتبطوا به لاعبين اخلصوا له وذادوا عنه بارواح ودماء وعرق يؤرق منامي ويقلق مضجعي ويثير شفقتي على هؤلاء وانا بالطبع واحد منهم, لا اتنصل او أربأ بنفسي مما حاق بهم ولكني اعمل بمبدأ الاية الكريمة: (ويؤثرون على انفسهم ولوكان بهم خصاصة).. صدق الله العظيم.. كانوا دررا تزينت بهم سماء المريخ ونجوما سطعت تنثر ضياءها تبدد به ظلمة ما عادت تتسلل الى اركان السماء المريخية التي تجملت ضياء ونورا واشراقا, وقد تزامن ذلك كله مع تمتعهم بقوة ينتفع به المجتمع المريخي يتمثل في انتصارات وبطولات وانجازات في المباني والمنشات انحرفت عن خطها الذي اعتادت ان تسلكه هذه المرة, فقد انتظمت وتجمعت لتهطل في واحة اولئك اللاعبين السابقين التي اجدبت عيونها ونضبت قيعانها فلا نخيل تعلى ولا ثمر تدلى وكادت ان تنعدم الحياة فيها, فالنبش في سيرة اولئك الاخيار وجلي ما صدأ من ذكراهم لتشع مجددا ويبصر بها من لم يراهم من جيل المريخ الحالي واجب علينا نحن من عاشرناهم وزاملناهم ان نقوم به ونضطلع باعبائه, فنحن خير من يتحدث وينفض الغبار عنهم, وفي كلام اليوم اتناول سيرة واحد من اولئك الابطال الافذاذ الذين سما بهم المريخ وسموا به: جعفر يوسف الشهير بجعفر نحلة واحد من من ابرز نجوم المريخ الذين التحقوا بركبه في اواخر ستينات القرن الماضي, تلك الفترة التي عرفت ضمنا بازهى فترات المريخ واغناها فنا وابداعا وانجازا, جاء الى المريخ من فريق الوطن اقوى فرق مدينة الدويم انذاك, وقد كان واحدا من اميز لاعبي مديرية النيل الابيض ان لم يكن اميزهم على الاطلاق, تزامن انضمام جعفر نحلة الى المريخ مع انضمام نخبة من اللاعبين الشباب شكلوا جيله الذي اضاء سماء المريخ بامتاع وفن وابداع, صلاح عباس، فتحي شيتا, سيد بطه، حمزة الطيب، نوح، نورالدائم، صلاح مشكلة، سانتو الخرطوم، ابراهيم الهاشمي (ابراهومة), مبيدو واخرين لا يسع الوقت لذكرهم.. امتاز جعفر نحلة بخفة الحركة وذكاء حاد هما من اهم متطلبات وظيفته في الملعب بوصفة جناحا اجاد اللعب في كلا الجانبين الايمن والايسر فقد تمكن بمهاراته وامكانياته العالية ان يجد لنفسه مكانا امنا وقد واتته الفرصة ليثبت لجمهور كرة القدم عامة وللجمهور المريخي بصفة خاصة انه لا يقل قدرة ومهارة وغيرة على المريخ من جناحيه المشهورين جقدول النفاثة وجادالله الكاروشة رحمهما الله رحمة واسعة واسكنهما فسيح جناته, هذا وقد حفظ التاريخ المريخي لجعفر انه قد اهدى فريقه المريخ نصرا غاليا على نده التقليدي الهلال بهدف وحيد احرزه في مباراة شارك فيها وهو يعاني من وعكة صحية تحامل على نفسه منها, وطوال فترة لعبه في المريخ والتي امتدت لاربعة مواسم سافر بعدها الى السعودية كان يظهر مستوى رائعا واداء جميلا حجز بهما مكانة ثابتة ضمن ال16لاعبا الاوائل في المريخ, وبجانب خفة الحركة داخل الملعب فقد امتاز جعفر نحله بخفة الدم خارج الملعب وتحفظ له طرفة كان رئيس نادي المريخ وقتها حسن ابو العائلة ينفجر ضاحكا كلما تذكرها بوصفه احد ابطالها والشاهدين عليها, فقد شهد مطلع عام 1969 قيام رحلة للمريخ الى المملكة العربية السعودية تولى رئاسة بعثتها رئيس النادي حسن ابوالعائلة وقد كان جعفر نحلة ضمن افراد هذه البعثة وفي مقر البعثة الذي كان مجاورا لسوق باب شريف اشهر الاسواق بمدينة جدة اعطى ابوالعائلة تعليمات بعدم مغادرة مقر البعثة حتى الفراغ من اداء المريخ لمباراته الاولى والتي كانت مع فريق الاهلي ولكن جعفر لم يلتزم بتعليمات حسن ابو العائلة ليس قصدا ولكن جهلا بسياسته ونظام المعسكرات التي لم يألفها من قبل مع فريق كبير مثل المريخ وعند عودته من مشواره الذي ذهب من اجله لسوق باب شريف مازحه اللاعب جادالله ومخوفا له قائلا: جهز نفسك يا جعفر, ابوالعائلة حلف يرجعك السودان, فرد عليه جعفر في الحال ودون تردد: (يا اخوي بعد ما اشتريت شيلتي ان شاء ا لله يرجعني في سنبوك) فضحك الجميع بمن فيهم المرحوم حسن ابوالعائلة الذي لم يراه جعفر وهو جالس على كنبة في ركن منزوٍ بصالة استقبال مقر البعثة, يذكر ان جعفر وقتها كان يجهز في حاجيات زواجه التي كانت تشكل الشيلة اهم بنودها.. لقد اخلص جعفر نحلة للمريخ كثيرا رغم قصر فترة بقائه بالمريخ وهو الان وبعد طول المدة التي اعتزل اللعب فيها يتطلع ان يتواصل عطاؤه للمريخ ولكن هذه المرة من خلال ابنه محمد والملقب بالشلهوب لاعب فريق الهلال والمنتخب السعودي المشهور.. محمد يؤكد المثل القائل (ابن الوز عوام) ومن شابه اباه فما ظلم, فهو يمتلك كل مقومات اللاعب المتمكن المقتدر لا سيما وهو صغير السن وقد بدأ شبلا بنادي بري اشرف على تدريبه لاعب الهلال السابق والمدرب الحالي الفاتح الريشة وقد اشاد به كثيرا وبمستواه المتميز ذلك المستوى الذي مكنه ان يكون ضمن اللاعبين الذين تم اختيارهم لمنتخب الشباب السوداني الذي شارك في البطولة الخماسية التي اقيمت بزمبابوي مؤخرا, محمد مشروع للاعب مريخي صغير سيفيد المريخ كثيرا اذا التقط بعناية واحيط برعاية وهو (ودالبيت) كما يقولون وقبلها ولد جعفر نحلة احد اميز ابناء البيت المريخي. إسناكس وليس يهلك فينا سيدا ابدا الا افتلينا غلاما سيدا فينا