* أعرب أخونا مزمل أبوالقاسم عن قلقه الشديد من ذهاب المدرب غارزيتو في حال، لا قدر الله، خرج المريخ بنتيجة سلبية أمام عزام يوم السبت.. * وقال مزمل تعبنا من تغيير المدربين عقب الهزائم.. وسئمنا من محاسبتهم بالقطعة.. * وقال مزمل إنه لم يسمع بمدرب تم التعاقد معه وإلزامه ليجلس متفرجاً لمدة عام وإن ذلك يضمن نجاحه مع الفريق.. * حقيقة إقصاء المدربين الأجانب أو تغييرهم عقب كل خسارة أو خروج من منافسة، يعتبر من أكبر المشاكل التي تعوق تطور الكرة في السودان أو المريخ.. وكثيرون يقولون إن عدم استقرار فريق المريخ في السنوات الأخيرة سببه عدم استقرار التدريب في الفريق. * بحكم الإقامة قبل حوالي 45 عاماً في حي العرضة شمال بمنزل ابن خالتنا المريخي محمد النعيم (بقاري) متعه الله بالصحة والعافية، كان من حظنا أن نكون قريبين من نادي المريخ واستاده منذ أن كنا صبية وشفع صغار نقف خلف المرمى لإحضار الكرات أثناء التدريبات.. * تابعنا عشرات وبما يقارب المئات من المدربين الذين دربوا المريخ بداية من أيام المرحوم منصور رمضان أعظم مدرب شاهدناه في تاريخ المريخ.. وحتى أيام سلسلة الخواجات الذين تعاقبوا على المريخ في السنوات الأخيرة.. والذين يأتون في بداية كل موسم ولا يمكثون طويلاً لدرجة أن يتعاقد المريخ أحياناً مع ثلاثة مدربين أجانب في الموسم الواحد..! * عشرات المدربين الأجانب دربوا المريخ وكلهم تقريباً لم يحققوا انجازات تذكر على المستوى الدولي مع المريخ.. عدا الألماني الشاب ارنست رودر، والذي كما قلنا كان محظوظاً بوجود تشكيلة ثابتة ومتجانسة من اللاعبين الموهوبين، ومن الله عليه بعدم وقوع إصابات وغيابات خلال الموسم الوحيد الذي درب فيه المريخ وحقق فيه الإنجاز القاري الوحيد في تاريخ الأندية السودانية (كأس الكئوس الأفريقية 1989م). * رودر لم يقم بأي تغيير في تشكيلة المريخ ولم يغير طريقة اللعب التي ألفها اللاعبون في ذلك الوقت (4/3/3).. كما اعتمد كثيراً على مساعده ابن المريخ محمد عبدالله أحمد مجذوب (مازدا) ولهذا حقق النجاح، ولكن للأسف غادر رودر عقب تحقيق انجاز كأس أفريقيا.. والغريب إنه لم يذهب لتدريب أندية أخرى بل قام بافتتاح نادٍ خاص لرياضة الجولف في ألمانيا! * إذا سألنا أنفسنا لماذا فشل مئات المدربين الأجانب مع المريخ والأندية السودانية الأخرى؟ * الإجابة ستكون لأننا نحضر هؤلاء المدربين ونمنحهم كل الصلاحيات في العمل دون الانتباه لأهمية دور المساعدين الوطنيين الذين ينورون الخواجات بما يجهلونه عن اللاعبين ومستوياتهم وتاريخهم وبيئة الكرة السودانية والأندية المنافسة على المستويين المحلي والأفريقي.. * تابعنا فشل مئات المدربين الأجانب في المريخ والهلال لأننا نحضر هؤلاء الخواجات وننظر إليهم كسحرة يحيلون الخسائر والإخفاقات إلى انتصارات بلمسة من عصيهم السحرية!! * سبق أن جلست مع أكثر من مدرب سوداني من الأصدقاء، وتحدثت معهم عن المدربين الأجانب.. وكلهم أكدوا إن المدرب الأجنبي الجديد لن يحقق النجاح إذا حاول الهيمنة على الأمور لوحده وهو مستجد.. خاصة المدربين الأجانب الذين يحضرون معهم كوتة مساعدين من بني جلدتهم وأصدقائهم ويرفضون المساعدين السودانيين.. * النجاح في التدريب يعتمد أساساً على امتلاك خلفية واسعة عن لاعبي الفريق والفرق المنافسة وبيئة الكرة السودانية ونفسيات اللاعب السوداني وتاريخ تربيته الرياضية وقدراته البدنية واللياقية.. * إذا حاول المدرب الأجنبي المستجد أن يعمل لوحده فسيلجأ للتجريب والاستكشاف وسط اللاعبين حتى في المباريات التنافسية.. مما يعرض الفريق للهزائم والإخفاقات.. * والمعروف إننا في السودان لا نطيق الهزائم ولا نعرف الصبر أمام الخواجات عندما يحولون الفريق إلى حقل تجارب.. * فأما أن يحقق الخواجة الانتصارات بعصاه السحرية من أول وهلة أو يذهب من حيث أتى، فتدور ساقية تغيير المدربين الأجانب مع كل موسم، وأحياناً أكثر من مرة في الموسم الواحد!! * المدرب الخواجة العاقل هو الذي يدرك منطق الأمور، وبالتالي يعتبر المساعد الوطني مهماً جداً له.. ليختصر له زمن التجريب والاستكشاف وسط اللاعبين.. * ويكون المدرب الخواجة محظوظاً إذا وجد فريقاً مكتملاً وله تشكيلة أساسية ثابتة وطريقة لعب ثابتة ومهضومة وسط اللاعبين.. ومع هذا كله يحرص الخواجة على الإعتماد على المساعد الوطني.. ويجعل منه ذراعه الأيمن مثلما فعل رودر مع مازدا.. * المدرب الأجنبي العاقل هو الذي يأتي ويحرص على وجود مساعدين وطنيين شطار، يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن الفريق الذي سيدربه والفرق المنافسة ولاعبيها وطرق لعبها.. ويعطي هذا المدرب صلاحيات بنسبة 90% لمساعديه الوطنيين لفترة يمكن أن تمتد لعام كامل ليجلس هو كمستشار وناصح فقط، خاصة عند اختيار التشكيلات للمباريات والتوليف إذا حدث نقص كامل في بعض الخانات بسبب الإصابات أو الإيقافات. * إذا كان غارزيتو قد احتفظ ببرهان ومنحه صلاحيات كبيرة حتى نهاية الموسم الحالي ربما لم يتعرض المريخ للهزائم والإخفاقات التي حدثت.. * وبعد أن يستوعب غارزيتو ويتشرب بكل شيء يمكن بعدها أن ينفرد بالقرار الفني دون الحاجة لمساعد وطني.. * لكن غارزيتو جنى على نفسه فأراد الهيمنة لوحده على كل شيء وهو المستجد.. فكان من الطبيعي أن تحدث التعثرات وهذا شيء طبيعي.. ويشبه ما يحدث عند محاولة اختراع عقار جديد، فيخضع (للتجارب) أولاً على الفيران أو القرود والتي يمكن أن تتعرض للمرض أو الموت وإلى حين الوصول للتركيبة والجرعة الناجعة! * غارزيتو يمكن أن ينجح إذا صبرنا عليه وتحملنا الخسائر والإخفاقات طوال هذا الموسم لنجني ثماره في الموسم القادم 2016م.. ولكن هل هناك من يصبر لموسم كامل.. لا أظن.. وهذه هي علتنا ومشكلتنا المزمنة..!! زمن إضافي * لا نريد أن نعطي فريق عزام حجماً أكبر منه.. * عزام فريق كرة، وأي فريق كرة مهما كان حجمه يمكن أن تهزمه، مثلما هزم مريخ الفاشر المريخ العاصمي في عقر داره بكل بساطة. * علينا أن نتضافر جميعاً لإقصاء خصمنا.. وعلى اللاعبين بذل أقصى جهد ممكن في الملعب والتوكل على الله.. وإن شاء الله سنقصي الخصم.. * إذا ساعدتنا الظروف ولا زمنا حسن الطالع وكتب لنا الله التأهل فسنتأهل. * وإذا لم تساعدنا الظروف ولازمنا سوء الطالع ولم يكتب لنا الله التأهل فلن نتأهل.. * وفي كلا الحالتين هذه هي كرة القدم يجب أن نرضى بها.. وألا نتعامل مع أي إخفاق وكأنه نهاية الدنيا.. * أنصح بشدة بمخاطبة اللاعبين في المعسكر حول المفهوم أعلاه عن الخصم.. ويجب أيضاً إخطارهم والتشدد معهم بأن المعسكر سيتواصل عقب مباراة عزام مهما كانت النتيجة (تأهل أو غير تأهل) لأن هناك مباراة دورية مهمة تنتظر الفريق يوم الأربعاء القادم بشندي.. * ربما يكون يوم الأحد راحة للاعبين في الفندق، على أن يتدربوا صباح ومساء يوم الإثنين القادم.. ويغادر الفريق صباح يوم الثلاثاء إلى شندي ويتدرب هناك مساء باستاد شندي.. ويبيت اللاعبون في شندي لأداء المباراة الدورية يوم الأربعاء بإذن الله.