حقق الهلال المهم وتأهل الى دور ال 32 في دوري أبطال افريقيا بعد أن تجاوز منافسه الزنزباري المغمورKMK بفارق الأهداف. خسر الهلال عصر أمس في مباراة الاياب بزنزبار بهدف دون مقابل، وتأهل بفضل فوزه في مباراة الذهاب بالخرطوم قبل اسبوعين بهدفين نظيفين. الهلال الذي شاهدناه أمس عبر شاشة فضائية قناة النيل الازرق لم يكن مقنعاً ولا مطمئناً، ونراهن على ان خروجه سيكون قريباً إن لم يجتهد الجهاز الفني في تطوير أدائه. يملك الهلال لاعبين موهوبين ومميزين وأصحاب خبرات، لكنهم يحتاجون للتوظيف السليم، والثقة ورسم الطريقة المناسبة لامكاناتهم. بدأ النقر أمس بتشكيلة نعتقد بأنها كانت مثالية، لكن طريقة لعبه لم تناسب امكانات الفريق الذي واجهه والذي أقل ما يوصف بأنه ضعيف. رغم التحفظ الشديد الذي لعب به النقر في الشوط الاول الا ان الفريق قاد حوالي ست هجمات كانت منها أربع خطرة، ومع ذلك خرج متعادلاً. نسبة امتلاك الهلال للكرة في الشوط الاول كانت افضل بكثير من الفريق الزنزباري، ومع ذلك لم يستفد من هذه النسبة وتحقيق الانتصار. الفجيعة كانت في الشوط الثاني الذي تراجع فيه الاداء بصورة مخيفة، فكان من الطبيعي ان تستقبل الشباك هدفاً وتسلم من محاولتين أخريين. لم يقد الهلال أية هجمات تذكر في الشوط الثاني باستثناء واحدة لم يكتب لها النجاح, وهذا يعني ان الفريق يعاني من ضعف في اللياقة. لن نحمل النقرمسؤولية ضعف الجانب اللياقي لأنه تسلم المهمة قبل نحو اسبوعين فقط ، لكننا نطالبه بالاجتهاد في معالجة هذا الخلل الخطير. اللياقة تعد من أقوى الاسلحة التي تحارب بها الفرق في المنافسات الافريقية، وهي العنصرالوحيد الذي يمكن يساعدها على التقدم في البطولات واحراز الألقاب. ان لم يضع الفاتح النقر، برنامجاً صارماً لرفع لياقة عدد من لاعبيه، ومعرفة اسباب تراجع مستويات البعض الآخر فانه لن يستطيع الاستمرار لأكثر من دور ال 16. وننتظر منه أن يعمل على معالجة الخلل الواضح في متوسط الدفاع، وتحديداً المنطقة التي يلعب فيها سيف مساوي وسيمبو حتى لو اضطر للاستغناء عن أحدهما. الهدف الوحيد للفريق الزنزباري جاء نتيجة هذا الخلل، حيث مرت الكرة المعكوسة من الجانب الايسر دون ان يعترض طريقها أحد لتجد اللاعب سالي غير المراقب فاودعها الشباك. اذا كان دفاع الهلال المكون من لاعبي الخبرة مساوي وسيمبو واتير وسيسه، قد ظهر مرتبكا أمام فريق مغمور فكيف سيكون حاله أمام الكبار؟ نقول ذلك حرصاً على مستقبل الفريق، ونحن على قناعة ان الامكانات الفنية التي يملكها الهلال ستمكنه من الذهاب بعيدا في البطولة شريطة الاستفادة منها على الوجه الأكمل. سيواجه الهلال في الدور المقبل بطل ملاوي الذي تخطى نظيره في جذر القمر، والكرة الملاوية كما نعلم تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة. ننصح مدرب الهلال وادارته بأن لا يعتمدوا في إعداد الفريق للمرحلة المقبلة على التمارين ومباريات الدوري فقط، لأنها لن تفيد الفريق او ترفع من لياقة لاعبيه. استدعاء فرق افريقية من العيار الثقيل للعب معها ودياً في الخرطوم، سيختصر الزمن وسيسهم في إعداده بالصورة المثلى كما حدث عام 1992. في ذلك العام استدعى الهلال ثلاث فرق من كينيا ويوغندا وتنزانيا وتبارى معها ودياً في الخرطوم، فكانت النتيجة تأهل الهلال الى النهائي رغم انه كان قد استغنى عن سبعة من لاعبي الخبرة. لم يتأثر الهلال بشطب لاعبيه الكبار في ذلك الوقت، فبرز في البطولة الافريقية وتأهل الى النهائي ،بفضل الاعداد الجيد ومتابعة المجلس وتهيئة اللاعبين بالصورة المثلى. يملك هلال 2015 كل المقومات التي تؤهله للاستمرار في البطولة، واعادة سيناريو 1992، بشرط ان تكون الادارة والمدرب قريبين من اللاعبين ويعملوا على حل مشاكلهم أول بأول. وداعية: التوفيق للخرطوم الوطني في معركته أمام باور دينمو. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته