الكابلي يفجرها داوية ويعلن عدم عودته للبلاد القانون برعي حبّبني في المريخ.. ولمدة عشر سنوات كنت أغني للأصدقاء فقط حوار: عيسى السراج في اتصال هاتفي بالأستاذ عبد الكريم الكابلي من مقر اقامته بأمريكا أعلن صراحة عدم عودته للبلاد وقال إنه يعيش الآن وسط أسرته وفي أمن وأمان وأعرب عن أمنياته للشعب السوداني ولمحبي فنه بالتقدم والازدهار والصحة والعافية.. وكشف الكابلي عبر هذا اللقاء الهاتفي عن قصة عشقه وانتمائه للمريخ والأسباب التي جعلته يمارس الفن كهواية وليس كمهنة كما تحدث أيضاً عن بداياته الفنية والتي لم يكن يتوقع لها النجاح – حسب قوله- فإلى مضامين الحوار . قال الكابلي في بداية حديثه: أولاً لكم الشكر الجزيل وأحب أن أؤكد بأنني أعتبر نفسي من عشاق الرياضة وحتى هذه اللحظة أسعد كثيراً بمشاهدة مباريات كرة القدم العالمية من خلال جهاز " التلفاز" بجانب مباريات التنس، وقد لعبت الكرة فترة ليست بالقصيرة بل كنت أساهم في انشاء الفرق الرياضية ولا أذيع سراً إذا قلت إنني صاحب فكرة فريق SUN DAY حيث أنشأته بمشاركة مجموعة كبيرة من جامعة الخرطوم وكانت بدايته بالاشتراك مع الأخ البروفيسور علي المك .. وقد بدأناه في أول الستينيات بالمقرن صباح كل جمعة فكان للأخ علي المك الفريق المنافس لي وبعد ذلك انتقل النشاط إلى مساء الأحد وهناك العديد من الذكريات التي تتصل بذلك النشاط إذ كان الدكتور علي المك لا يلتزم بلاعبي الكرة " المغمورين" كما كان الاتفاق بل كان يقوم بتطعيم فريقه ببعض اللاعبين المعروفين بانتمائهم للفرق الكبرى.. وكنتُ أنا في اللقاء الذي يليه آتِ بالمشاهير من لعيبة المريخ فيثور فأقول له " البادئ أظلم" وكنتُ دائماً ما استعين ببرعي أحمد البشير "القانون" وجاد الله خير السيد وجقدول وماجد وكان لكُلِّ منا مشجعون يتبادلون القفشات والنكات الساخرة فكان من بين مشجعي فريقي أخي خفيف الظل صاحب القفشات اللاذعة المرحوم علي عثمان مدني الشهير ب "شهقوقة". برعي هو الذي حببني في المريخ:- وعن سر اعجابه بفريق المريخ يقول كابلي .. " أما بالنسبة للمريخ فقد كان لاعب الكرة المتميز – والعبقري الذي قلَّ أن تجود بمثله الملاعب – " القانون" برعي أحمد البشير فقد كان وقتها بالسنة الأولى بكلية التجارة بينما كنت أنا بالسنة الثانية وقد حببني في فريق المريخ ومنذ ذلك الوقت وجدتُ نفسي أقوم بتشجيع المريخ ولكن بلا تعصب يحجب عني رؤية الهلال وجماليات الأخ الحبيب الأمير صديق منزول وكوارتي وزكي صالح. الكابلي يتحدث عن بداياته الفنية:- وعن بداياته الفنية يقول الأستاذ عبد الكريم الكابلي .. تم اكتشافي صدفة بالطابور المدرسي بمدرسة بورتسودان الوسطى بواسطة الأستاذ ضرار صالح ضرار والذي كان يشرف على الطابور فقد سبق وأن طلب مني المشاركة في تقديم الأناشيد المدرسية بصورة رسمية تختلف عن طريقة الطابور الصباحي وعليه أستطيع أن أقول إنَّ بدايتي بدأت عن طريق الأناشيد بالطابور الصباحي .. وبالصدفة .. ثم بدأت أهتم كثيراً بالآلات الموسيقية.. ومن الطرائف أنني كنتُ مولعاً جداً بالعزف على الصفارة وكنت أجيد العزف عليها تماماً .. إلا أنني لم أتمكن من مواصلة العزف عليها وفضلت العزف على العود ولا زالت علاقتي معه علاقة قوية. عشر سنوات كنت أغني فيها للأصدقاء فقط:- ويواصل الأستاذ الكابلي حديه قائلاً :- إنني ولفترة تقرب من العشر سنوات كنتُ أغني فيها للأصدقاء في شكل جلسات صغيرة واقوم بتقليد كبار الفنانين مع تقديم الأغنيات التي وضعتُ كلماتها وألحانها مثل " يا زاهية" وهي أول أغنية وضعت كلماتها وألحانها وكانت من نصيب أستاذنا الكبير الفنان عبد العزيز محمد داؤود .. وكان هناك أيضاً صوت نقي ومتميز يمتاز به الأخ الحبيب الفنان عمر الشريف والذي تغنى لي بأغنية " سامريني" وقد كنت أحياناً أظهر عن طريقه فأصوغ له الكلمات والألحان وأجعله يرددها .. وعند نقلي خارج العاصمة قدمت أغنية " مروي" وعند عودتي من مروي إلى الخرطوم عائداً لمكان عملي بالهيئة القضائية قدمت عدداً من الأغنيات الخفيفة وهي " الكل يوم معانا" و " زينة وعاجباني" و " يا جار " ثم "أمير" وهي الفترة مابين 1950 وحتى 1960 و قبل ذلك كنت أردد أغنيات أساتذتنا الكبار أمثال إبراهيم عوض وحسن عطية والتاج مصطفى وعثمان الشفيع وغيرهم واستطيع أن أقول إنّ هؤلاء الفنانين استطاعوا أن يضعوا لأنفسهم مدارس وتفردوا فيها .. وإنني أقول بأنني وحتى الآن أرتاح كثيراً عندما أجد نفسي أردد أغنيات أساتذتنا الكبار وهنا لابُدَّ من الإشارة إلى أنني أيضاً كنت عضواً بلجنة النصوص والألحان بالإذاعة السودانية .. والتي كان يرأسها الأستاذ أبوعاقلة يوسف.. وفي عام 1959 وعندما عدت من مروي إلى الخرطوم كنتُ أبحث في جدية عن صوت فنان أقدم عن طريقه هذه الأغنيات التي وضعت كلماتها كما أشرت أعلاه .. وما زاد عليها مثل " يا هاجر" و " ما بنخاصمك" .. " ويا حليلكم ويا حليلك إنت براك" وربما كان مرد ترددي من تقديمها بصوتي إلى خوفي من المسئولية الجسيمة التي يجب أن يتحملها كل من يتصدى لدور الفنان. إن الالتزام بالاستمرارية المثمرة في هذه الحالة يصبح ضرورة يستوجبها تجاوب الجمهور في حالة النجاح ..و إنها مسئولية يسبق تحملها إدراك من يقوم بهذا الدور لمقدرته ومدى الاستعداد عنده للعطاء كما أنها طريق لا رجعة فيه. أنشودة آسيا وأفريقيا:- وعن أنشودة آسيا وأفريقيا يقول: في سنة 1960 وعندما قمت بتلحين هذه الأنشودة لشاعرنا الكبير الراحل تاج السر الحسن كنتُ أشعر بتردد في تقديمها بصوتي بل كنت أريد تقديمها عن طريق كورال مكون من مجموعة فنانين ، إلى أن حضر إليّ أثناء البروفات الأستاذان علي شمو وإدريس البنا وهما من كبار موظفي وزارة الاستعلامات والعمل وطلبا مني أن أقدمها بصوتي بالمسرح القومي خاصة وأن الرئيس الزائر جمال عبد الناصر والرئيس الفريق إبراهيم عبود سيحضران الحفل وقد كان. ثم استعنت بمجموعة من طلاب المدرسة الأهلية الثانوية بأم درمان وبعض الطالبات وفيما بعد علمت بأن الطالب الفنان زيدان إبراهيم كان من بين مجموعة الكورال بل علمت أيضاً بأنه كان من المعجبين بأغنياتي وكان يقوم بتقليدي خلال احتفالات المدرسة بيوم الآباء أو في أي مناسبة من المناسبات. من المحرر:- كل الشكر والتقدير لأستاذنا الفنان القامة عبد الكريم الكابلي على هذه الإفادات مع أمنياتنا له بدوام الصحة والعافية والعودة للبلاد.