عندما فاز المريخ بلقب كأس مانديلا عام 1989 (المسابقة الثانية للاتحاد الافريقي ) عام 1989 لم يكن أي مريخابي يحلم بان يصل فريقهم لمراكز متقدمة ناهيك عن الفوز باللقب. كان طموح المريخاب في ذلك العام ، هو التاهل لدور الثمانية او الاربعة على اكثر تقدير، لانهم كانوا يعرفون ان فريقهم يختلف عن الهلال الذي كان قد تاهل لنهائي كأس الابطال عام 1987. بنى الهلال فريقا عظيما في تلك الفترة، وكان الاحق بنيل اللقب الافريقي عام 1987، لولا المؤامرة التي تعرض لها في النهائي امام الاهلي المصري والتي كان بطلها الحكم المغربي الراحل لاراش. الصدف وحدها وضربات الجزاء هي من اوصلت المريخ للنهائي عام 1989 ثم قادته لتحقيق اللقب، حيث توقف عند تلك المحطة ولم يتحرك منها، مما يدل على انه لم يكن مؤهلا للحصول على ذلك الانجاز. لم ينافس المريخ على أي لقب افريقي منذ عام 1989، رغم انه لم يغب عن المشاركة، حيث ظل يتواجد سنويا، ولم يظهر الا عام 2007 في نهائي الكونفدرالية التي خسرها منذ الذهاب برباعية الصفاقصي التونسي. الغريب ان المريخ وبعد فوزه بكأس مانديلا اصبح حملا وديعا وصيدا ثمينا لكل الفرق التي واجهها في السنوات التي تلت ذلك العام، حيث كان يخرج من الادوار الاولى في ظاهرة محيرة. لكن وصول الهلال للنهائي عام 1992، وتاهله بعد ذلك لدور الثمانية عام 1990، ثم في عام 1991 ، ومشاركته الدائمة في كاس الاندية ، يؤكد ان وصوله الى نهائي عام 1987 لم يكن بالصدفة، او بمساعدة من صديق. يعتقد المريخاب ان فريقهم الذي يشارك في هذا العام في دوري ابطال افريقيا مؤهل لنيل اللقب بمجرد انه تعادل مع وفاق سطيف (حامل اللقب) في الجزائر وفاز عليه في الخرطوم بهدفين. نسى هؤلاء ان وفاق سطيف الذي فازوا عليه في الخرطوم وتعادلوا معه في سطيف، يختلف عن الوفاق الذي حصل على اللقب في العام الماضي، من حيث الشكل والمضمون. باع وفاق سطيف عقود ثلاثة من لاعبيه المؤثرين،لاندية خليجية لفك الضائقة المالية التي يمر بها، ثم فقد ثلاثة آخرين بسبب عدم مقدرته دفع رواتبهم الشهرية، ومخصصاتهم الاخرى. فريق يعجز عن المحافظة على ابرز لاعبيه ، ويقبل ان يبيع عقودهم، لفك ضائقته المالية، طبيعي ان يصبح بلا طموح وبعيدا عن المنافسة، حتى ولو كان يحمل لقب كأس العالم للاندية. في عام 1981،نجح الهلال في اقصاء فريق تيزي اوزو الجزائري من دور ال 32 بركلات الجزاء بعد ان فاز كل فريق في ملعبه بهدف دون مقابل ، رغم ان الاخير كان يحمل لقب كاس الاندية الافريقية. لم يشفع للهلال تجاوزه حامل اللقب عام 81، بان يفوز بكأس البطولة في ذلك العام، بل حدث العكس وخرج الهلال من دور الثمانية ،بعد ان اصاب الغرور لاعبيه، وتملك مشجعيه الشعور بالزهو والعظمة. من حق جماهير المريخ ان تحلم بتحقيق لقب الابطال ومن حقها ان تتمنى التاهل لنهائيات كاس العالم، لكن ينبغي عليها ان لا تفرط في التفاؤل حتى لا تصاب بخيبة امل كما حدث لها في نهائي 2007. آخر الكلام احسن الزميل يسن علي يسن وهو يدافع عن مهاجم الهلال صلاح الجزولي الذي طالته سهام النقد في الايام الماضية بسبب صيامه عن التسجيل وذلك بمنطق وموضوعية. الجزولي هداف كبير، وقد جاء للهلال بعد منافسة قوية من المريخ، بعد ان اثبت ذلك من خلال مشاركته مع المنتخب الوطني أو فريقه الخرطوم الوطني. الابتعاد عن المشاركة في الفترات الماضية وتعدد المدربين الذين تعاقبوا على الهلال، كان من اهم اسباب عدم ظهور الجزولي بمستواه المعروف. الجزولي يحتاج للدعم والمساندة، لا الى النقد والتجريح، لان الهلال بحاجة ماسة لخدماته في البطولتين المحلية والافريقية ، واذا لم نساعده على تجاوز ازمته سنخسره، قبل ان يخسر الهلال هداف ماكر. يستضيف الهلال اليوم الميرغني الكسلاوي في ملعبه دوريا، في مباراة تعتبر مهمة جدا لابوا لهل الذي سيسعى من خلالها الى كسبها لاستعادة اراضيه ومصالحة جماهيره. أي نتيجة غير الفوز ستصعب مهمة الهلال في الاحتفاظ باللقب، وربما تبعثر اوراق الفريق ومدربه التونسي نبيل الكوكي بسبب الضغوط التي سيتعرض لها من الجماهير والاعلام. لا نشك في قدرة الهلال على تجاوز ضيفه الكسلاوي وبعدد وافر من الاهداف، اذا لعب الفريق بمستواه المعروف وابتعد عن الغرور والاستهتار بالخصم. لا نريد لتجربة مباراة هلال كادوقلي الذي حول فوز الازرق المبكر الى تعادل في الوقت المحتسب بدل الضائع الاثنين الماضي 1/1 ان تتكرر. ولذلك ينبغي على اللاعبين ان يقدروا المسؤولية الملقاة على عواتقهم ، ويعملوا على كسب المباراة ، لاعادة الامور الى طبيعتها والاستعداد للقاء مازمبي في اجواء نقية. وننتظر من الجماهير والروابط الهلالية ان تقوم بدورها، في الدعم والتشجيع والمؤاذرة من داخل الاستاد، ومن المدرب ان يبدأ بالتشكيلة الصح. وداعية : الأمل في الأمل. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته